خمس رسائل للمصريين في كلمة السيسي بالذكرى السادسة لثورة يناير
كتب – محمد مكاوي:
ألقى الرئيس عبد الفتاح السيسي، الأربعاء، كلمة للشعب المصري بمناسبة الذكرى السادسة لثورة 25 يناير، التي أطاحت بنظام الرئيس الأسبق حسني مبارك بعد نحو 30 سنة في السلطة.
قال السيسي إن ثورة يناير "عبرت عن رغبة المصرية في التغيير،" مضيفا أن الثورة سوف تظل "نقطة تحول في تاريخ مصر."
ودعا السيسي الشباب المصري إلى العمل وبذل المزيد من الجهود "لترسيخ دعائم المواطنة الكاملة والحريات السياسية والاجتماعية والشخصية، والحفاظ على سلامة واستقرار هذا الوطن العزيز الغالي،" مؤكدا أن "كفاحنا وجهودنا خلال الأعوام الستة الماضية لم تذهب سدى".
ووجه السيسي عدة رسائل خلاله كلمته للشعب المصري، جاء أبرزها الإشادة بثورة يناير، وبالمصريين الذي وصفهم بالمكافحين في التصدي إلى الإرهاب.
كما أشارت رسائل السيسي إلى الأوضاع الاقتصادية ومكافحة الفساد، وخصص نصف كلمته للشباب المصري.
"ستظل ثورة يناير نقطة تحول في تاريخ مصر"
قال السيسي "ستظل ثورة يناير نقطة تحول فى تاريخ مصر، حين كانت الآمال كبيرة فى بدايتها، وكذلك كان الشعور بالإحباط غير مسبوق".
وخرج مئات الشباب يوم الثلاثاء الخامس والعشرين من يناير مطالبين بـ"العيش والحرية والعدالة الاجتماعية" ضد نظام الرئيس الأسبق حسني مبارك الذين اتهموه بالفساد والديكتاتورية.
وتسارعت الأحداث يوم الجمعة 28 بعد خرج الملايين في شوارع مصر المختلفة بعد سقوط أول شهيد في محافظ السويس، في مواجهات مع قوات الأمن.
واعتصم المتظاهرون في ميدان التحرير والميادين المختلفة 18 يومًا حتى أعلن الجيش تخلي مبارك عن السلطة وتكليفه بإدارة شؤون البلاد.
"انحرفت الثورة عن مسارها واستولت عليها المصالح الضيقة"
أكد السيسي أن "الثورة انحرفت عن مسارها واستولت عليها المصالح الضيقة والأغراض غير الوطنية، فكانت ثورة الشعب من جديد فى يونيو 2013، لتصحح المسار ويسترد هذا الشعب حقه في الحفاظ على هويته وتقرير مصيره".
ولأكثر من مرة يصرح السيسي بأن ثورة يناير انحرفت عن مسارها واستولت عليها المصالح الضيقة والأغراض غير الوطنية.
ففي كلمته بمناسبة الذكرى الخامسة لثورة يناير العام الماضي، قال السيسي إن " انحراف ثورة 25 يناير عن أهدافها لم يكن بيد أبنائها الأوفياء وإنما بيد جماعات استغلت الزخم السياسي، مضيفاً أن الوطن تحول من وطن لجماعة إلى وطن للجميع من خلال تنفيذ المشروعات الكبرى".
ووجهت اتهامات إلى جماعة الإخوان المسلمين بالسطو على ثورة يناير بعد أن تمكنوا من السيطرة على مجلس الشعب والوصول إلى كرسي الرئاسة بمرشحهم محمد مرسي الذي قضى في الحكم سنة واحدة كانت مثيرة للانقسام المجتمعي.
"هذا الشعب يكافح ليتصدى لجماعات الإرهاب والظلام"
شدد السيسي في كلمته على أن "الشعب المصري يكفاح ليتصدى لجماعات الإرهاب والظلام"، وقال "مستمرون في مواجهة الإرهاب البغيض، حتى نقتلع جذوره تماماً من أرض مصر".
وحذر السيسي أكثر من مرة من قوى خارجية تدعم قوى الإرهاب، وتسعى لبث الفوضى والعنف في المنطقة، مطالبا بالتوحد من أجل مواجهة الإرهاب.
ودعا السيسي في يوليو 2013 وقت أن كان وزيرا للدفاع المصريين إلى تفويض القوات المسلحة والشرطة لمجابهة إرهابا محتملا.
وتواجه القوات المسلحة والشرطة حربًا ضم مسلحي جماعة أنصار بيت المقدس الذي أعلن مبايعته لتنظيم تنظيم داعش في شمال سيناء.
كما ضرب الإرهاب أكثر من مرة في العاصمة أبرزها اغتيال النائب العام السابق المستشار هشام بركات والعميد عادل رجائي قائد الفرقة التاسعة مدرعة.
"المصريون شرعوا في إصلاح الأوضاع الاقتصادية بشجاعة وإصرار"
وجه السيسي التحية إلى الشعب المصري. وقال إنه شرع فى إصلاح الأوضاع الاقتصادية بشجاعة وإصرار، متحملاً فى سبيل ذلك كافة الصعاب، دون أن يلين عزمه، أو يقل تصميمه.
تعاني مصر من بعد ثورة يناير أزمة اقتصادية مستمرة إثر النقص الحاد في الاحتياطي من النقد الأجنبي وتراجع عائدات السياحة التي تأثرت باضطراب الأوضاع الداخلية.
وتفاقمت أزمة السياحة بسقوط طائرة ركاب روسية بسيناء في 31 أكتوبر2015، وتعليق عدد من الدول رحلاتها الجوية إلى مصر وعلى رأسها روسيا، حيث تراجعت الإيرادات السياحية بشدة إلى 3.4 مليار دولار في 2016 مقابل 6.1 مليار دولار في 2015.
وقررت الحكومة تطبيق برنامج "الإصلاح الاقتصادي"، حيث حررت سعر صرف الجنيه (التعويم) وهو ما أدى إلى ارتفاع سعر الدولار من 7.18 جنيهًا في 2014 إلى 18 جنيهًا بنهاية 2016 .
كما سجلت معدلات التضخم ارتفاعًا قياسيا بلغ 24.3 بالمئة.
"لن يثنينا شيء عن مواصلة الحرب على الفساد"
وصف السيسي في كلمته الفساد بأنه لا يقل خطورة عن الإرهاب. وقال إن " لن يثنينا شيء عن مواصلة الحرب على الفساد، الذي لا يقل خطره عن خطر الإرهاب، وكل ذلك بينما نستمر فى إصلاح الاقتصاد، وتشييد المشروعات التنموية العملاقة فى كل شبر من أرض مصر".
وكان السيسي وجه التحية في كلمته بمناسبة الاحتفال بالمولد النبوي الشريف إلى رئيس هيئة الرقابة الإدارية اللواء محمد عرفان.
وأعلنت الرقابة الإدارية أنها ضبطت أكثر من قضية فساد داخل مؤسسات الدولة المختلفة أبرزها قضية الرشوة دخل وزارة الزراعة، وقضية مجلس الدولة، وأحد مستشاري وزير المالية.
وتحتل مركزا متدنيا في مؤشر مدركات الفساد الذي تعلنه منظمة الشفافية الدولية سنويا.
وانخفضت درجة مصر في عام 2015 إلى 36 درجة، مقابل 37 درجة في العام السابق، من أصل مئة درجة، بحسب مؤشر المنظمة.
وفي أغسطس 2016، قالت المنظمة إن مرتبة مصر "تشير إلى وجود مشكلة كبيرة في مدركات الفساد في القطاع العام".
فيديو قد يعجبك: