هل يجوز للمسؤولين الاستشهاد بزوجاتهم في الحديث عن الأوضاع الداخلية لمصر؟

كتبت - عايدة رضوان:

"مراتي بتشتكي من ارتفاع الأسعار"، "مراتي مبسوطة بقرار التعويم علشان وديعتها بتعمل فلوس".. تصريحات صدرت عن مسئولين لجأوا إلى ذكر زوجاتهم في أحاديثهم الإعلامية عند الحديث عن أوضاع اقتصادية صعبة؛ مما أثار موجة من الانتقادات على مواقع التواصل الاجتماعي.

يقول الدكتور صفوت العالم- أستاذ الإعلام السياسي والرأي العام بإعلام القاهرة، ورئيس لجنة تقييم الأداء الإعلامي في مصر، إن لجوء بعض المسئولين إلى الحديث عن زوجاتهم مع الرأي العام "لا يجوز"، مشيرًا إلى أن السياقات العائلية لا يفترض أن يُقاس عليها وضع مجتمع بأكمله، خاصةً وإن كان مجتمعًا كبيرًا كالمجتمع المصري.

جاء ذلك تعقيبًا على استشهاد بعض المسئولين بزوجاتهم خلال حديثهم إلى الرأي العام، ويُعد أحدثهم اللواء محمد علي مصيلحي، وزير التموين والتجارة الداخلية، حين قال – خلال لقاءه مع الإعلامي شرف عامر" ببرنامج "ما يحدث في مصر"، والمذاع أمس الخميس على فضائية "إم بي سي مصر"، عما تشهده الفترة الحالية من زيادة كبيرة للكثير من أسعار التموينية وغيرها، قائلًا:"مراتي بتشتكي من ارتفاع الأسعار".

الأمر الذي فسره العالم بقوله:"الوزير كان يقصد أن يوضح أن الجميع يعانون من ارتفاع الأسعار".

فيما يأتي تصريح طارق عامر- محافظ البنك المركزي، والذي ذكر زوجته مرتين، الأولى كانت خلال حواره مع الإعلامي إبراهيم عيسى، حين قال:"زوجتي تنزعج أحيانًا بسبب عدم معرفتها حقيقة الأوضاع الاقتصادية".

والثانية خلال مؤتمر صحفي انعقد عقب قرار تعويم الجنيه أمام الدولار، حيث عبر محافظ البنك المركزي، عن رضاه الكامل عن قرار تعويم الجنيه، قائلًا:"الشعب المصري كله مبسوط النهاردة من إجراءات تحرير الصرف حتى مراتي مبسوطة علشان وديعتها بتعمل فلوس".

وأردف العالم قائلًا:"على الرغم من تشابه سلوك المسئولين إلا أن التفسير يختلف من سياق إلى آخر"، ففيما يخص تصريح محافظ البنك المركزي، يقول العالم:" لم يكن يجوز التحدث عن وديعة زوجته، خاصةً عند حديثه عن قرار تحرير سعر الصرف، نظرًا لما سيترتب عليه من عقبات سوف يدفع ثمنها المواطن".

وأكد العالم أن الوديعة، أمر لا تُقاس عليه حياة البُسطاء، ويمثل حالة من الاستفزاز للمواطنين".

وتضمنت قائمة التصريحات، تصريح الدكتور هاني قدري- وزير المالية السابق، حين تحدث - خلال لقائه ببرنامج "ممكن" المُذاع على فضائية "سي بي سي" – قائلًا: "أنا بتخانق مع مراتي على ميزانية البيت وساعات كلمتي بتنزل الأرض".

وأكد أنه لا يحق للمسئول الاستشهاد بمواقف من حياته الشخصية أو طرح مقارنات إلا في حالة التجرد من كافة الامتيازات التي تخص المنصب، والتساوي بالمواطن البسيط، وإلا سيعد حديثه "قلة حيلة، ومحدودية في التفكير".