إعلان

بالفيديو: الحياة تمر بجانب الدمار.. حكاية فيلم "ابتسامة حرب" (حوار)

12:39 م الثلاثاء 01 أغسطس 2017

لقطة من فيلم ابتسامة حرب

حوار – يسرا سلامة:

لأكثر من ست سنوات، دارت دائرة الحرب في سوريا، مخلفة جرحى وأموات، وبرغم المأساة كانت تستمر حياة بعض السوريين. "ابتسامة حرب" محاولة فنية من المخرج السوري "عتبة الكيلاني" لرصد الجانب الآخر من الدمار . في أربع دقائق ونصف، يتجول بين مشاهد الابتسامات، إعداد الطعام ولعب الأطفال. 

الفيلم القصير عُرض أول أيام عيد الفطر الماضي عبر الانترنت، وعبره أيضًا حاور "مصراوي" مخرج العمل لمعرفة كواليس العمل السريع والمتتابع.

بداية.. كيف جاءت لك فكرة فيلم "ابتسامة حرب"؟

في وقت مبكر أدركت أن الموت الذي تحمله قنابل الطائرات الحربية ليس مأساتنا الوحيدة، وإنما أيضا أننا منسيون ومندثرون في ركام الأرقام الكبيرة. 

لا تنقل نشرات الأخبار الحياة العادية، بطبيعتها تبحث عن "الحدث" الذي هو في حالتنا مأساوي، ومع الوقت ينسى صانع النشرة ومتابعها أن هذا الجزء من الصورة ليس كل شيء، وتتحول قصتنا بالنسبة إليهم إلى مرادف للموت. 

جاءت الفكرة من أننا أردنا تذكيرهم بوجود أجزاء أخرى من الصورة عليهم مشاهدتها لأنها ما نحن عليه وليس فقط خبرهم العاجل الدموي.

وما معنى اسم العمل "ابتسامة حرب"؟

أن الحروب ليست مأساوية دائما، بل هي حياة متكاملة.

مُدة الفيلم 4 دقائق ونصف.. لماذا حددتم هذه المدة القصيرة للعمل؟

على عكس التلفزيون، خلقت شبكات التواصل الاجتماعي جمهورًا انتقائيًا للغاية، ملولًا، ومتحكماً بدرجة عالية بما يشاهده، وغالبًا ما يقرر هذا الجمهور أن يشاهد المادة الإعلامية أو ألا يشاهدها فقط بناء على مدتها، حتى قبل أن يتعرف على ما تحتويه. وبما أن العمل صُنع بالأساس لنشره على تلك الوسائل فكان لزامًا علينا أن نلتزم بتفضيلات جمهورها حتى يمكننا الوصول إليه.

ما مدة تصوير العمل حتى خروجه للنور؟

استغرقت مرحلة الإنتاج ثلاثين يومًا من التصوير، موزعة على ثمانية أشهر من العمل، وأما مرحلة ما بعد الإنتاج فقد استغرقت شهرين أغلبها في المونتاج، وتم الانتهاء من الفيلم ونشره أول أيام العيد. 

1

في أي مناطق بسوريا تم تصوير العمل؟

صُورت مشاهد العمل في الشمال السوري في محافظات حلب وإدلب وحماة واللاذقية.

تبدو العفوية واضحة في ردود فعل السوريين.. كيف ظهر ذلك أمام الكاميرا؟

كنا نخشى عندما بدأنا أن يمنعنا الأهالي من التصوير، أو على الأقل أن نلاقى بوجوه عابسة، ولكن ما حصل على العكس تماما. كنا دائما ننتظر في الأسواق والحقول والأماكن العامة، ونبدأ بالتصوير وعندما يتم اكتشافنا يقابلنا الناس بابتسامات تزين شاشات كاميراتنا.

سوريا تنزف حتى الآن.. كيف أثرت الحرب على عملية التصوير ؟

مثلنا مثل غيرنا.. كنا معرضين للخطر في أي وقت، وكان من المحتمل جدًا أن تنتهي قصة "ابتسامة حرب" نهاية مأساوية لكل الفريق، لكن كان لدينا ما يكفي من الإيمان بأن الأمر يستحق.

2

هل واجهتم التوقيف من أي طرف مسلح بالشمال؟

في الحقيقة في مناطق "الثوار" كانت الأمور تسير بشكل ممتاز، بدون أي مضايقات من أي جهة مدنية أو مسلحة، حتى أننا في أغلب الأحيان كنا نصور بدون تصاريح تصوير.

تصل إلينا صور الدمار والقصف من سوريا.. كيف رصد العمل الحياة اليومية هناك؟

في سوريا يحاول الناس العيش.. من المشاهد المشهورة جدًا والمعتادة أن يُرمم الواحد بيته في اليوم التالي للقصف، وأن تضج الأسواق بالحياة بعد دقائق من مغادرة الطائرات الحربية. هناك إصرار عنيد على الحياة رغم قسوة الظروف.

3

ظهر بالفيلم مشاهد للتدمير والتفجير.. كيف صورتم ذلك أثناء وقوعه؟

استعنّا بمشاهد ولقطات مصورة من قبل جهات مدنية وعسكرية في وقت سابق.

ما أكثر الصعوبات التي واجهتكم في "ابتسامة حرب"؟

كان التحدي الكبير بالنسبة لنا تصوير ذلك العدد الهائل من اللقطات في ظروف خطرة وغير مستقرة في بعض الأحيان. وأن ننتج من ذلك أربع دقائق تعتمد اعتمادًا كاملاً على الصورة.

4

لماذا قررتم عدم الاعتماد على راوي في العمل، وهل نسقتم مع الذين تم تصويرهم؟

نحن نؤمن بأن لا شيء أصدق من الصورة في إيصال الرسالة، لذلك ركزنا على الصورة فقط. وفي غالب الأحيان لم يكن هناك تنسيق مع الأشخاص الذين ظهروا في العمل، كان الأمر عبارة عن اقتناصٍ للحظات من قبل فريق التصوير.

5

وكيف كان رد فعل الذين تم التقاط صورهم بالعمل؟

بعد عرض الفيلم تواصل معي العديد من الأشخاص الذين ظهروا فيه وقد كانوا سعيدين جدًا، ورأوا أنه أعاد لهم الأمل، إذ أننا ركزنا على مشاهد الحياة.

ما تكلفة الفيلم الانتاجية؟

أُنتج الفيلم بتكاليف منخفضة ضمن بيئة عمل تطوعية بشكل شبه كامل.

6

أعطِ لنا نبذة عن خلفيتك المهنية.. كيف بدأت الإخراج؟

بدأت العمل في المجال الإعلامي منذ بداية الثورة السورية وقد حظيت بتجربة ميدانية مكثفة وكان أغلب تركيزي في مجالي التصوير والمونتاج، ومنذ فترة بدأ الإخراج يستهويني، هذا ليس عملي الأول لكن أعتقد أنه الأهم.

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان