إعلان

هل نجحت السياحة الداخلية في وقف انهيار القطاع؟ (تقرير)

08:32 م الأحد 04 سبتمبر 2016

تقرير- مصطفى المنشاوي :

في أعقاب ثورتي 25 يناير و30 يونيو، تراجعت السياحة في مصر بصورة كبيرة، الأمر الذي تسبب في غلق عدد من الفنادق وتشريد آلاف العاملين، إلا أن حادث سقوط الطائرة الروسية في أواخر شهر أكتوبر من العام الماضي، زاد الطين بلّة. وأضاف إلى معاناة القطاع السياحي توقيع حظر سفر على مصر من قِبل "روسيا وإنجلتر وفرنسا"، وغيرهم من دول الاتحاد الأوربي.

ولجأت وزارة السياحة والقطاعات التابعة لها، في صيف هذا العام لإطلاق حملة لتنشيط السياحة الداخلية من أجل تنشيط العجلة المتوقفة، ومساعدة أصحاب الفنادق على العمل في ظل الظروف الصعبة التي يمر بها القطاع، ولكن يبقى ثمة تساؤل؛ هل نجحت تلك الحملات لتنشيط السياحة الداخلية في وقف إنهيار القطاع؟

المصري يختلف عن الأجنبي

قال علاء الغمري صاحب شركة "أيماج فوياج" للسياحة، إن حملة تنشيط السياحة الداخلية ساعدت بعض الشيء في سد عجز توقف الحركة السياحية، لكنها لم تستطع أن تغطي التكاليف الكاملة للفنادق، مضيفًا أن هناك فرق بين السائح المصري والأجنبي.

وأضاف الغمري في تصريح خاص لـ"مصراوي"، أن "تلك الحملات لم تستطع مساعدة أصحاب البازارات و"الكافيهات" والمطاعم، لأن السائح المصري لا ينبهر بتلك المشتريات، ولا يشتريها بسعرها الذي كان يشتري به السائح الأجنبي، خاصة وأن كان البعض منهم يفضل أن يشتريها من مناطق بالقاهرة مثل الحسين والأزهر"، مضيفًا أن انفاق المصري يختلف كثيرًا عن السائح.

وأشار إلى أن السياحة الداخلية عامل مُكمل للسياحة في الأساس لكنها لا يمكن أن تكون مصدر اعتماد أساسي، مضيفًا أن السياحة في الأساس تعمل على جلب "العملة الأجنبية"، ولذلك لا يقدر أحد أن يقول أو يفكر في أن تكون السياحة الداخلية بديل.

لم تسد العجز

قال علي غنيم رئيس مجلس مطعم صحاري، وعضو مجلس الاتحاد المصري للغرف السياحية، إن حملة السياحة الداخلية لم تسد العجز المتمثل في جزء من الديون المتراكمة على الفنادق منذ 5 سنوات، مضيفًا أن إنفاق السائح المصري رخيصة وتكلفته أعلى بكثير - على حد قوله-.

وأضاف غنيم في تصريح خاص لـ"مصراوي"، أن السياحة الداخلية لم تعوض شيئًا من الخسائر التي تعرض لها القطاع، وذلك لأسباب كثير منها أن مصر تملك 20 ألف غرفة حاليًا، ومثلهم تحت الإنشاء، والسياحة الداخلية لم تأت غير مرتين في العام بحسب الدخل الشهري للأسرة المصرية التي لا تساعد على الترفية أكثر من مرة في السنة الواحدة.

وأشار عضو اتحاد الغرف السياحية، إلى أن أصحاب البازارات والمطاعم لم تستفد من تلك الحملة، لأن "المصريين لم يشتروا أي شيء خلال تواجدهم في شرم الشيخ أو الغردفة، لأن أغلبهم جاء لتلك الأماكن للاستفادة من الدعم المقدم من وزارة السياحة". وقال "هذا الدعم عليه الكثير من علامات الاستفهام، كما أن الوعي السياحي كان منعدم تمامًا خلال تواجدهم في تلك الأماكن السياحية".

أفادت 300 ألف مواطن

على خلاف ذلك، قال سامي محمود رئيس هيئة تنشيط السياحة، إن مبادرة تنشيط السياحة الداخلية، والتي توقفت في 31 مايو الماضي، استفاد منها أكثر من 300 ألف مواطن مصري، حيث توجه 60 % منهم إلى شرم الشيخ، والباقي إلى مدن الأقصر وأسوان ودهب.

وأضاف محمود، أن الغرض الأساسي من تلك الحملات كان في الاساس تشغيل الفنادق في ظل حالة الركود التي يمر بها القطاع، والهدف الثاني هو زيادة الوعي السياحي لدى المواطنين.

وأشار رئيس هيئة تنشيط السياحة إلى أن المواطن المصري عندما يذهب في رحلة ترفيهية يتعامل مثل أي سائح أجنبي -على حد قوله-، مضيفًا أن جميع القطاعات والبازارات والكافيهات استفادت من تلك الحملة.

وتابع: "جميع المبادرات من هذا النوع متوقفة في الوقت الراهن، رغم قيام بعض الشركات بإطلاق عروض ترفيهية من أجل تشغيل الحركة في ظل حال الركود التي يمر بها القطاع".

الأرقام توضح التدهور

وكانت إحصائية نسب الإشغال السياحي بالفنادق الثابتة للأعوام من 2010، بداية في عام 2010 قبيل اندلاع ثورة يناير سجلت نسبة الإشغال السياحي أعلى معدلاتها حيث بلغت 44.2 % بإجمالي 471738 نزيل شغلوا 513739 غرفة بفنادق الأقصر الثابتة من إجمالي 1162056 غرفة متاحة وقتها قضوا 914812 ليلة.

وكان الإنجليز على رأس قائمة النزلاء بإجمالي 88546 تلاهم الأمريكان والفرنسيين واليابانيين والألمان إضافة إلى 88586 مصري و158481 جنسيات أخرى.

وفي عام الثورة في 2011 انخفضت نسبة الإشغال السياحي إلى 26.06 % بإجمالي 211492 نزيل شغلوا 294147 غرفة، كما انخفض عدد الغرف المتاحة ليبلغ 1138707 غرفة قضوا 540550 ليلة وجاء الإنجليز في المقدمة وبلغ عددهم 40571 بريطاني تلاهم الأمريكان والألمان إضافة إلى 70526 مصري و49873 جنسيات أخرى.

وفي عام في 2012 بدأت نسبة الإشغال في الانخفاض التدريجي حيث وصلت إلى 22.48 % بإجمالي 178478 نزيل شغلوا 267275 غرفة من إجمالي 1188746 غرفة متاحة قضوا 463035، على رأس السياح 28257 سائحا إنجليزيا تلاهم الألمان والفرنسيين والأمريكان إضافة إلى 69093 مصري و45703 جنسيات أخرى.

وفي عام 2013 كانت معدلاتها مسجلة 12.5 % بإجمالي 145953 نزيلا شغلوا 303161 غرفة من إجمالي 1303190 غرفة متاحة قضوا 348733 ليلة وجاء الإنجليز في المقدمة بعدد 20737 تلاهم الألمان ثم الفرنسيين والأمريكان واليابانيين فيما بلغ عدد المصريين 72371 مصري و29165 جنسيات أخرى.

وفي عام 2014 كانت معدلاتها مسجلة بإجمالي 136953 نزيلا شغلوا 194389 غرفة من إجمالي 1289730 غرفة متاحة وقضوا 327027 ليلة.

وفي عام 2015 والذي شهد استقرارا نسبيا في بعد تولي الرئيس السيسي مقاليد الحكم إلا أنه لا تزال نسبة الإشغال السياحي تدور في الفلك المنخفض بالمقارنة بأعوام قبل ثورة يناير، حيث بلغ عدد الغرف المشغولة بفنادق الأقصر الثابتة 223989 من إجمالي 1236745 غرفة متاحة بنسبة إشغال 18 % بإجمالي 165322 نزيل قضوا 345353 ليلة على رأسهم البريطانين بإجمالي 11845 بريطاني تلاهم الأمريكان والألمان فما بلغ عدد المصريين 82599 مصري.


1-288 copy

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان