محللون عن زيارة السيسي للكاتدرائية: "تطييب خواطر".. ورد على الكونجرس
القاهرة - أحمد جمعة ومحمد قاسم:
وصف سياسيون ومحللون، زيارة الرئيس عبدالفتاح السيسي، إلى الكاتدرائية المرقسية بالعباسية، لتهنئة الأقباط بعيد الميلاد المجيد؛ بمثابة "تطييب خواطر، ومجاملة مطلوبة" خاصة بعد تفجير الكنيسة البطرسية نهاية العام الماضي، وللرد على مزاعم غضب الأقباط من النظام.
وخلال كلمته القصيرة، أعلن الرئيس السيسي الانتهاء من ترميم الكنائس التي تعرضت للدمار خلال أحداث عنف عام 2013، في أعقاب الإطاحة بنظام محمد مرسي، كما وجه بإنشاء أكبر مسجد وكنيسة بالعاصمة الإدارية الجديدة، وتبرع بمبلغ 100 ألف جنيه لإنشائهما.
قال الدكتور مصطفى كامل السيد- أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، إن زيارة الرئيس إلى الكاتدرئية المركسية ليست المرة الأولى ولكن زيارته هذه المرة تكتسب أهمية خاصة وبمثابة "تعبير عن التضامن عن الحادث" لأنها تأتي بعد أسابيع قليلة من تفجير كنيسة البطرسية الذي أودى بحياة 28 شخصًا، وإصابة العشرات من الأقباط.
وأضاف السيد، في تصريح لمصراوي، أن إعلان السيسي الانتهاء من ترميم كافة الكنائس التي اضيرت في أعقاب أحداث يونيو 2013 ، جاء للرد على مساعي الكونجرس الأمريكي لإصدار قانون يطالب بمراقبة ترميم الكنائس المضيرة، وحسم تلك المسألة.
وطرح أحد نواب الكونجرس الأمريكي في نهاية الشهر الماضي، مشروع قانون يطالب وزارة الخارجية الأمريكية بمتابعة مدى التزام الحكومة المصرية بترميم الكنائس التي وعدت بترميمها عقب أحداث عام 2013.
وعن مدى تأثير تلك الزيارة على العلاقة بين الأقباط والنظام الحالي، قال السيد، "لا أعتقد ذلك لازال الأقباط يطمحون في مطالبهم المشروعة التي لم يحصلوا عليها بشكل كافي"، مشيرًا إلى أن الأقباط يشكون من ممارسات ربما تعبر عن تمييز في الحصول على مناصب بالدولة، ولا وجود لهم في أجهزة الأمن الحساسة.
وأضاف: "هناك تمييز في تولي الأقباط مناصب إدارية مثل مديري مدارس أو رؤساء الجامعات".
وانتهى: "الزيارة لا تضع لحدًا لتلك الشكاوى، لكن هناك جهود تبذل لوقف لهذه الانتهاكات التي نص الدستور".
"زيارة تطييب الخواطر".. هكذا وصف عبدالغفار شكر، نائب رئيس المجلس القومي لحقوق الإنسان، زيارة الرئيس إلى الكاتدرائية، مضيفًا أنها "مسألة مهمة وإيجابية لأنه يراعي مشاعر أبناء مصر، كما أن الزيارة تطيب خاطر المسيحيين بعد حادث البطرسية".
ووصف شكر إعلان الرئيس بناء أكبر كنيسة ومسجد بالعاصمة الإدارية الجديدة بـ"اللافتة الذكية" والتي تساعد في التئام جراح الأقباط بعد الأحداث التي تعرضت لها عدة كنائس خلال الفترة الماضية.
وتشرف القوات المسلحة، على بناء "العاصمة الإدارية الجديدة" بالتعاون مع العديد من الشركات المصرية العاملة في مجالات التشييد والبناء، على مساحة 170 ألف فدان، منها 40 ألف فدان في المرحلة الأولى يتم الانتهاء منها خلال عامين.
وشدد شكر أن الدولة التزمت منذ أحداث العنف التي شهدتها عام 2013، بإعادة بناء الكنائس التي تعرضت للحرق والخراب خاصة في محافظة المنيا، ولم تلتفت يومًا إلى مشروع القانون المقدم في الكونجرس، والذي كان يهدف لتوجيه الحكومة الأمريكية بمتابعة بناء تلك الكنائس.
وقال نائب رئيس المجلس القومي لحقوق الإنسان "التزام الحكومة بتعمير الكنائس واجب وطني مش مستنيين قرار كونجرس أو غيره".
"تُحد من الغضب"
فيما وصف الباحث في مركز الأهرام للدراسات السياسية والاسترتيجية عمرو هاشم ربيع، الزيارة بـ"المجاملة المطلوبة" في ذلك التوقيت بعد حالة من الغضب والحنق عقب حادث تفجير كنيسة البطرسية.
واعتقد ربيع، أن أهمية الزيارة تأتي في أنها تحد من حالة الغضب داخليًا، وكذلك ترد على مساعي دول وجماعات خارجية إثارة الوقيعة بين الأقباط والنظام الحالي وكذلك ضعف الدولة بإحداث الفتنة والانقسام.
وعن بناء كنيسة جديدة في العاصمة الإدارية الجديدة، قال ربيع، إن حديث السيسي عن بناء كنيسة جديدة يعبر عن توجه لدى الدولة لكثر الجمود في القانون "الهمايوني" والمتعلق ببناء الكنائس التي طالما اشتكى الأقباط من عدم السماح لهم ببناءها.
"مسؤولية الدولة"
من جانبه، أشاد اللواء حمدي بخيت- عضو مجلس النواب، بإعلان الرئيس ترميم الكنائس التي تعرضت لتخريب في أحداث عنف الجماعات الإرهابية عقب الإطاحة بنظام جماعة الإخوان.
وقال بخيت: "كلمة الرئيس السيسي في الكاتدرائية تصب في إطار الوحدة الوطنية، وأنه لا يوجد فرق بين دور العبادة، وتجديد التأكيد أن الدولة ترعى كل دور العبادة ولا تفرق بين واحد منهم، وهذا إقرار واضح أننا أبناء وطن واحد، والدولة لا تتخلى عن مسؤوليتها".
وأوضح بخيت أن 66 كنيسة في مصر تعرضت للتخريب خلال عام 2013، بين دمار وحرق وتسكير، وتكفلت القوات المسلحة والحكومة بوضع خطة لترميمهم، وبالفعل تم استعادتهم معظمهم مرة آخرى، مشيرًا إلى أنه حضر قداس الصلاة في الكنيسة الإنجيلية اليوم، وتم الإعلان عن استعادة 9 كنائس بكفاءة عالية جدا، بخلاف إنشاء دار لإدارة الشؤون الدينية، مضيفًا "حتى في هذا العمل لا نفرق بين كنيسة وآخرى".
وأردف "لا يلزمنا كونجرس أو غيره، يجب أن نركز جهودنا مع أنفسنا لبناء مصر. كانوا فين لما اتحرقوا مطلعوش يتكلموا؟!".
فيديو قد يعجبك: