''مرسي 2005'' يستجوب رئيس الحكومة.. وفى 2012 ''يبحث عن المسئول''
كتبت - يسرا سلامة:
حادثتان للقطارات في أسبوع واحد.. من الفيوم لأسيوط يمتد شريط الإهمال على خط سكة حديد، ليحصد فى طريقه نصف أرواح ركابه، وليذكرنا بأكثر الحوادث فجاعة حادث قطار الصعيد فى عام 2005، والتي راح ضحيتها أكثر من 350 مسافر، لتكون الأسوأ فى تاريخ سكك حديد مصر، والتي جمعتا ''محمد مرسى'' في تحدى للقدر.
حادث قطار الصعيد وحادث أسيوط جمع بينهما الدكتور ''محمد مرسى''، ففى الأول نائباً في مجلس الشعب وفى الثاني رئيساً لنفس الشعب، لكن فى كليهما اختلف رد فعله عن الآخر، سبعة أعوام تفصل بين كلا ''المرسيين''، في الأول برلمانياً - حائز على جائزة أفضل برلماني لدورة 2000-2005 - يعتلى منصة مجلس الشعب ويتحدث بحمية المعارض فى الدفاع عن حقوق أهله من مدينة العياط فى صعيد مصر، والمتضررين من الحادث الفجيع، وفى الثاني رئيساً لكل المصريين بعد ثورة هدفها ''العدالة الاجتماعية'' والقضاء على الفساد.
''الكيروسين'' أشعل القطار فى سبع دقائق، تفحمت معه أجساد المصريين كما انصهر حديد الكراسى داخل القطار، تقصير وإهمال جسيم من المسئولين.. كلها أوصاف للمشهد الدامي لحادث قطار الصعيد كما جاء على لسان ''مرسى'' النائب البرلماني، والذى تحدث عن الفاجعة بصوت حماسي وسط صمت الحاضرين في المجلس لما فى استجوابه من معلومات لا تصعب كثيراً على رئيس قسم المواد بكلية الهندسة جامعة الزقازيق، خطاب به قدرة على الإقناع كافية لرمى سوط المعارضة على ظهر الحكومة آنذاك، بعد المشهد لا يختلف كثيراً عن أشلاء الأطفال التي تناثرت بعد اصطدام القطار بأتوبيس معهد النور الإسلامي الأزهري فى صباح السبت الماضي.
''نحن نريد تقييماً حقيقياً لهذه الكارثة، وإن هذه السيناريوهات الموضوعة وإن صحت تدل دلالة قاطعة على الإهمال الجسيم الذى تعاقب عليه الإدارة المختصة من إدارة السكة الحديد و الوزير المختص ورئيس الوزراء على تلك الكارثة ''.. لم تكن هذه مرافعة ضد مسئولي حادث قطار ''أسيوط'' الذى زف أرواح قرابة ستين طفاً إلى الجنة، لكنها كانت من نص استجواب النائب ''محمد مرسى'' بعد وقوع الكارثة، والذى طالب وقتها بإقالة رئيس مجلس الوزراء ''أحمد نظيف''.
دقيقتان أمام شاشة التليفزيون قضاها مرسى خلف مكتبه المذهب بصلاحيات رئيس جمهورية، وبصوت أكثر هدوءاً من صوته ''البرلماني''، ليدين ويشجب حادث أسيوط ويتقدم بخالص العزاء لذوى الأسر ''مصابين وضحايا'' ..هكذا وصف الرئيس أرواح أطفال حادث أسيوط، الأمر الذى انتقده البعض بأنه كيف لا يصفهم بالشهداء.
''للمصابين الشفاء وللضحايا الرحمة والمغفرة''، وقبول استقالة وزير النقل، وتحويل المسئولين للنيابة العامة، وسرعة اكتشاف السبب، من أجل رحلة ''البحث عن المسئول''، وتعويض الضحايا بحفنة من الجنيهات''.. كلمات مقتضبة أنهاها ''مرسى'' على عجل، من أجل استكمال لقائه مع رئيس الوزراء التركي ''رجب أردوغان''.
''استجواب ناجح يكشف الإهمال والتقصير'' ..كان هذا من عناوين الجرائد المعارضة بعد استجواب ''مرسى'' لحكومة ''نظيف'' بعد كارثة الصعيد عام 2005، ليرد بهذا الفيديو القديم لاستجوابه نشطاء عبر مواقع التواصل الاجتماعي حتى يصل إلى ''مرسى'' رئيس الجمهورية الحالي، والذى عبر بعضهم على خطابه في حادث أسيوط أنه ''مخيب للآمال'' .
''ليس على الحساب كبير''.. كانت كلمة ''مرسى'' الأخيرة فى استجوابه الناجح فى مجلس الشعب، أما خطاب ''الرئيس'' فذيلته عبارة ''هذه الحادثة سيحاسب من كان السبب فيها''، فى فارق زمنى بين كليهما وفارق في السلطات الممنوحة لنفس الشخص، الأمر الذى دفع الداعية ''وجدى غنيم'' للتعليق على الأمر '' الرئيس مرسى فى ٢٠٠٥ عندما كان نائباً فى البرلمان قال أن المسئول الأول عن حادثة قطار الصعيد هو رئيس مجلس الوزراء . يجب تنفيذ هذا فى ٢٠١٢''.
كما طالب بعض النشطاء عبر مواقع التواصل الاجتماعي ''فيس بوك'' و''تويتر'' بأن ينفذ الرئيس محمد مرسى ما تم فى ''الاستجواب'' فى حادث 2012، وهو إقالة رئيس الوزراء، وذلك بعد قبول استقالة وزير النقل، ''وائل عارف'' يقول:'' فيديو استجواب مرسى كان يعرضه الإخوان فى الشوارع وقت الانتخابات البرلمانية''، ''معتز سعيد'' يقول :''مرسى مكس ..كل حاجة والعكس'' ، ''محمد البنهاوى'' يقول :'' نفذ ما طالبت به في هذا المقطع منذ أعوام أم إن كل ما كنت تتمناه هو الكرسى؟!''.
فيديو قد يعجبك: