''سينما أكتوبر''.. قليل من ''الحرب'' كثير من ''الرومانسية'' !
كتبت - نوريهان سيف الدين:
''الدراما إحدى وسائل توثيق أحداث حياة الشعوب''، فمنذ ''ثورة يوليو'' حرصت السينما المصرية على إنتاج أعمال تحكي أحداث تلك الفترة، فخرجت لنا ''رد قلبي، في بيتنا رجل، غروب و شروق'' وغيرها إلا أن ''الأحداث التاريخية والسياسية'' ظلت كخلفية للعمل السينمائي، وكانت المقدمة تروي ''قصة رومانسية''، وهذا ما تكرر أيضا في ''سينما حرب أكتوبر'' .
''الرصاصة لا تزال في جيبي''.. الفيلم الأول في السينما المصرية يروي هذه الحرب؛ فكر المنتج ''رمسيس نجيب'' عقب سماع أخبار قيام الحرب في فكرة ''تؤرخ'' للحرب، وكان حواره التليفوني مع الكاتب ''إحسان عبد القدوس'' الخطوة الأولى لخروج هذا العمل للنور.
القصة بالفعل كانت مكتوبة لتحكي فترة ''النكسة'' وأحداث ''حرب الاستنزاف'' كخلفية لقصة ''مجتمعية رومانسية''، ولكن قيام الحرب استدعى ''تغيير القصة و السيناريو''.
''الوفاء العظيم''، ''بدور''، ''حتى آخر العمر''، ''العمر لحظة''.. أفلام حكت أيضا تلك الفترة وجاءت في العام التالي للحرب، ولكنها أيضا وضعت الحرب ''على هامش العمل الفني''، وكانت الأحداث دائرة في إطار رومانسي يذهب فيه البطل لساحة الحرب وتنتظره البطلة حتى يعود .
المادة الدرامية لأحداث الحرب كانت عبارة عن ''أفلام تسجيلية'' قامت بتصويرها ''القوات المسلحة'' لترسلها قيادة الجيش بأمر من ''السادات'' إلى ''وكالات الأنباء العالمية''، بعد أن فقدت الوكالات العربية ''مصداقيتها'' بعد نكسة 67، وإذاعة أخبار خاطئة عن الحرب، لذا نرى ''مشاهد الحرب'' شبه موحدة وبنفس اللقطات والأشخاص في أغلب أعمال تلك الفترة.
في نهاية فترة السبعينات وبداية الثمانينات، تفتح السينما ''ملفات جهاز المخابرات المصرية''، ويخرج ''الصعود إلى الهاوية'' في أكتوبر 1978، كذلك ''إعدام ميت'' 1985 و ''مهمة في تل أبيب'' 1992، وكلها تحكي ''كواليس'' العمليات الجاسوسية في إطار يغلب عليه ''الرومانسية'' بين بطل وبطلة العمل .
ويأتي ''الطريق إلى إيلات'' إنتاج التليفزيون 1993، ليضع ''مشاهد كواليس العمليات العسكرية'' كأغلب أحداث الفيلم، وكذلك ''يوم الكرامة'' 2004.
أما ''الدراما التليفزيونية'' فكانت غالبا ما تحكي ''قصص اصطياد وتجنيد الجواسيس، ''رأفت الهجان، ''دموع في عيون وقحة''، ''الثعلب''، ''السقوط في بئر سبع''، ''أرض الرجال''، ''حلقت الطيور نحو الشرق''، ''العميل 1001''، ''أكتوبر الآخر''.
أعمال قدمت الفترة المعاصرة لما بعد ''النكسة'' وقبل ''الحرب''، إلا أن ''دراما النجم الواحد'' ظلت مسيطرة دون أن تبرز ''بانوراما'' الحرب كحدث سياسي و مجتمعي يتأثر به ''شعب بأكمله'' وليس ''بطل العمل'' فقط.
فيديو قد يعجبك: