إعلان

الحياة لا تقف بعد المعاش.. +60 مشروع "إعلام عين شمس" لكبار السن

12:45 م الأربعاء 02 أغسطس 2017

كتبت- شروق غنيم:

الحياة مستمرة ولا تتوقف ببلوغ عُمر معين؛ آمنت عشر طالبات بقسم علوم الاتصال والإعلام بكلية آداب عين شمس، لذا حينما قررن العمل على مشروع تخرجهن، أنتجن حملة إعلامية تحمل اسم "النَفَس الثاني" لتشجيع من هم فوق الـ60 عامًا على مزاولة الحياة والبحث عن فرص جديدة. 

تقول نسمة جرجس، إحدى أعضاء فريق المشروع، إن الطالبات استلهمن الفكرة من أسرهم "أهالينا بعد ما طلعوا على المعاش مبيعملوش أي حاجة جديدة" لذا قررن استهداف المتقاعدين بحملتهم، وذلك من خلال وسائل إعلامية مختلفة تبث الفكرة.

"الرياضيون لو تعبوا وهما بيجروا في التراك بيقفوا ياخدوا نفس جديد لإعادة شحن طاقتهم عشان يكملوا للنهاية" من هنا جاء اسم حملة النفس الثاني أو زائد 60 ويقصد بها فريق المشروع أن "إنت هتقف تاخد راحة من الحياة بعد المعاش وبعدين هتكمل في طريقك".

في خمس وأربعين ثانية نفّذ الفريق إعلان التلفزيون، والذي يقدم ثلاثة نماذج حقيقية لأشخاص تخطوا سن الستين وقرروا إنشاء مشاريع خاصة بهم تشبع شغفهم في مجال آخر مختلف عن الذي عملوا به طوال سنوات حياتهم.

وسجلت الطالبات مع نماذج حقيقية تنطبق عليهم الفكرة مثل العم مجدي الذي يتلقى معاشًا على وظيفته الحكومية وفتح حاليًا محال لبيع الفضة بسبب عشقه لها، سيدة قررت شراء ماكينة خياطة والعمل في حياكة الملابس التي تحب تصميمها، فيما قررت سيدة ستينية أخرى مشاركة ابنتها التطوع في المشاريع الخيرية.

خلال شهرين تم تنفيذ المشروع عمليًا، والذي يضم إعلان للتلفزيون الذي يقدمه الفنان عبدالرحمن أبو زهرة كمُعلق صوتي، وإعلانين للراديو لا يتخطَ كل منهما 30 ثانية ويقدمه الفنان محمود الجندي، بالإضافة إلى تصميم نماذج لإعلانات خارجية للطُرق تحمل شعار "إنت البداية.. إنت أصل الحكاية"، وإنتاج وسائل مساعدة مثل مفكرات، ميدالية وكاب، وإعداد تقريرًا مع أول دفعة لكلية إعلام في مصر لسرد كيف تمكنوا من مواصلة حياتهم بنفس الشغف.

ويخضع طلاب قسم علاقات عامة وإعلان بجامعة عين شمس إلى معايير بعينها لتنفيذ مشروعات تخرجهم، مثل صناعة إعلانات مرئية ومسموعة ومقروءة لكل منها خواصها ومدتها، بالإضافة إلى مطبوعات تحمل شعار الحملة وفكرتها، وأيقونات تحمل الشعار كوسائل للمساعدة في نشر الفكرة.

ولعدم دراسة الطالبات لفنون التصوير أو المونتاج بالقسم؛ استعانوا بمصور ومونتير من خارج الجامعة فضلًا عن تأجير معدات مثل الكاميرا وستوديو لتسجيل المقاطع الصوتية للإعلانات، وما ساعد الطالبات على إنجاز مشروعهم هو تطوع الفنانين والنماذج بالمشروع دون مقابل مادي.

الابتعاد عن الوعظ والطريقة المباشرة كان هدف الطالبات خلال إعدادهن للإعلانات "اختارنا عبد الرحمن أبو زهرة عشان صوته مؤثر ومألوف بالنسبة لجيله" فيما حّل محمود الجندي معلقًا صوتيًا لإعلانات المسموعة "لأنه كان بيعمل مسلسلات راديو" تضيف عضوة الفريق أنهن حرصن على إتقان كل شئ في الحملة حتى تُحقق هدفها.

"بابا بعد ما كان مبينزلش المحل بتاعه، بعد ما شاف مشروعنا بقى ينزل باستمرار" تعبر نسمة ببهجة عن مدى تأثير "النفس الثاني"، فيما تحكي أن والد صديقة لها افتتح مكتبة بعد بلوغ المعاش وحينما شاهد حملتهم "قال أنا خدت القرار الصح". وأعد الفريق استبيان لكبار السن بعد عرض المشروع عليهم "وكان في ترحيب منهم بالفكرة".

وتلقى "النَفَس الثاني" ردود فعل إيجابية خلال تقييم لجنة أعضاء التدريس بكلية الآداب وحصل فريق المشروع على تقدير امتياز، رغم ذلك لم يحصل المشروع على أية مراكز خلال مهرجان أقامته جامعة عين شمس لاستعراض مشروعات تخرج قسم علوم التواصل والإعلام بالشعب المختلفة مثل إذاعة وتلفزيون، صحافة، وعلاقات عامة وإعلان.

"إحنا راضيين عن المجهود اللي عملناه حتى لو مخدناش مركز، كفاية التجارب الجديدة اللي خوضناها"، وتقول نسمة إنه بعد انتهاء المهرجان فكّر الفريق في كيفية التسويق لحملته الإعلانية "مش عاوزين الفكرة تتحبس في مشروع تخرج وخلاص"، وينوي الفريق استكمال الفكرة من خلال تنفيذ إعلانات ونشرها في مطبوعات الصحافة وأماكن تجمعات كبار السن "مؤمنين بالفكرة وبإن اللي عدى 60 سنة مش مركون على الرَف".

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان