''أخيرا هينضف المترو''.. حلم يراود ملايين المصريين !
كتبت - جهاد رمزى:
المترو يعد أهم وسائل المواصلات فى مصر؛ حيث يعتمد عليه العديد من فئات الشعب المصري بكل طبقاته كوسيلة نقل تقلهم إلى أماكن عملهم وإلى أماكن كثيرة أخرى من شرق القاهرة إلى جنوبها بالإضافة إلى تميزه برخصه وسرعته وتوفره بصورة متواصلة طوال اليوم؛ حيث يركبه نحو 2.6 مليون راكب يوميا .
فمترو أنفاق القاهرة يعد أول وسيلة نقل من نوعها داخل مصر والوطن العربى وقارة أفريقيا؛ حيث أخذت نشأة اول خط منه ثلاث مراحل بدأت الأولى بعام 1987 بطول قدره 29 كم، والثانية عام 1989 بطول قدره 14 كم، واستكملت الثالثة عام 1999 بطول قدره 1.3 كم، ويبلغ طول الخط الثانى ما يقرب نحو 19 كم، ويمتد الخط الثالث إلى حوال 30 كم.
وبالرغم من أهمية '' المترو'' كوسيلة نقل داخل القاهرة، وارتفاع تكاليف إنشائه بمراحله الثلاثة التى وصلت إلى 18 مليار جنيه، فهناك فئة من الناس لا تهتم بما يمثله المترو من مظهر حضارى بل يُعاب على الدولة إنفاق كل هذه الأموال على تطوير وتحسين وجهة المحطات وعدم الاهتمام بهم توفير أماكن لهم للبيع فيها.
إنهم الباعة المتراصين داخل وخارج أسوار محطات المترو، الذين يعطون الحق لأنفسهم الوقوف فى أي مكان يرون أنه مناسب لهم لبيع بضائعهم وأكل العيش.
يقول عونى محمود - ''38 سنة'' - بائع فاكهة فى سوق حلوان خلف أسوار المحطة '' تكتل البياعين دا مشفنهوش غير بعد الثورة كان العدد قليل قبل كده ، لان أغلب الناس دى بلطجية ومسجلين خطر، كل اللى مالوش شغله بيجى يقف قدام المحطة وبيعطلوا حركة السير و بيعاكسوا البنات وبيضربوا الزباين، وكل ما الحكومة تمشيهم بيرجعوا تانى''.
وردد مؤمن رأفت ''26 سنة'' بائع اكسسورات حريمى ورجالى داخل أسوار محطة مترو حلوان ''نعمل ايه مفيش أماكن نقف فيها، لو الحكومة عملت لنا مكان حيوى وقريب من محطة المترو بدل الصرف الجامد على المحطات دا هنروح نقف فيه، لأننا عايزين ناكل عيش بالحلال مش يرمونا بعيد فى أماكن معزولة محدش هيفكر يروح لحد هناك يشترى''.
وأكد عادل محمود ''24 سنة'' - بائع فاكهة - أمام سور المحطة '' مش كل البائعين هنا بلطجية، ومش كلهم بيعاكسوا البنات، احنا هنا وافقين علشان نأكل عيش بدل ما نسرق، وحتى لو جت الشرطة علشان تمشينا هنرجع تانى لاننا مش لاقيين مكان نقف فيه''.
وأضاف بدر عرفة ''20 سنة'' - بائع شنط مدارس - على سلم الصعود إلى محطة دار السلام '' احنا وافقين نأكل عيش، لان السور دا فى الأول كان شارع، واحنا واقفين فيه لكن إدارة المترو خدت الارض عنوة من صاحبها ''الحاج أمين''، وعملت سور المحطة، ووعدتنا أنها هتعملنا أكشاك نقف فيها لكن منفذتش كلامها، ولو جت الحكومة علشان تمشينا مش هنمشى غير لما يوفرولنا أماكن نقف فيها، ولو بأقساط رمزية او يوظفونا فى أي حتة، إدارة المترو كسرت بلاط المحطة كذا مرة وتركبوا تانى الفلوس دى احنا أولى بيها بدل ما تضيع على الأرض''.
وعلقت صفاء محمد - ربة منزل - على كلام البائع قائلة '' حرام عليكو و الله الحكومة لازم تنزل علشان تمشى البياعين دول، مش عارفين نشترى التذاكر منهم ومعطلين حركة السير والمرور وتعطيل عربيات الإسعاف من الوصول بسرعة، لإنقاذ الحالات الحرجة بالإضافة إلى الضوضاء والازعاج الصادر من الميكروفونات اللى بينادوا فيها على البضاعة مش بنعرف ننام منهم ولا العيال تذاكر''.
وأثناء حملة التطهير التى شنتها الحكومة فى ذات الوقت أكد كلا من المقدم ''ناجى ربيع '' رئيس مباحث حلوان و حمدى عبد العال مساعد رئيس الحى ''اننا بدأنا فى تنفيذ وتفعيل حملة التطهير لمحطات المترو والميادين العامة، بإزالة كل ما يعيق ويشل حركة السير و الذهاب إلى محطة المترو بسهولة دون أي مضايقات من البائعين الواقفين أمام وداخل محطات المترو دون وجه حق'' .
وأكد المسئولان ''أثناء الحملة فى الأسبوع الماضى تم ضبط 154 كيلو لحمة فاسده بأحد المحلات العشوائية المتواجدة بجوار أحد المولات التجارية بحلوان، نحن نقوم بإنهاء كل هذه الفوضى، وسنقوم بنظيف كل هذه الاماكن المليئة بالعشوائية، وسنعين دوريات تقف للمحافظة على المكان ومنع أي أحد من الوقوف فيه من جديد ولكن هذه العملية، ستاخذ الكثير من الوقف؛ فعمليات ''الكر والفر'' لهؤلاء البائعين ستستمر لفترة حتى نتمكن من منعهم إلى الابد، ولكننا نطالب الناس أن تقدم لنا المساعدة بإخلاء الطرق وعدم الوقوف الجماعى وإحداث التكتلات لمشاهدة ما نقوم به حتى لا يصاب أحد منهم''.
'' أخيرا هينضف المترو'' .. عبارة قالها أحد المواطنين وكأنه كان حلم يتمناه كل مواطن أن يتم إنقاذ المترو من أيدى هؤلاء الباعة المسيطرين على المترو من الداخل والخارج، هكذا قد آن الوقت كى تتسم محطات المترو بالراحة والهدوء للمواطن عند الذهاب إليه دون أي مشقة أو صعوبات.
فيديو قد يعجبك: