مصراوي يرصد رحلة الرعب لأقباط نزحوا من العريش إلى الإسماعيلية
كتب – مها صلاح الدين:
لم ينفض المهجرون الأقباط غبار السفر بعد، ومازالت تطاردهم إرهاصات كوابيس الواقع، فقرار الرحيل وليد اللحظة، لابد له من دافع قاطع.
ونزح المئات من الأقباط من مدينة العريش في شمال سيناء إلى مدينة الإسماعيلية بعد مقتل عدد منهم في هجمات شنها مسلحون يعتقد أنهم تابعين لتنظيم داعش.
وتعهد الرئيس عبد الفتاح السيسي بالتصدي لما سماها "محاولات زعزعة الأمن والاستقرار في مصر ومخططات التنظيمات الإرهابية التي تستهدف ترويع المواطنين وتهديد ممتلكاتهم".
وبحسب بيان صادر عن الرئاسة، وجه السيسي الحكومة باتخاذ كل الإجراءات اللازمة لتسهيل إقامة المواطنين الأقباط الذين نزحوا من منازلهم في العريش إلى المناطق التي انتقلوا إليها مع تذليل أي عقبات قد تواجههم.
ويرصد مصراوي في هذا التقرير مراحل القرار والرحلة، وفقا لروايات أقباط بالعريش وصلوا إلى الإسماعيلية، تباعًا منذ مساء أمس الجمعة.
المرحلة الأولى: تهديد
أجمع المهجرون الأقباط على تلقيهم التهديدات حتى يهمون بالرحيل، حتى وإن اختلفت الطرق، فمينا تلقى مكالمة هاتفية تنبئه بموعد قتله إذا ما هاجر العريش، ومرقص تم تتبعه بالسيارة حتى بلغ منزله ليتم إجباره على النزوح وأسرته وإلا قتلوه في اللحظة نفسها.
المرحلة الثانية: منشورات إنذار وتعليمات
بدأت تنتشر في الميادين على مرأى ومسمع من الجميع، منشورات إنذار بالقتل في حال عدم ترك الأقباط لمدينة العريش، والمواعيد المسموح الخروج فيها من المدينة، والمواعيد التي لا يجب أن يخرجون فيها، وأسماء المستهدفين.
المرحلة الثالثة: الاحتماء بالأمن طلب غير مشروع
"الأمن ما بيجيش إلا بعد ما الناس تتقتل ياخد جثثهم ويمشوا"، هذا ما قالته نجلاء، عما إذا كانوا لجأوا إلى الأمن للاحتماء.
وأضافت أن الأقباط المقتولين "تُمثل بجثثهم أمام أقسام الشرطة"، وأنهم حينما تلقوا التهديدات بقتل زوجها، لم تلقَ سوى إجابة واحدة: "إحنا نحمي نفسنا الأول، لو جينا هيدبحونا معاكم" – على حد قولها.
المرحلة الرابعة: البحث عن سيارة
على الرغم من أن قرار التهجير كان فوريا، استغرق أمر تأمين السيارات لمغادرة العريش ساعات طويلة، رغم توافرها، ولكن العربات في العريش ليست آمنة وفقا لرواية القادمين، فحرص معظمهم على استقلال سيارات يعرفون أصحابها.
المرحلة الخامسة: الخروج إلى الشارع
لم يكن توفير سيارة الصعوبة الوحيدة في طريقهم للمغادرة، فكان سائقو السيارات يرفضون الخروج من العريش إلا ليلا، ومن طرق جانبية، حتى لا يتم استهدافهم من الجماعات المسلحة، ويظل الرعب رفيق المهجرين حتى وصول أول كمين أمني.
المرحلة السادسة: الكمائن
في بداية حالات التهجير، منذ يومين، كان الـ ٢٦ كمينا أمنيا يستوقفون الأسر المهجرة، ويستجوبونهم عن سبب المغادرة، ويحثونهم على الرجوع – بحسب ورايات النازحين.
بالإضافة إلى تطبيق الإجراءات الأمنية بحذافيرها، من مراجعة هويات وتفتيش، إلا أن الأمر تغير منذ أمس ليلا، فوفقًا لروايات النازحين، بمجرد إخبار ضباط الكمائن بأن المسافرين أسر قبطية كانوا يُسهلون عملية مرورهم.
المرحلة السابعة: الكنيسة
بعد وصول المهجرين إلى الإسماعيلية، يتوجهون إلى الكنيسة الإنجيلية أو الأرثوذكسية، وفقًا لطوائفهم، ويقضون ليلتهم بداخلها، يقدم خلالها الطعام الأغطية، والملابس، ومن ثم ينتظرون دورهم في التسكين.
المرحلة الثامنة: التسكين
يُقسم الوافدين على مكانين هما نُزل الشباب على كورنيش الإسماعيلية، أو مدينة المستقبل على أطراف المدينة، ويتم حصرهم وتجميع بطاقاتهم، وتوزيعهم على الغرف والوحدات، ومن ثم يتم منحهم بعض المراتب والأثاث البسيط.
تابع باقي موضوعات الملف:
جحيم العريش.. الوطن في حقيبة سفر (ملف خاص)
مصراوي يحاور أسرة آخر ضحايا الإرهاب في العريش ''قتلوهم وحرقوهم''
مصراوي يرصد رحلة مصري يغادر العريش بعد 37 سنة من التعمير
''روايات من قلب الموت''.. مصراوي مع أسر مسيحية فرت من جحيم العريش
قصة سائق ارتدى ملابس الشيوخ لتهريب أصدقائه من العريش
الفرار من جحيم العريش.. الوطن في حقيبة سفر (صور)
كيف تعايش أطفال العريش مع رعب ''داعش''؟
صورة اليوم- أقباط العريش: النزوح في عيون طفلة
بعد وصولهم بر الأمان.. تفاصيل أول ما فعله الهاربون من العريش
بالصور: أقباط سيناء.. أجساد فرتّ وعقول ساكنة البيوت
حكايات ''ما قبل التهجير'': المسلمون فتحوا بيوتهم لجيرانهم الأقباط.. والسيدات ترتدين الحجاب
فيديو قد يعجبك: