لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

من ''ملالا'' إلى ''طالبان'': نحن أحياء.. وللحلم بقية

04:16 م الإثنين 22 أكتوبر 2012

كتبت - دعاء الفولي:

في طريق عودتها كل يوم، تركب الحافلة المدرسية وعقلها لازال فيه الكثير من الأسئلة، ماذا ستصبح حينما تكبر، هل ستكتب عن التعليم ومشاكله مع المرأة في بلدها كما تفعل الآن، أم أنها ستأخذ طريق آخر، هل سيستمع لها أحد في هذا النظام التعليمي المنغلق الموجود في باكستان.

وهل سيتفهم شيوخ هذا البلد أن تعليم المرأة ضرورة حتمية، وأن تعبيرها عن رأيها هبة أعطاها الله لها كإنسان وليس من حق أحد أن يسلبها منها، ثم ينقطع حبل أفكارها فجأة حينما تتوقف الحافلة ويصعد إليها أشخاص يبدو عليهم التدين، يسألون عن الطالبة " ملالا يوسفزاي" فيشير إليها السائق، فتنظر " ملالا" لتجد وابل من الرصاص يمطرها دون إنذار ليصيبها في كتفها ورأسها.

وينقلها الأطباء بعد إسعافها واستخراج الرصاصات من جسدها الصغير إلى بريطانيا؛ حيث تستكمل علاجها هناك، بينما تكفلت دولة الإمارات بنفقة علاج الطفلة بالتعاون مع الحكومة الباكستانية.

"ملالا" ذات الأربعة عشر ربيعًا والتي دخلت في غيبوبة منذ تم إطلاق الرصاص عليها في التاسع من أكتوبر لهذا العام، لم تعرف أن من أطلق النار عليها هم مسلحون من حركة "طالبان"؛ إذ أن الحركة أعلنت فيما بعد مسئوليتها عن محاولة اغتيال الطفلة، وذلك بسبب نشاط "ملالا" التعليمي .

لم تفهم "ملالا" يومًا لماذا منعت حركة "طالبان" البنات في قريتها من الذهاب إلى المدرسة، ولا تعرف لماذا لا يريدون أن تتعلم الفتاة أو تعبر عن رأيها، و لكنها لم تكتف بذلك بل عبرت عنه في مدونتها التي كتبت فيها "هذه حقوقي.. حق التعليم وحق اللعب وحق التنقل والذهاب إلى الأسواق.. بالإضافة إلى حق التحدث والتعبير عن رأيي" .

وكيف لا يكون ذلك تفكيرها وهي التى نالت جائزة السلام الوطنية من باكستان بسبب آرائها المختلفة على مدونة موقع "البي بي سي" ومن ضمن تلك الآراء اعتقادها بأن حركة "طالبان" تعتمد على العنف بشكل كبير.

"ملالا" لم تكن يومًا مثل زميلاتها اللاتي قررن أن يتركن التعليم في صغيرة بسبب خوفهن من حركة "طالبان" التي ترفض تعليم البنات، خاصة أن الحركة  كانت تدير إقليم  "سوات" الذي تعيش به "ملالا" إلا أن الجيش الباكستاني طردهم منذ ثلاث سنوات، حتى أنها اشتهرت بدفاعها عن قضية تعليم الفتيات في بلدها مما جعلها هدفًا مهمًا لحركة "طالبان".

قد تكون " ملالا " هي الحالة الأشهر في باكستان، ولكن ذلك لا يعني أن حالة أقرانها من البنات أفضل؛ فالإحصائيات تتحدث عن انخفاض أعداد المتعلمين الكبار في باكستان إلى حوالي 45 % وعدد النساء المتعلمات أقل من ذلك بكثير؛ فمعظم النساء هناك لا يكملن تعليمهن وتتناقص أعدادهن بالتدريج من الابتدائي حتى المرحلة الثانوية.
 

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان