"البابل شيت" يفجر أزمة في حقوق القاهرة.. وطلاب: نُعاني من التمييز
كتب- محمد قاسم:
في 7 ديسمبر الماضي، وضعت كلية الحقوق جامعة القاهرة، جدول امتحانات منتصف العام، طبقت فيه لأول مرة نظام أسئلة "البابل شيت" بشكل جزئي، بجانب نظام الأسئلة المقالية القديم، إلا أن طلاب بالكلية اشتكوا عدم العدالة خاصة بعد أن قررت الكلية تخفيض عدد ساعات الامتحان إلى ساعتين بدلًا من ثلاثة.
أسئلة البابل شيت، نظام امتحان على طريق النظام الأمريكي، ويكون الامتحان عبارة عن سؤالين الأول (صح وخطأ بدون تعليل)، والثاني (اختيار من متعدد بدون تعليل)، أما نظام الأسئلة المقالية يتضمن سؤالين أو ثلاثة فقط من نوعية ناقش أو وضح تغطي أجزاء كبيرة من المنهج.
لم يحالف الحظ، مريم سيد، طالبة بالفرقة الثانية مجموعة (ج) كغيرها من زملاءها بالمجموعة، الامتحان بنظام "البابل شيت" حيث أبقت الكلية على نظام الأسئلة المقالية في 4 المواد المقررة عليها الآن. واشتكت من طول الأسئلة المقالية في مادة "الاقتصاد" التي خاضتها الاثنين الماضي، وعدم كفاية الوقت المخصص بساعتين.
وقال وكيل كلية الحقوق بجامعة القاهرة، عبدالمنعم زمزم، إنه طبقًا لاستراتيجية نظام الامتحان الجديدة "البابل شيت"، فإنه تم تغيير مدة الامتحان من 3 ساعات إلى ساعتين فقط، حيث يشمل الامتحان 60 سؤالًا -ما بين اختيارات وصح وخطأ- لكل مادة.
على عكس "مريم"، وجدت بسنت محمد طالبة بالفرقة الثانية مجموعة (أ)، جدولها يتضمن 3 مواد بنظام "البابل شيت" بينهم امتحان "الاقتصاد"، وقالت "امتحان البابل شيت كان في شوية تكات (أسئلة صعبة) بس ميجيش حاجة فامتحان "المقالي" بصراحة".
وأضافت بسنت: "الامتحان اعتمد على جزئيات قليلة أوي ومجبش المنهج كله، فمعظمنا خلص الامتحان في ساعة مكملش حتى الساعتين". فيما قالت مريم، "كنت لسه بحل في السؤال الأول ولقيت المراقب بيقول نصف الوقت (ساعة) عدى ولسه باقي سؤالين محلتهمش فاضطريت اختصر في الاجابة".
ويقول زمزم، إن الكلية طبقت "البابل شيت" بنسبة 50 % على جميع مواد الفرق الأربعة، فيما ابقت على نظام الأسئلة المقالية على نصف المواد الآخر، مشيرًا إلى أنه مر بجميع اللجان ولم يشتك سوى عدد ضئيل من الطلاب.
بدأت جامعة القاهرة تطبيق نظام أسئلة "البابل شيت" العام الماضي في بعض الكليات الأدبية مثل "التجارة، ودار العلوم، والآداب" حيث لاقت الفكرة استحسانا لدى مجلس جامعة القاهرة عمل على تطبيقها في كليات أدبية أخرى مثل كلية الحقوق والآثار، حسبما ذكر رئيس الجامعة الدكتور جابر نصار.
" مجموعة (أ) و(ب) امتحانهم كان بابل شيت وسهل، وإحنا مقالي وأسئلته محتاجة وقت طويل وصعب المفروض الامتحانات تكون موحدة، يا كلها بابل شيت وساعتين، يا كلها مقالي و3 ساعات"، تقول نور محمد، طالبة أخرى بمجموعة (ج).
وردّ زمزم، أن مجلس الكلية وضع جدول الامتحانات ونوعية النظام لكل فرقة قبل انطلاق الامتحانات بشهر تقريبًا، كما أن الامتحان المقالي تم تكييفه مع الوقت المحدد بساعتين.
فيما أوضح جابر نصار، أن مصر اعتمدت كثيرا على الأسئلة المقالية التي تؤدى لخريج لا يفقه شيء في جميع المراحل، مضيفًا أن نظام "البابل شيت" يقيس المستوى العلمى للطالب بدرجة عالية، فبدلًا من تحكم 4 أسئلة مقالية بمقرر يحتوى 500 صفحة، أصبح الأن هناك 80 سؤال شاملين كافة أطراف المادة العلمية.
لم تكن مشكلة الوقت هي الوحيدة التي صاحبت تطبيق نظام "البابل شيت"، حيث أشار مصطفى محمد، طالب في الفرقة الرابعة، إلى أن صيغة أسئلة "البابل شيت" التي جاءت بمادة "البحري والجوي" اثبتت أن الامتحان لا يليق بطالب ليسانس، وكذلك لم يكن هناك تنظيم في اللجان وجلوس طلاب بنماذج مماثلة بجانب بعض.
في ذلك يقول نصار، إن هناك لجنة مخصصة لشكاوى الامتحانات بالجامعة، ولم يتقدم أية طلاب بشكاوى رسمية من نظام الامتحان الجديد، وإذا قدمت شكاوى سيتم النظر إليها بعين الاعتبار إذا كان ذلك يحقق العدل بين الطلاب.
"طلاب زملاءنا تواصلوا مع الدكتور عبد المنعم زمزم- وكيل الكلية حول ضيق الوقت خاصة في الأسئلة المقالية، ووعدهم بمراعاة ذلك في التصحيح خاصة في الأسئلة المقالية" تؤكد مريم.
وقال زمزم، إن بعض الطلاب تحدثوا معه عن مشكلة عدم تناسب الأسئلة المقالية مع الوقت المحدد بالمقارنة بنظام "البابل شيت"، لافتًا إلى أن لجنة الممتحنين ستقارن بين نسب نجاح الطلاب في النظامين وسيتم العمل على تلافيها في التصحيح.
وبينما تنتظر مريم ونور طالبتي مجموعة (ج) امتحانهن المقالي القادم "الشريعة الإسلامية"، تتذكرا سخرية زميلهما بالمجموعة مصطفى جمال -بعد نهاية امتحان الاقتصاد-، "أحلى تغفيلة عليكم يا سنة تانية (ج)".
فيديو قد يعجبك: