تدريبات جوية و''كسر حاجز الصوت'' في ذكرى ''العدوان الثلاثي''
كتبت - نوريهان سيف الدين:
استيقظ سكان القاهرة والمدن المجاورة صباح، أمس الاثنين، على ''اختراق لحاجز الصوت'' نتج عن تحليق ''طائرة حربية''، قال البعض أنها ''مناورة'' تدريبية للقوات الجوية، وقال البعض أنها ''اختراق إسرائيلي'' للمجال الجوي المصري، الأمر الذى نفته القوات المسلحة على لسان المتحدث الرسمي لها، إلا أنه في كل حال ''الحادثة'' جاءت في الذكرى الـ54 لـ''العدوان الثلاثي على مصر''.
صباح يوم 29 أكتوبر 1958، استيقظ سكان مدن القناة على دوي قصف شنه تحالف ''بريطاني فرنسي إسرائيلي''، العدوان جاء ''تأديب'' لمصر بعد عدة قرارات ''ثورية'' أولها ''تأميم قناة السويس''، بعد توقيع اتفاقية الجلاء ورحيل القوات البريطانية من قناة السويس، فضلا عن مساندة ''الثورة الجزائرية'' ضد الاستعمار الفرنسي، وتوقيع اتفاقية ''التسليح'' مع الاتحاد السوفيتي، مما يهدد أمن إسرائيل.
الخطة تمثلت في ''ضربة'' يشنها الجيش الإسرائيلي على الحدود الشرقية لمصر، وإنزال للقوات في صحراء سيناء، وعند انشغال الجيش المصري، تتدخل القوات البريطانية والفرنسية في ''مجرى القنال'' الملاحي، ومن ثم تطويق الجيش في سيناء، ثم إعادة احتلال مصر، لكن الجيش المصري انسحب لتفويت الفرصة عليهم.
العدوان كان ''حكاية شعب'' بالدرجة الأولى، فالفضل يعود بالمقام الأول ''للمقاومة الشعبية'' الباسلة لأهل محافظات القناة، حتى قبل أن يعود للعمليات الفدائية لقوات الجيش في المنطقة، فضلا عن تدخل الأمم المتحدة بقرار وقف القتال وسحب القوات، وإنذار ''الاتحاد السوفيتي'' لبريطانيا وفرنسا وإسرائيل بضرب عواصمهم ''نوويا''، وتدخل ''واشنطن'' أيضا لكسب ''نفوذ إقليمي'' في المنطقة.
بالفعل - وبعد 55 يوما - اضطرت الدول المعتدية لسحب قواتها المقدرة بـ300 ألف جندي، ووافقت مصر على قرار وضع ''قوة دولية'' خاضعة لإشراف الأمم المتحدة، وذلك على الحدود الشرقية بين مصر وإسرائيل، وفي منطقة ''شرم الشيخ'' على خليج العقبة، حتى عاودت ''إسرائيل'' الهجوم مرة أخرى في حرب ''يونيو 1967''
''العدوان الثلاثي'' كان نقطة تحول في سياسة مصر ونفوذها الإقليمي، بعد أن استطاعت في خلال أقل من عشر سنوات إنهاء الاحتلال الإنجليزي وجلاؤه عن مصر والقناة بعد ثورة يوليو، أيضا الاتجاه العروبي القومي، ومساندة حركات التحرر العربي والإفريقي ضد الاستعمار، والسعي وراء ''تكتلات قومية'' ظهرت في الجمهورية العربية المتحدة'' عام 1958.
وعلى الخريطة الدولية، كانت ''حرب السويس'' نقطة انطلاق في ''الحرب الباردة'' وسياسة ''الحلفاء'' بين الاتحاد السوفيتي والولايات المتحدة أمام دول المنطقة العربية والشرق الأوسط، من خلال نفوذ التهدئة والتلويح باستخدام القوة، علاوة على ازدياد شعبية ''جمال عبد الناصر'' كزعيم إقليمي وقف فى وجه ''زعماء دول العدوان''، وظلت خطبته الشهيرة في الجامع الأزهر خالدة في الوجدان ''سنقاتل .. سنقاتل''.
فيديو قد يعجبك: