ترامب يختار مستشارة مصرية ضمن فريقه الرئاسي.. وخبراء: "لن تخدم سوى أمريكا"
كتبت - إيمان محمود:
يترقب العالم تسلم الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب، الذي أثار الجدل منذ إعلانه الترشح، مهام منصبه، وفي ظل هذا الترقب يهتم الجميع بالفريق الرئاسي الجديد والذي يحمل في طياته دلالات الاتجاه السياسي للإدارة الأمريكية المرتقبة.
الرئيس المنتخب عبر عن اهتمامه الكبير بالشرق الأوسط في تصريحاته السياسية والاقتصادية، كما عبر عن اهتمامه أيضًا باختيار بعض المستشارين ذوي الأصول العربية، والذين كان آخرهم دينا حبيب، ذات الأصول المصرية، التي عينها ترامب مستشارة للمبادرات الاقتصادية.
وولدت دينا حبيب باول عام 1973، هاجرت إلى الولايات المتحدة منذ صغرها مع أسرتها، واستطاعت الحصول على الجنسية الأمريكية؛ نظرًا لأنها كانت ماتزال صغيرة في العمر، وعاشت في مدينة دالاس بولاية تكساس، ودرست علوم الاقتصاد، والإدارة.
ويرى طارق فهمي، أستاذ العلوم السياسية، أن هذا الاختيار هو خطوة جيدة، مشيرًا إلى أن الرئيس الجديد عين أيضًا مستشارين من أصول لبنانية، وهي خطوة تدل على أنه يريد الانفتاح على بعض الشخصيات من أصول عربية.
وأوضح فهمي، أن دور مستشارين الرئيس لا يكون دور فعال ومباشر أو مؤثر بالشكل الكبير الذي يعتقده البعض، موضحًا أن دور المستشارين يكون في إطار مؤسسي وليس في إطار تبني توجهات أو ما إلى ذلك، مضيفًا "هناك فرق بين المستشارين وفريق العمل، وهو ما يجعل المستشار من الممكن ألا يلتقي بالرئيس طوال فترة عمله".
أستاذ العلوم السياسية أكد أنه يتمنى أن تستطيع المستشارة المصرية خلق قنوات تواصل بين القوى المؤيدة والمعارضة للإدارة المصرية، داخل الأوساط السياسية الأمريكية.
وأشار إلى أن قضايا الشرق الأوسط لن تكن على رأس أولويات ترامب في المرحلة القادمة، موضحًا أنه سيركز على القضايا الداخلية في الستة أشهر الأولى على الأقل، إلا إذا دُفع دفعًا لهذا نتيجة الأزمات الموجودة في الإقليم كالأزمة السورية.
وعلى المستوى الاقتصادي، أكد إسلام شاهين، الخبير الاقتصادي، أن الإدارة الأمريكية الجديدة ستخلق طبيعة جديدة على مستوى العلاقات المصرية الأمريكية سواء في الجانب الاقتصادي أو السياسي.
كما أكد أن قرار تعيين دينا حبيب كمستشارة للمبادرات الاقتصادية، يدعم التعاون الاقتصادي بين مصر والولايات المتحدة، بعد أن تدهور هذا التعاون خلال السنوات الماضية، بحسب قوله.
وأشار أستاذ الاقتصاد إلى أن قرار تعيين مصرية في هذا المنصب يبعث رسالة قوية للعالم بأكمله حول العلاقة المرتقبة بين البلدين، مؤكدًا أنه رغم أن القيادة الأمريكية لا تتعامل مع جنسيات وإنما تتعامل مع عقول، ولكن من وقت لآخر يكون هناك رسالة تؤكد الروابط القوية بين البلدين.
والتقى الرئيس، عبد الفتاح السيسي، الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب، في سبتمبر الماضي، وذلك خلال زيارته لنيويورك للمشاركة في الدورة الحادية والسبعين لاجتماعات الجمعية العمومية للأمم المتحدة. وناقشا خلال اللقاء سبل تعزيز التعاون بين البلدين في المجالات الاقتصادية وكذا محاربة الإرهاب.
فيما رأى السفير جمال بيومي- مساعد وزير الخارجية الأسبق، وأمين عام اتحاد المستثمرين العرب، إنه لا داعي لمبالغات البعض في رد الفعل حيال هذا القرار، موضحًا أنها ليست المرة الأولى التي يعين فيها مواطنين من أصول مصرية في مناصب أمريكية.
وأضاف السفير، أن المواطن الذي يحمل جنسية دولة معينة بغض النظر عن أصوله، فهو يكون ولاءه لبلده التي يحمل جنسيتها، قائلًا: "نحن نعتز أن هناك مواطنة من أصل مصري وصلت لهذا المنصب ولكن لا نتوقع منها أن تتخذ قرارات ليست في صالح الولايات المتحدة".
وقال سيد اللاوندي- خبير العلاقات الدولية بمركز الأهرام للدراسات السياسية والإستراتيجية، إنه بالرغم من سياسة ترامب المختلفة عن سياسة أوباما والديمقراطيين، وأنه يسعى إلى بناء سياسة خارجية أمريكية مغايرة تمامًا لما كان يسير عليه أوباما وهيلاري كلينتون، إلا أن اختيار شخص من أصول مصرية في هذا المنصب ليس جديدًا.
وأشار اللاوندي إلى أن أوباما اختار أيضًا مستشارين من أصول عربية، وهو ما يدل على أن ترامب يسير على نهج نفس أفكار الحزب الديمقراطي، له فهو سلك ما كان يسلكه قبلا أوباما والذي اختارا مستشارًا من أصل مصري أيضًا، وبالتالي اعتقد أن ترامب يتحرك بنهج نفس أفكار الحزب الديمقراطي.
واستطرد: "لست مستبشرًا خيرًا، وليس لأنها مصرية اتفاءل كثيرًا"، موضحًا أنها تحمل الجنسية الأمريكية وتكاد تكون أمريكية أكثر من الأمريكيين أنفسهم، وكان من الأفضل لترامب أن يختار شخصية أخرى من أصول إسلامية بشكل عام وليس من أصول مصرية".
فيديو قد يعجبك: