ما فعلته زوجة شهيد أثناء الهجوم المسلح على مسجد "الروضة"
كتبت-رنا الجميعي:
لم تُدرك كريمة حين مُغادرة زوجها وأولادها إلى صلاة الجمعة أنهم سيتعرضون لحادث مسلح، وأنها ستفجع باستشهاد شريك حياتها محمد عبد الحليم عن عمر الـ 52، واصابة ابنها آدم المجاور له. "ضرب رصاص متواصل من أول ركعة" هو ما وصل لسمع كريمة التي يبعد منزلها عن مسجد الروضة مسافة المئة متر.
في المنزل ظلّت كريمة مُنتظرة برفقة ابنتها آلاء، حتى انتهى إطلاق الرصاص الذي استمر حوالي الساعة، حسب روايتها، وسُرعان ما هرولت تجاه المسجد حافية القدمين، وبعباءتها المنزلية، لتُقابل في منتصف الطريق للمسجد ابنها آدم مُصابًا "اخدته وجريت على البيت"، كما الأفلام حملت كريمة ابنها وسط رصاص انهال عليهم "معرفش جاي منين ولا شفت حد".
ثم عادت مُجددًا لتبحث عن زوجها وإسلام وأحمد "الولاد كانوا مستخبيين في الحمام، وقلبت في الجثث لحد ما عترت على جوزي ميت، غمضت عنيه واتشاهدت عليه"، تصف كريمة ما رأته؛ حيث خلا المكان من المسلحين بينما امتلأ بالجثث.
منذ 23 سنة أسست كريمة وزوجها حياتهم داخل قرية الروضة، ليُنجبوا أربعة أبناء، فيما شغل عبد الحليم منصب ناظر مدرسة ابتدائية بإحدى القرى المجاورة، وتعوّد الزوج على أداء صلاة الجمعة بمسجد الروضة برفقة أولاده، هي المرة الأولى التي تشهد فيها كريمة مثل هذا الحادث "احنا كنا دايما نسمع عن الحوادث دي لكن عمرها ما حصلت هنا".
صدمة شديدة تعرّضت لها السيدة التي تركت اسلام واحمد بحال جيدة "قالولي إنهم سمعوا المسلحين بيتسابقوا على مين يقتل أكتر"، فيما استلم جُثمان زوجها أقاربها بالقرية، ورافقت هي ابنها آدم الصغير لإسعافه، من مستشفى بئر العبد إلى مستشفى الإسماعيلية ثُم إلى معهد ناصر بالقاهرة، رحلة طويلة خاضتها الأم وسط انهيارها "الدكاترة كتبوا إنه تعرض لشظية برجله وضهره، ولازم يروح على معهد ناصر".
لم ينطق آدم بكلمة طيلة البارحة، ما تعرّض له لم يكن بسيطًا، عيونه المفتوحة على وسعها لمن يُسعفونه لا يُدركه عقله، اليوم نطق آدم كما تقول أمه التي سافرت فجر اليوم إلى الفيوم "اضطريت اسيبه مع أهلي اللي جم من الفيوم، عشان اروح عزا جوزي"، عبر مكالمة هاتفية صباح اليوم سمعت كريمة صوت ابنها أخيرًا، ومن ضمن ما قاله عن الحادث "الراجل ضربني في رجلي وقالي امشي اطلع برة".
فيديو قد يعجبك: