بعد 6 أعوام من ثورة يناير.. كيف تحول إحياء الذكرى إلى احتفال بعيد الشرطة؟
-
عرض 5 صورة
-
عرض 5 صورة
-
عرض 5 صورة
-
عرض 5 صورة
-
عرض 5 صورة
كتب - محمد قاسم:
تصوير - كريم أحمد وعلاء القصاص:
"اندلعت الثورة هنا" قالها محمد لصديقه بعدما وقفا لبرهة يطالعان الأجواء في ميدان التحرير حيث الذكرى السادسة لثورة 25 يناير 2011. حضرت الذكرى ولم يحضر المحتفون بها على غير العادة.
كانت الذكرى الثالثة للثورة -يناير 2014- آخر احتفال حاشد بذكرى ثورة 25 يناير، حيث توافد المئات على ميدان التحرير بعد الإطاحة بالرئيس الأسبق محمد مرسي ليطالبون وزير الدفاع –آنذاك- عبد الفتاح السيسي بالترشح لرئاسة الجمهورية التي فاز بها في يونيو من العام ذاته.
يقول سعيد صادق أستاذ الرأي العام السياسي بالجامعة الأمريكية، إن صدى الثورات يخفت مع مرور السنوات فتنقلب الشعارات مثل (عيش..حرية..عدالة اجتماعية) إلى تحديات اقتصادية وأمنية ينشغل بها المواطنون فتصبح ذكراها بين مرحب وكاره لآثارها.
وقال الرئيس عبدالفتاح السيسي في خطابه إلى الأمة اليوم، إن ثورة يناير ستظل نقطة تحول في تاريخ مصر، وإن البلاد تسير على الطريق الصحيح.
في الذكرى السادسة للثورة، أحكم الأمن قبضته على ميدان التحرير منذ أمس الثلاثاء. أغلق محطة مترو السادات كالعادة. اضطر الشابان للنزول في محطة سعد زغلول والذهاب سيرًا إلى إحدى محلات صيانة الأجهزة الإلكترونية الشهيرة بوسط القاهرة، لإصلاح جهاز "لاب توب" يمتلكه محمد، فمرا بالميدان بينما عيون أفراد الشرطة ترقبهما.
وقال شادي الغزالي حرب، أحد النشطاء في ثورة 25 يناير، إن المشهد الحالي يعبر أن هناك من يحاول تشويه ثورة 25 يناير ومنع ترديد شعارتها مجددًا لكن الثورة لم تنكسر ومبادئها أقوى من تلك المحاولات.
"جميع الثوار والمعارضين في الوقت الحالي يعلمون أنهم لو نزلوا ميدان التحرير سيتعرضون لمضايقات من المواطنين وأصحاب المحال قبل أن يتعرضوا للملاحقة الأمنية، فذلك سبب كاف لعدم حضور محتفلين بالذكرى"، يؤكد صادق.
وأعلنت الحكومة قبل يومين يوم الذكرى عطلة رسمية والذي يتواكب مع العيد الـ65 للشرطة. اقتصرت الأجواء صباحًا في الميدان على ترقب وحذر واستنفار للشرطة، فيما لم يمنع ذلك السيارات من المرور بسلاسة وكذلك لم يحرم "موكشة" من لعب "سكيتنج" أمام مجمع التحرير.
"موكشه" وصديقاه حضروا لممارسة هوياتهم المفضلة في ميدان التحرير. لا يهتمون بما يجر. كانوا في الرابعة عشرة من عمرهم وقت اندلاع الثورة. اعتادوا على مدى سنوات على رؤية الشرطة بكثافة في الميدان آخرها احتفالات أعياد الميلاد المجيد بداية الشهر الجاري. قال أحدهم "احنا بنيجي وهم تقريبًا حفظوا شكلنا وبيسبونا نلعب".
على جنبات الميدان وفي قلبه وقفت عشرات من سيارات الشرطة كما انتشرت مئات في قلب الميدان والمناطق المحيطة به بعضهم بلباس مدني، وعلى مدار كانت دوريات الشرطة تجوب منطقة وسط البلد.
مع حلول الظهيرة، وقف عدد محدود من مواطنين للاحتفال بعيد الشرطة في الميدان، ورددو هتافات: "شرطة وشعب وجيش إيد واحدة - بنحبكم يا شرطة"، كما رددوا هتافات مؤيدة للرئيس عبد الفتاح السيسي ومناهضة لجماعة الإخوان، فيما ووزع رجل وسيدة ورود وعصائر على رجال الأمن والمارة.
في وقت لاحق، حضر مسئولون كبار بالشرطة على رأسهم مدير أمن القاهرة خالد عبدالعال، لتفقد الحالة الأمنية في الميدان. وزع عبد العال ومساعدوه الهدايا على المارة وسائقي السيارات.
تلك المشاهد وصفها الغزالي حرب، بأنها (مكايدة وتحدي) من الشرطة للقائمين بثورة 25 يناير الذي ثاروا ضد الشرطة قبل 6 سنوات.
وأضاف "ان يغلقوا ميدان الثورة ثم يحتفلون فيه.. ذلك يمثل انتصارًا زائفًا ووهميًا بدليل عدم قدرتهم على فتح الميادين أمام المعارضين".
على نفس المنوال مضى صادق يقول إن الشرطة احتفلت في الميدان كي تبعث برسالة مفاداها أن " 25 يناير عيد للشرطة وليس عيد لثورة 25 يناير".
ومع نهاية اليوم، رحل مسئولو الشرطة الكبار، فيما بقى الآخرون. خلا الميدان للاعبي الـ"سكيتنج"، إلى أن انضم إليهم شاب آخر بـ"كوتشينة" يداعب المارين بميدان الثورة.
فيديو قد يعجبك: