''ست الشام''.. بتاع ''ثورة'' مش بس ''سندويتشات''
كتبت - دعاء الفولي وإشراق أحمد:
''الصراخ من أجل حق ليس فقط بالصوت، فالعقل يصرخ أيضاً''.. كلمات ربما تتجسد أمامك بمجرد أن تقترب خطوات قليلة من أبواب ذلك ''المحل''، بعد أن يقع نظرك على علم رغم صغر حجمه إلا أنه كافً بلفت الانتباه إليه بين ''الكراسي'' والطاولات المنتظرة ''للزبائن'' من طالبي الطعام .
''المطعم بتاع الناس الشوام''.. هكذا ستأتيك الإجابة إذا ذهبت إلى ''ميدان الحصري'' بمنطقة السادس من أكتوبر، لتسأل عن مطعم للأكلات السورية، وإن لم تكن تعرف اسمه فهو الأشهر هناك؛ خاصة بعد اندلاع الثورة السورية نظراً لتواجد الكثير من السوريين الهاربين من بطش''الجيش النظامي''.
خطوات قليلة؛ حيث تظهر قبة مسجد ''الحصري'' في الخلفية''، وستجد ذلك العلم السوري المرفوع تحت لافتة كتب عليها ''ست الشام''، لا تتردد في الدخول، ولا تحذر عندما تطأ قدمك ''الدواسة'' الموضوعة أمام الباب، وعليها صورة ''بشار'' وقد رُسم عليها علامة '' الأكس'' باللون الأحمر.
الأجواء بالداخل لن تفصلك عن المشهد السوري أثناء تناولك لإحدى ''السندوتشات'' أو غيرها من الأطعمة التي تم إعدادها بالطريقة السورية؛ فالعاملين '' بالمحل'' عدا قليل سوريين الأصل أغلبهم جاء بعد الثورة، بالإضافة إلى الأعلام السورية الموضوعة على الحائط وقد كُتب عليها '' سوريا حرة... الموت للأسد'' .
وأمام ''الكاشير'' لن تقف فقط خلف شاشة تسجيل الطلبات التي وضعت عليها ورقة تحمل صور لبشار الأسد وتعليق ساخر، بل ستجد أمامك صورة كبيرة للمسجد الأقصى، وعند حصولك على طلبك ستقف أمام جدار خشبي؛ حيث يمكنك أن ترى العاملين من خلفه، وعليه ترى أيضاً لافتات ورقية كتب عليه '' سوريا حرة بشار بره''، '' قمع أسدي رهيب.. وصمت عربي معيب.. وصبر سوري عجيب.. ونصر من الله قريب ''.
بهذه الأفكار البسيطة لدعم الثورة السورية، أراد صاحب المطعم الذي قد تصيبك المفاجأة إذا سألت عنه فيخبرك ''أنا مصري'' ولكن لن تكتمل علامات الدهشة حتى يبادرك ''محمد كرزون'' قائلاً: '' والدتي مصرية ووالدي سوري'' .
لجأ '' كرزون '' لعمل ذلك بالمطعم الذي أكد أنه يملكه بهذا الاسم منذ 6 سنوات، فهو ليس جديد وقال بلكنته السورية التي تلاحظها في حديثه ''احنا معروفين في المنطقة من زمان ''.
وأضاف '' كرزون '' خريج الهندسة وصاحب المطعم ''بعد الثورة عملت بالمحل كده نوع من الدعم''، مشيراً إلى زيادة العمالة السورية بالمطعم بعد الثورة،
ومع تأكيده على أن رواد المطعم من مصر وسوريا وأن البعض يأتي للالتقاط الصور بالمطعم، لكن ليس الجميع يؤيد ما فعله، فيأتي من يقول له منتقداً وضعه '' الدواسة'' بصورة بشار ''مينفعش تعمل كده دي خلقة ربنا''، أو يكون ضد الثورة السورية من الأساس سواء كان مصري أو سوري.
لكن في هذه الحالة سيكون مصيره ''هنقلعه من المحل '' على حد قول ''عبد العزيز'' الشاب السوري ''عامل الكاشير'' الذي جاء من سوريا منذ 3 شهور ليعمل بالمطعم مع أخيه المقيم بمصر منذ 6 سنوات، والذي سيلخص لك الأوضاع في سوريا إذا سألته قبل أن تغادر المطعم '' العيشة هناك صارت صعبة'' .
فيديو قد يعجبك: