في شم النسيم.. زوار جنينة الأسماك: احتفال وذكريات للأحفاد
-
عرض 7 صورة
-
عرض 7 صورة
-
عرض 7 صورة
-
عرض 7 صورة
-
عرض 7 صورة
-
عرض 7 صورة
-
عرض 7 صورة
كتبت : مي محمد
على غير عادة حي الزمالك الراقي الهادئ، شهدت الشوارع المحيطة بحديقة الأسماك منذ ساعات الصباح الأولي، تدفق عشرات العائلات سيرًا على الأقدام، للاحتفال بيوم شم النسيم في الحديقة الشهيرة.
على يمين البوابة الرئيسية، يقف أحد أفراد الأسر القادمة في طابور أمام شباك التذاكر، ليشترى تذاكر الدخول بعدد أفراد الأسرة مقابل 5 جنيهات للتذكرة الواحدة، وبمجرد عبور البوابة، يجلس أفراد كل أسرة في شكل دائري حول أطباق الرنجة و الفسيخ.
"أبويا كان بيشتغل هنا وليا ذكريات كتير في الجنينة عمري ما هنساها" يقول طارق سالم، الشاب الثلاثيني الذي جاء برفقة زوجته إيمان وأبنائه الثلاثة، فالحديقة يتردد عليها في عيد شم النسيم منذ كان عمره (6 أعوام) بصحبة والدته، حتي تحولت إلى عادة سنوية يحرص عليها كل عام حتى بعد زواجه.
ويقول طارق: "آتي عشان افتكر الذكريات دي وأضيف لها ذكريات مع أولادي تكون خاصة بيهم"، بينما زوجته إيمان شم النسيم يعني لها زيارة حديقة الأسماك منذ زواجها قبل 10 سنوات.
في جانب آخر داخل حديقة الأسماك الممتدة على مساحة 9 أفدنة جلست "أم شرين" سيدة في العقد الثامن من العمر على دكة خشبية، تراقب أحفادها، بينما اندمج أبنائها في حوارات وذكريات، تتخللها ضحكات.
تقول "أم شيرين": "بنتجمع أنا وولدي وأزواجهم كل شم نسيم، ونقضي اليوم مع بعض، فاليوم ليه مكانة خاصة عدي علشان بقضيه مع أولادي وأحفادي وبيبقى يوم عائلي بامتياز".
وعن علاقتها بالمكان تقول:"أنا كنت باجي هنا زمان مع جدهم الله يرحمه، وكل ما آجي افتكر كل حاجة، وكأنها لسه حاصلة امبارح، ده المكان الوحيد اللي بيحسسني أن جدهم ما ماتش".
وبرغم مرور 20 عامًا على وفاة الجد، لكن ذكريات "أم شيرين" مع زوجها ووالد أبنائها تشهد عليها الحديقة، فالمرة الأولى التي زارت فيها الحديقة: "كنا في شهر العسل، وكان في شم النسيم بردوا ومن يومها، وأنا كل سنة لازم أجيب الأولاد والأحفاد وأحكيلهم عن جدهم".
ويقول الدكتور أياتي رجب محمد، مدير الحديقة، إن رواد الحديقة من مختلف الأعمار والأجيال لأن عمر الحديقة يتجاوز الـ 80 عامًا، وتنوع الأنشطة التى تقام بها خاصة في الأعياد والمناسبات العامة، بجانب طبيعتها والأسماك التي تحتويها والمحنطات والأحياء المائية، وممرات الجبلاية أيضا أضاف لها طابعا جعلها مميزا.
نورهان وملك شقيقتان جاءتا إلى الحديقة مع والدهما الذي يحرص على التنسيق مع أعمامهما ليقضوا اليوم معاً، وبينما يقضي الأباء اليوم في الجلوس معا، يقضي الأبناء ساعات اليوم ما بين التجول فى الحديقة واللعب بالكرة.
تقول نورهان التي لم تتجاوز العقد الثالث من العمر: "بابا وماما اتعودوا يجيبونا هنا كل شهر مرة، وخصوصا في شم النسيم بنلعب وبننبسط وبنتصور كتير". وتقول "أم ملك" نزور حديقة الأسماك في شم النسيم منذ 7 سنوات: "دي عادة ولازم نيجيب الأولاد وناكل رنجة وفسيخ".
قرب المسافة وسعر التذكرة الرمزي كان السبب في اصطحاب حسين لأسرته المكونة من زوجته، و5 أبناء إلى حديقة الأسماك: "الظروف بتخليني أفكر 100 مرة قبل ما أخرج من البيت بس الأولاد ليهم حق علينا ودي الخروجة الوحيدة تقريبا لينا كل سنة".
استعدادات إدارة الحديقة لاحتفالات شم النسيم كان منذ فترة قدرها مدير الحديقة أياتي رجب محمد بشهرين، وتضمنت عملية تطوير شاملة للبحيرة وشبكة الري وتركيب كاميرات مراقبة، والاهتمام بالمساحات الخضراء .
الأمان والهدوء والجو العائلي الذي تميزت به جنينة الأسماك في الفترة الأخيرة كان السبب الذي جعل "طارق حسن" دائم التنزه بالمكان. ويقول الشاب الأربعيني: "أنا هنا بسيب الأولاد براحتهم يلعبوا زي ما هم عايزين وببقى مطمن عليهم أنا ومامتهم"، موضحًا أن الوقت الذى يقضيه هنا: "بيخلينا نفصل من ضغوط الحياة علشان نقدر نكمل".
"بالورد صحيتنا"، قالتها "كوثر" عن أختها التي اعتادت كل عام تحضير الفسيخ والرنجة قبل الذهاب الي المتنزه يوم "شم النسيم" مع بناتها وأختها التي تأتي كل عام من بورسعيد إلي حي بولاق قبل يوم من العيد.
وتقول: "متعودين نيجي ونعمل فطيرة شم النسيم ونلون البيض ونحضر الفسيخ والرنجة ونجيب شيبسي ونخرج الأولاد"، تحمل الفتاتان الورود تهدي من يقابلها وردة تصاحبها ابتسامة هذه العادة لم تنقطع منذ 15 عاما، على حد قول "كوثر" عن أختها الكبري .
"خلصنا الكنيسة وجيبنا الفسيخ وجينا"، اعتادت العمة "مريم عزيز" اصطحاب زوجة أخيها وابنته وأختها وأولادهم كل عيد للذهاب إلي أحد المتنزهات للاحتفال "بشم النسيم".
"إحنا بنتبسط قوي مع بعض" تقولها "يوستينا" صاحبة الـ16 عام لـ"مصراوي"، وتؤكد علي سعادتها التي تشعر بها مع أسرتها: "السنة دي قررنا نيجي جنينة الأسماك كان بقالنا كتير مزرنهاش" قالتها السيدة الأربعينية، وأضافت: "أنا بختار المكان، وأختي بتجيب الفسيخ، ومرات أخويا بتحضره"، وتعلوا ضحكات الأسرة التي تجمعت احتفالا بشم النسيم.
فيديو قد يعجبك: