وسيم السيسي: تسلل السوريين والليبيين لمصر خطر.. والهكسوس دخلوا بنفس الطريقة (حوار)
كتب - السيد الحراني:
تصوير- محمود بكار:
أشاد المفكر الدكتور وسيم السيسي، أستاذ جراحة الكلى والمسالك البولية وعالم المصريات، بالرئيس عبد الفتاح السيسي، وقال في حوار مع مصراوي إن الرئيس وقف بكل شجاعة وتصدى لمخطط تقسيم مصر، ويتمتع بأسلوب حضاري ولا يخرج من فمه كلمة نابية، على عكس الرئيس الراحل جمال عبد الناصر.
وانتقد وسيم السيسي أداء الأزهر، وقال إنه لا يسهم في بناء وتكوين الشخصية المصرية، فيما أشاد بالكنيسة المصرية وقال إنها الوحيدة في العالم الأرثوذكسي التي تقدم الوطن على الدين. وحذر عالم المصريات مما وصفه بـ"خطورة تسلل السوريين والعراقيين والليبيين والسودانيين لمصر"، وقال إن الهكسوس دخلوا بنفس الطريقة.. وإلى نص الحوار:
- كيف ترى أداء الرئيس السيسي؟
الرئيس يتمتع بأسلوب حضاري وأدب ورقة في التعامل مع الآخر، والدليل أنه لا تخرج من فمه كلمة نابية واحدة، في حين أننا شاهدنا من قبل الرئيس الراحل جمال عبد الناصر يسب ويلعن ملك السعودية "فيصل"، ورئيس الجزائر "الحبيب بو رقيبة" الذي وصفة بأبو خيبة، ورئيس وزراء العراق الراحل عبد الكريم قاسم الذي وصفة بـ"قاسم العراق"، كما كان يسب "الملك حسين" عاهل الأردن السابق بأمه.
والرئيس السيسي تصدى لمخطط التقسيم الجهنمي، فقد تقدم "برنارد لوس لبريجنيسكي" مستشار الأمن القومي الأمريكي خلال ولاية الرئيس الأمريكي جيمي كارتر عام 1983، بمخطط لتقسيم المقسم وتفتيت المفتت، وكاد المخطط أن ينفذ في ما يتعلق بمصر لولا شجاعة الرئيس السيسي ومساندة الشعب المصري له.
- كيف يمكن للمواطنين الآن مساندة الوطن؟
بإحكام القبضة بشكل أكبر علي الفساد، سبق أن قال زكريا عزمي، رئيس ديوان الرئاسة في عهد مبارك إن "الفساد وصل للركب"، فما بالك بعد ثورتين وفوضي.
وهناك دراسة عن العامل المشترك بين الدول في وجود الفساد انتهت الي جملة واحدة وهي غياب سيادة القانون، الممثلة في ارتفاع عدد القضايا بالنسبة للسكان، والبطء في البت في الأحكام، وعجز الدولة عن تنفيذ الأحكام النهائية، فلدينا في مصر 3 ملايين حكم قضائي نهائي والدولة عاجزة عن تنفيذها، ويجب وضع تلك القواعد في خطة عمل الدولة.
وعلى الجميع المساعدة في الحد من ارتفاع أسعار السلع وضبط الأسعار في الأسواق.
- هل تري أن مجلس النواب يعبر عن مطالب ثورتين؟
لا يمكن الحكم إلا بعد انتهاء الدورة البرلمانية، ولكن هناك أشياء مرفوضة تحدث تحت القبة، ومنها اعتراض اللجنة الدينية علي سيدة مستنيرة مثل النائبة آمنة نصير التي تصالب بالإصلاح، وظهور نائب يطالب بتعميم شرب بول الإبل وهو ينقل فيرس كرونة، وآخر يصف أدب نجيب محفوظ بأنه خادش للحياء.
- كيف ترى دور الأزهر الشريف حاليا؟
الأزهر لا يساهم في بناء وتكوين الشخصية المصرية، ويكفي تصريح الرئيس السيسي الذي قال فيه لشيخ الأزهر "تعبتني يا فضيلة الإمام".
ونأمل في أن تؤدي الضغوط من النخبة والمفكرين الأحرار والرئاسة إلى إقناع الأزهر بتعديل مناهجه والاستجابة لنداء الرئيس للإصلاح الديني وتجديد الخطاب الديني، كما نأمل أن يتحرر الأزهر من أي مؤثرات خارجية.
- يرى البعض أنه لا إصلاح في مصر بدون تطبيق مبادئ العلمانية، فما رأيك؟
في البداية، مفهوم العلمانية مغلوط عند الناس فالكلمة مشتقة من العالِم، وتعني أن الذين يحكمون هم رجال العلم، وليسوا رجال الدين، تطبيقا لمبدأ لكل مجال رجالة، ولكن الناس لا تفهم إلا أن العلمانية ضد الدين وهذا مفهوم خطأ.
- ما رأيك في وجود كليات الطب والصيدلة والهندسة داخل جامعة الأزهر؟
خطأ، لعدة أسباب منها أن السياسة نسبية والدين مطلق، ويجب علي الدولة أن تعترف بأن مصر دولة مدنية وليست دينية، وعانيت كثيرا من تلك النقطة وأنا عضو في لجنة وضع الدستور.
- ما تعليقك علي مطالب البعض بإدخال تعديلات علي الدستور؟
أمر طبيعي أن يطالب البعض بإجراء تعديلات وستحدث، ولكن مطالبة البعض بمد فترة الرئاسة خطأ كبير، وأتمني أن يضاف البند الثالث في الدستور الأمريكي إلي دستورنا، وهو "نحن لا يهمنا لونك ولا يهمنا دينك، يهمنا أن تعطي هذا البلد أفضل ما عندك، وسيعطيك هذا البلد أفضل ما عنده".
- كيف تقيم الدور الحالي للكنيسة المصرية؟
الكنيسة المصرية هي الكنيسة الوحيدة في العالم الأرثوذكسي التي تقدم الوطن على الدين في تعريفها، فتعرف بـ"الكنيسة المصرية الارثوذكسية"، ودائما هي كنيسة وطنية.
- كيف ترى التحالف القطري التركي ضد مصر؟
هذا التحالف في طريقة إلى الانتهاء بعد تغير الإدارة الأمريكية، خاصة بعد إعلان دونالد ترامب اتجاهه للإصلاح الاقتصادي داخل أمريكا.
- البعض يتخوف من حكم ترامب، فما رأيك؟
لن يكون هناك خطر على الدول العربية، ترامب أعلن أنه سيحارب الإرهاب في العالم وبالتحديد في الشرق الأوسط، ولم يقل أنه سيحارب الشرق الأوسط وهو صادق.
- هل الفن المصري الحالي قادر علي تقويم السلوك وتثقيف المجتمع؟
إذا كان فن مثل الفن الموجود في فيلم (مولانا) فأنا اقول نعم هو قادر علي ذلك، وأرى أن الفن يمكن من خلاله تغيير الكثير.
- أثرت جدلا كبيرا عندما قلت إن الفراعنة هم من قام ببناء الكعبة الشريفة، فهل لا تزال عند رأيك؟
التوحيد قديم في مصر، وهذا ما أجمع عليه الجميع ومنهم العقاد وثروت عكاشة، ونجد هذا منقوشا على الأهرام وعلى جدران المعابد الفرعونية، إذا الله أرسل لمصر أنبياء وكان أولهم النبي "إدريس" 5500 قبل الميلاد، والنبي إبراهيم أقام القواعد ولم يبني، وكان الحج لمكانين في زمنه هما أبيدوس في جنوب سوهاج وإلي الكعبة بالجزيرة العربية، فنبي الله إدريس هو من بني الكعبة في مكة، والقفطي قال ذلك في أحد كتبه.
- أخيرا.. من وجهة نظرك ما هو أخطر ما قد يهدد مصر في السنوات القادمة؟
التسلل السلمي للسوريين والعراقيين والليبيين والسودانيين وغيرهم، فهو قنبلة موقوتة، لأنهم قد يشكلون دولة داخل الدولة بعدة عدة سنوات، لذلك على الدولة العمل لضبط تلك الأمور، وللأسف نحن لا نأخذ العبرة من تاريخنا الذي يعتبر وعاء للتجارب الإنسانية، فقد دخل الهكسوس مصر بنفس طريقة دخولهم، واحتلوا البلاد إلى أن أراد المصريين إخراجهم فوقعت الحرب التي كتب عنها المؤرخون، ووصفوها قائلين إن المعارك كانت برا وبحرا حتى أن النساء توقفت عن الإنجاب من هول ما شهدته.
فيديو قد يعجبك: