إعلان

143 عامًا.. على افتتاح ''أفندينا'' لـ''تياترو الأوبرا الخديوية''

06:34 م الخميس 01 نوفمبر 2012

كتبت - نوريهان سيف الدين:
''إذا كانت القاهرة عاصمة مصر.. فإن ''دار الأوبرا'' هي عاصمة القاهرة''.. لم تكن مصر بعيدة يومًا عن الذوق العالمي وعشق الفنون؛ فهي منذ فجر التاريخ تعشق الفن و ترى الرقي فيه، لذا كانت ''الأولي و السابقة'' في إنشاء دارًا للأوبرا ''تياترو الأوبرا الخديوية''.

القصة تعود لحاكم مصري عشق الفنون والرقي، أراد لمصر أن تكون قطعة من باريس، فصارت القاهرة في عهده ''أجمل وأبهى'' من أوروبا كلها، هو ''الخديوي إسماعيل''، فكما حفر ''قناة السويس''، أراد أن يكون الاحتفال بالانتهاء من حفرها وافتتاحها للملاحة ''حدثًا تاريخيًا وعالميًا فريدًا''، يحضره أباطرة و ملوك وعظماء العالم، وأن يكن الاحتفال لائقا بـ''القاهرة .. عاصمة الشرق''.

كلف ''أفندينا'' المعماري الإيطالي ''بيترو أفوسكاني'' بتصميم أول دار للأوبرا في الشرق الأوسط كله، تكلف حوالي 160 ألف جنيه، وكان مبلغًا ضخمًا وقتها، واستغرق العمل فيها أقل من ستة أشهر، وخرج المبنى على الطراز الإيطالي، وجاء النحاتون من أوروبا لتزيين ''التياترو الخديوي''.
 
فكر ''أفندينا'' أن يحكي العرض تاريخ مصر، واستشار عالم المصريات ومدير الآثار المصرية ''ماريت باشا''، وأثمر التفكير عن ''أوبرا عايدة''، وبالفعل أسندوا العمل للشاعر الإيطالي ''جيالو''، والألحان للموسيقار الإيطالي العالمي ''فيردي''، وطلب ''150 ألف فرنك ذهبي'' أجرًا على اللحن، لكنه لم يستطع إنجازه وقت الافتتاح، فقدم أوبرا ''ريجليتو'' من ألحانه أيضًا تكريمًا للوفود الزائرة، وخرجت الملحمة الفنية التاريخية ''عايدة'' بعد عامين في 21 ديسمبر 1871، في حفل ''خديوي'' أيضًا احتفالًا بانتهاء الحرب بين فرنسا وبروسيا.

افتتحت ''دار الأوبرا المصرية القديمة'' في الأول من نوفمبر 1869، وكان حقا افتتاحا مبهرًا حضرته الإمبراطورة ''أوجيني'' زوجة الإمبراطور ''نابليون الثالث''، والإمبراطور ''فرانسوا جوزيف'' عاهل النمسا، وولي عهد بروسيا، وأقطاب الفكر والفن الأوروبي، واستمر ''تياترو الأوبرا'' منارة للفنون الرفيعة لقرن من الزمان.

ارتفعت الدار لثلاثة طوابق، وكانت واحدة من أوسع المسارح العالمية فخامة وتجهيزًا، واتسع المسرح لـ850 متفرج، وشملت أيضًا ''ورشة'' لإنتاج الملابس والديكورات والمناظر، وتوالى على رئاستها عدد من فناني العالم أولهم ''اليوناني بافلوس''، وتوقفت أثناء الحرب العالمية الأولى، وكان ''منصور غانم'' أول مصري يترأسها، كما كان الفنان ''سليمان نجيب بك'' أحد رؤسائها في الفترة من 1938 وحتى 1954، وأخر من تولى إدارتها هو ''صالح عبدون''.

في صباح 28 أكتوبر 1971، استيقظت القاهرة على كارثة ''حريق دار الأوبرا''، ورغم وقوعها أمام مبنى ''المطافئ'' بميدان العتبة، إلا أن الإهمال و''خراطيم المياه المقطوعة''، فضلًا عن ''المبنى الخشبي'' كلها عوامل زادت من ضخامة الكارثة، وأجهز الحريق على الملابس والديكور والإكسسوارات والنوتات الموسيقية، وأيضًا التحف واللوحات النادرة المهداة من ملوك وأمراء أوروبا.

ظل ''ميدان الأوبرا'' بحي الأزبكية محتفظا باسمه بين الناس حتى اليوم، وكان اسمه وقت بنائها ''ميدان التياترو''، وتحول إلى ''ميدان إبراهيم باشا'' بعد وضع تمثال إبراهيم باشا الشهير بـ''أبو إصبع''، وعام 1954 أصبح اسمه ''ميدان الأوبرا''، لكن مصر بعد الحريق ظلت لعقدين من الزمان دون ''أوبرا''، حتى عام 1988، حين تم بناء ''دار الأوبرا المصرية'' الجديدة بأرض الجزيرة، بمنحة يابانية.

دار الأوبرا المصرية
دار الأوبرا المصرية
دار الأوبرا المصرية
دار الأوبرا المصرية
دار الأوبرا المصرية
دار الأوبرا المصرية

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان