حوار: عبد المعطى حجازي: ثورة 25 يناير أفسدها المجلس العسكري والإخوان..وعلى السيسي قراءة تاريخ مصر
كتب- السيد الحرانى:
تصوير- نادر نبيل :
قال الشاعر الكبير أحمد عبد المعطى حجازي إن مشاريع الدولة الحالية حيوية ومطلوبة، وإنه ليس ضد المشاريع العمرانية والاقتصادية لأنها ستعود بالنفع على الجميع، لكنه ضد أن تكون الثقافة منفية.
ووصف حجازي في حواره مع "مصراوي" البرلمان بالسيء؛ لأنه برلمان يوجد فيه من يريد محاكمة أدب نجيب محفوظ ويصر على إصدار قوانين تتحدث عن ازدراء الأديان ويقف فى وجه حقوق الإنسان.
وتابع: " نستمع لحكومات جاهلة ووزراء ورؤساء يجهلون اللغة العربية في بياناتهم وخطاباتهم".
وأشار إلى مادة الشريعة الإسلامية بالدستور قائلا: "لا معنى لها، لأن الدولة لا تصلى ولا تصوم فنحن الذين نصلى ونصوم"، مؤكدا أن 25 يناير ثورة حقيقة أفسدها المجلس العسكري والإخوان المسلمين.
والى نص الحوار:
ما هي المشكلات التي تواجه الشعر والشعراء في الوقت الحالي؟
عدم وجود منابر صحفية وإعلامية تؤمن بعرض الشعر وتعطى مساحة كافية للشعراء، وذلك يأتي لأسباب أهمها أن معظم من يتصدرون تلك المنابر لم يأتوا عن طريق كفاءتهم ولكن عن طريق علاقتهم، لذلك لا يمتلكوا القدرة على فهم قيمة الشعر والشعراء.
في رأيك.. هل يمكن للأزهر مراجعة نفسه والاعتراف بأخطائه؟
قلت لشيخ الازهر إن الفاتيكان اعتذر لكل من أساء اليهم، فمتى يعتذر الأزهر لكل من اعتدى على حقوقهم في الاجتهاد ومن بينهم (محمد عبده وفرج فودة، ونصر حامد أبو زيد.. الخ) فاستمع لي (أحمد الطيب) ولم يجب، ومازالت أطرح السؤال للآن.
ما تعليقك على الدعوات المختلفة بهدف تجديد الخطاب الديني؟
للأسف مشايخ الأزهر دائما يتهربون من التسمية الصحيحة وهى "تجديد" الخطاب الديني إلى "تطوير" الخطاب الديني، ويجب العمل بصدق من أجل ذلك، حتى تنجح تلك الدعوات.
ما حدث ومازال يحدث خطأ تقع فيه الدولة متعمدة، لأنها تريد الاعتماد على السلفيين، والنظام الحالي لا يريد أن يكون الحكم مدنيا، ولا يريد أن يتم تطبيق الديمقراطية بمعناها الصحيح، وكان لا يجب ترك المساحة لهؤلاء.
ولكن حديثك يتعارض مع الدستور الذى يكفل المشاركة السياسية لكل مصري؟
بالعكس لا يتعارض، لأن الدستور يقول لا أحزاب سياسية على أساس ديني، والسلفيين يخالفون ذلك، وفرضوا في الدستور ( أن تكون الدولة إسلامية) ولا معنى لذلك لأن الدولة لا تصلى ولا تصوم فنحن الذين نصلى ونصوم، لذلك يجب على الدولة تغيير مواقفها، وعلى الناس مراجعة أنفسهم وألا يعطوا أصواتهم في الانتخابات لمثل هؤلاء.
لماذا انسحب المثقفون من المشاركة في الحياة السياسية ؟
المثقف يشارك في الحياة السياسية ولكن لا أحد ينتبه له، لأنه دائما ممنوع ومقهور ومصادر ومحاصر، ودور المثقف كان موجود بقوة قبل ثورة 1952 .
بماذا تصف الحكومات التى تعاملت معها وصولا للحكومة الحالية؟
حكومات جاهلة، والآن نحن نستمع إلى وزراء ورؤساء يجهلون اللغة العربية فى بياناتهم وخطاباتهم.
هل تم تدجين المثقفين المصريين؟
طبعا، وخلال الستة عقود الماضية شاهدنا حال المثقف أما أن يكون خادما وواشيا، أو يتم اعتقاله أو تصفيته جسديا و معنويا.
لماذا يتهمك البعض بأنك كنت سببا في القضاء على أحلام الكثير من شباب الشعراء؟
من خلال موقعي كمقرر للجنة الشعر وعضو بالمجلس الأعلى للثقافة حاولت القيام بواجبي، وأذكر أن الثقافة ليست فوضى وليس كل من يخطر فى باله أنه شاعر فيكتب، يجب ضبط المجال ربما من أجل ذلك يتهمونى بما قلت.
ما هو رأيك في الدور الحالي لوزير الثقافة ووزارته؟
وزارة الثقافة الحالية هي موروث، وحلمى النمنم لم ينشأ وزارة الثقافة، وكل ما يستطيع فعله إبعاد فلان أو تقريب أخر ، وأدائه لم يغير في المشهد شيئا.
هل لوسائل التواصل الاجتماعي تأثير محسوس على حركة الشعر؟
نعم، وتمثل ذلك في ايجابية طرح منابر مختلفة، ولكن سلبية ذلك يظهر في طرح هؤلاء ما يكتبون ولكن دون اختبار فلا يوجد نقد يقوَم الشاعر ويصحح مساره.
هل كان رؤساء مصر من لديه اهتماما بالشعر والشعراء؟
الرئيس السادات وحدثني أنه حاول كتابة الشعر، ومبارك كان مؤدبا وتعامل معي دائما بدماثة خلق.
ما هو رأيك في البرلمان الحالي؟
سيء، لأنه برلمان يوجد فيه من يريد محاكمة أدب نجيب محفوظ ويصر على إصدار قوانين تتحدث عن ازدراء الأديان ويقف فى وجه حقوق الإنسان.
لماذا يرميك البعض بالإلحاد؟
تهمة الالحاد التي يرميني بها البعض هي لمجرد اختلافي مع من يولون أنفسهم الحق التفتيش في الضمائر، ومثل هؤلاء لم يرموني بتلك التهمة وحدى، ولكن رموا بها كثيرون غيرى.
هل مازالت مصر ساحة لالتقاء المثقفين من مختلف الجنسيات؟
لم تعد كذلك، والجميع مطالبون بإعادة دور مصر الثقافي، والغريب أن الدولة تتحدث دائما عن مشاريع العاصمة الادارية الجديدة وقناة السويس، ولا أحد يتحدث عن الثقافة وكيف يمكن أن تعود، قوة مصر الحقيقية كانت فى ثقافتها.
كيف ترى المشاريع الاقتصادية العملاقة التي تقوم بها الحكومة؟
حيوية ومطلوبة، وأنا لست ضد مشاريع عمرانية واقتصادية وبالتأكيد تلك المشاريع ستعود بالنفع على الجميع، لكن أنا ضد أن تكون الثقافة منفية.
ما رأيك في ثورة 25 يناير ؟
25 يناير ثورة حقيقة تعمدت القوى والأطراف التي أدارت البلاد بعدها إفسادها؛ المجلس العسكري والإخوان المسلمين أفسدا ثورة يناير، ومطالب يناير لم تتحقق.
ماذا تقول للرئيس السيسي؟
تحدث الرئيس أنه قرأ لجمال حمدان كتاب " شخصية مصر" فأتمنى أن يقرأ أيضا لرفاعة الطهطاوي ومحمد عبده وأحمد لطفى السيد وعلى عبد الرازق وطه حسين ولويس عوض وسلامة موسى وغيرهم من أعمدة الثقافة المصرية، وأتمنى من الرئيس السيسي أيضا قراءة تاريخ مصر وخصوصا الحديث منذ نابليون الى الآن، ليرى أن المصريين ناضلوا من أجل التقدم والنهضة والديمقراطية وحقوق الإنسان والثقافة والانتقال من العصور الوسطى إلى الحديثة، ومن الظلام الى النور.
فيديو قد يعجبك: