في "المنشاوي" بطنطا.. أهالي ضحايا الكنيسة يتلقون العزاء على باب المسجد
كتبت- نانيس البيلي:
أمام مشرحة مستشفى المنشاوي بالطابق الأول، بدا المشهد حزينًا بعد ساعات من الانفجار الغاشم الذي ضرب كنيسة "مار جرجس" بطنطا في بداية الاحتفال بأسبوع الآلام، الجميع يغلب عليهم الوجوم من هول الفاجعة، يذرفون الدموع الحارة على فقدان الأهل والأحباء.
سيارات الإسعاف اصطفت لنقل الجثامين، بينما تراص أفراد الأمن بجوار باب المشرحة يشخصون الأبصار صوب المكلومين، هدوء حذر يقطعه همهمات وبكاء.
على كرسي خشبي، جلس "ممدوح" ينتظر جثمان أخيه "بيشوي" يصمت قليلاً قبل أن ينفجر من البكاء، بينما أخذ أصدقائه يشدون من أزره، ويواسونه بمنزلته في السماء "بيشوي مات شهيد".
يقول "أحمد" صديق أخيه إن الفقيد كان يعمل بإحدى الشركات الكيميائية بالقاهرة، ويعود إلى طنطا إجازة يوم الخميس، ويسافر مرة أخرى السبت، لكنه قرر هذه المرة قضاء عيد السعف مع أهله "جه لقضاه".
يضيف "أحمد" أنه كان شديد التدين واعتاد حضور الصلاة بالصف الأول بعد الشمامسة، ويشير إلى تفوقه الدراسي فبعد تخرجه في كلية العلوم اتجه إلى الأبحاث والدراسات.
صباح اليوم، تأهب "ماهر" 51 عام ونجله الأصغر "كيرلس" 11 سنة، لصلاة القداس بكنيسة مار جرجس، ارتديا ثياب العيد واتجها صوب الكنيسة التي يعمل ضمن فريق الشمامسة بها.
اتخذ "ماهر" موقعه بالصف الأول رفقة الشماسة، بينما وقف نجله بآخر الصف، بحسب ابن شقيقته، ويضيف أنه مع دقات التاسعة انقلبت أفراح القداس إلى مشاهد مأساوية، أشلاء ودماء تملئ أرض الكنيسة منهم "ماهر"، ومصابون نالتهم نيران وشظايا الانفجار من بينهم "كيرلوس" الذي احترق شعره.
مع آذان العصر، اتجه المتواجدون صوب أحد الآباء الكهنة، الذي تولى إخبارهم بنقل بعض الجثامين إلى مستشفى قريبة، لعدم وجود ثلاجات كافية، يغضب البعض "إزاي مستشفى طويلة عريضة مفيهاش غير 3 ثلاجات بس"، قبل أن ينشغلوا بسماع أسماء الجثث التي ستنقل.
يجاور مشرحة المستشفى، مسجد المنشاوي، أمام باب المسجد وقفت "سلمى" وصديقاتها المسلمات يوزعن كشوف على الراغبين في التبرع بالدم.
تقول "سلمى" الطالبة بجامعة طنطا إنها هرولت رفقت صديقاتها فور سماع أنباء تفجير الكنيسة، تبرعن بالدم أولاً، ثم ساعدن الهلال الأحمر في توزيع كشوف التبرع.
فيديو قد يعجبك: