إعلان

في ذكرى ''شادي عبد السلام''.. ''عاشق الفراعنة'' ومُخرج ''المومياء''

10:11 ص الثلاثاء 09 أكتوبر 2012

كتبت - نوريهان سيف الدين:

''يا من تذهب سوف تعود، يا من تنام سوف تصحو، يا من تمضي سوف تبعث''.. أراد أن يبعث بكلماته وبعمله الفني الأشهر على الإطلاق ''المومياء''، أراد أن يبعث بهم ''أجداده القدماء.. الفراعنة''، عاش عمره عاشقا لتاريخهم وحضارتهم، وسخر إبداعه لإبراز حضارتهم المشرقة عبر آلاف السنين.

أمس الثامن من أكتوبر حلت الذكرى الـ26 لوفاة مخرج الروائع ''شادي عبد السلام''، الذي فارق الحياة في 8 أكتوبر 1987، ''شادي'' المولود في الإسكندرية في 15 مارس 1930، وتخرج في كلية ''فيكتوريا'' عام 1948، ذهب لدراسة فنون المسرح في لندن وعاد ليلتحق بكلية الفنون الجميلة ويتخرج فيها عام 1955.

تتلمذ ''شادي'' على يد المعماري القدير ''حسن فتحي''، وتشرب منه حب الفنون والعمارة الإسلامية، فعمل بعد تخرجه ''مصمم للديكور''، ويفتح له المهندس الفني ''رمسيس واصف'' ''بوابة السينما السحرية'' ليعمل ''شادي'' كمساعد له وينطلق ''كمساعد للإخراج'' في عدد من الأعمال والأفلام الأجنبية التراثية.

ظل ''عشق الفراعنة'' يلاحق ''شادي''، وبالفعل أتيح له فرص العمل في أفلام أجنبية تحكي تاريخ الفراعنة، وكان أول أعماله في الفيلم البولندي ''الفرعون''، و قام ''شادي'' بعمل إكسسوارات وأزياء وديكورات الفيلم بأكمله.

ولعلها غائبة عن الكثير أن ''وا إسلاماه''، تلك الملحمة الفنية المصرية التي تحكي تاريخ حقبة ''المماليك والغزو المغولي'' للعالم الإسلامي والعربي، أبدع فيها ''شادي'' من خلال الديكورات والأزياء تحت قيادة المخرج الإيطالي ''أندرو مارتون''، ويأتي العمل العالمي الأمريكي ''كليوباترا'' بطولة إليزابيث تيلور، و يخرج فيه ''شادي'' مزيدا من الإبداع لمعشوقيه ''الفراعنة''.

كما عمل ''شادي'' في عدد من الأعمال التاريخية مثل ''ألمظ وعبده الحامولي''، ''رابعة العدوية''، ''شفيقة القبطية''، ''أمير الدهاء''، ''بين القصرين''، ''عنترة بن شداد''، و عدد من الأفلام مثل ''الخطايا''، ''السمان والخريف''، ''أضواء المدينة''، و كلها اختيرت ضمن أفضل أفلام السينما المصرية.

إلا أن ''المومياء 1974'' تظل أيقونته الخالدة في سماء السينما المصرية، وقد اختير الفيلم ضمن ''أعظم 100 فيلم'' في مئوية السينما المصرية، ويبدع المخرج ''شادي عبد السلام'' في كافة تفاصيل الفيلم، بدءً من أعمال الديكور والملابس والإكسسوارات، حتى أدق تفاصيل المكياج .

وتبقى نظرات عيون ''نادية لطفي'' و''أحمد مرعي'' أبطال الفيلم خالدة في ذاكرة المشاهد لهذا الفيلم، وينال الفيلم كما هائلا من الجوائز وشهادات التقدير العالمية، ويبقى مرجعا سينمائيا زخما حتى هذه الفترة.

ويتجدد الأمل لدى ''شادي'' في ''بعث الحضارة الفرعونية'' من جديد، ويرى ''الفرعون توت عنخ آمون'' هو غايته المنشودة، فيبحث عن الوجه الجديد ''محمد صبحي'' ليلعب دور ''إخناتون'' والوجه الجديد ''سوسن بدر'' بملامحها السمراء المصرية وعيونها المتسعة لتلعب دور ''نفرتيتي''، إلا أن ''مأساة البيت الكبير.. هكذا كان اسم الفيلم لم يرى النور لظروف إنتاجية، بعد أن ظل ''شادي'' يعيد كتابة السيناريو لسنوات.

توفي ''عاشق الفراعنة.. شادي عبد السلام''، و في 2005 وتكريما له خصصت مكتبة الإسكندرية ''قاعة بالمكتبة'' لعرض أعماله تتضمن ديكورات وأزياء و لوحات رسمها، في احتفالية مرور 75 عاما على ميلاده .

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان