إعلان

90 عاما على اكتشاف مقبرة ''توت عنخ آمون''.. عندما فُتحت جنة ''الفرعون الصغير''

12:22 م الثلاثاء 06 نوفمبر 2012

كتبت - نوريهان سيف الدين:
 
منذ أكثر من 3000 عام، حكم مصر فرعون شاب، مات صغيرا قبل أن يترك إنجازات كبيرة، لكن مقتنيات مقبرته الملكية صارت حديث العالم لروعتها و فخامتها.. ''توت عنخ آمون''، أو كما أطلقوا عليه "الملك الطفل" لوفاته في عمر 19 عاما، في حين كانت أعمار الفراعنة تصل للتسعين.
 
90 عاما مرت على اكتشاف الأثري البريطاني "هيوارد كارتر" للمقبرة، بعد رحلة تنقيب استمرت لأكثر من 15 سنة وتكلفت مليوني دولار أمريكي وقتها، "كارتر" جاء إلى مصر في رحلات تنقيب بمنطقة آثار "بني حسن"، وتعرف على اللورد الإنجليزي "كارنرفون"، واتفقا على البحث عن مقبرة ملكية لاكتشافها وبيع مقتنياتها لهواة تجميع الآثار.
 
في نوفمبر عام 1922، وعلى ضفاف "البر الغربي"؛ حيث يرقد الفراعنة في سلام، محتضنين حضارة كبيرة وكنوز أكبر، عمل "كارتر" في حملات تنقيب عن الآثار، الصدفة وحدها قادته لدخول "جنة الفرعون الشاب"، فبعد يأس من الوصول لمقبرة ملكية، عمل "كارتر" في حفر نفق يؤدي لقبر الفرعون "رمسيس السادس"، لكنه لاحظ "قبو" كبير، فقرر الاستمرار في الحفر لعله يكون "مخبأ" أو مقبرة لعمال الحفر.
 
على الفور، أمر "كارتر" مجموعة من "العمال الصعايدة" بفتح البوابة الحجرية، وكان أول من دخل المقبرة هو "طفل صغير السن والحجم أيضا" يحمل "فانوس" يضيئ لهم الغرفة المفتوحة، وهنا نطق كارتر "مذهل .. رائع"، وعرف أنه اهتدى لما كان يريد "مقبرة ملكية فرعونية" تحمل متاع "ملك فرعوني"، ولحسن حظهم لم يسبقهم "لصوص المقابر" في نهب مقتنياتها الذهبية الثمينة.
 
عرف "كارتر" أنها مقبرة "الفرعون توت عنخ آمون"، وقام بنقل بعض المقتنيات إلى منزله والاتصال بمدير مصلحة الآثار المصرية "بيير لاكو" لنقل المقتنيات الثقيلة إلى المتحف المصري بالقاهرة، وأراد هو واللورد "كارنرفون" الخروج ببعض مقتنيات المقبرة لكن الحكومة رفضت ذلك، فقاما بتهريبها إلى لندن، وظلت تلك القطع محل نزاع بين الحكومة المصرية وورثة "اللورد"، خاصة بعد أن عرضوها للبيع في مزاد علني، وطالب الأثري المصري "زاهي حواس" بردها لمصر، ولم يسترد منها سوى 19 قطعة فقط.
 
اكتشاف "المومياء الملكية المحنطة" كان أيضا محض صدفة، ففي 16 فبراير 1923، فتح "كارتر" بابا مغلقا داخل المقبرة، ووجد نفسه في حجرة الدفن و أمامه "التابوت الخشبي" وبداخله عدة توابيت من الذهب تضم "الملك"، يحتضن صولجانه الذهبي، وترصع أيديه الخواتم والمعاصم، وعلى وجهه "قناع توت عنخ آمون"، تحفة الإبداع الفني الفرعوني، المصنوع من الذهب الخالص.
 
بعد 40 سنة من اكتشاف المومياء، قام فريق من علماء الآثار بفحصها بالأشعة السينية، وتوصلوا لعدة نتائج منه "وجود تجلط دموي بقاع الجمجمة، وفقدان عظمة من القفص الصدري"، وتوصلوا أن الفرعون الشاب مات مقتولا أو أثناء حرب، أو ربما في حادث صيد، لكن البحث يعود من جديد عام 2005 على يد "زاهي حواس" وفريق أمريكي، يقومون بفحص المومياء وتوضيح أي عيوب بها.
 
توصل الفريق إلى وجود "ثقب" أسفل الجمجمة بحجم قطعة معدنية من النقود، كسر شديد في الركبة اليسرى، ولا آثار لتجمع دموي بالجمجمة، ولكنه نتاج عملية التحنيط"، وأعيد "الفرعون الطفل" للحياة بعد رسم صورة ثلاثية الأبعاد لوجهه نشرت على مجلة "ناشيونال جيوغرافيك".
 
المقبرة رقم "62" بوادي الملوك لا تزال مفتوحة حتى الآن بالبر الغربي بالأقصر، وتضم "المومياء" بجانب بعض المقتنيات، أما "كارتر" فقد عاد إلى "بريطانيا" بعد اكتشاف كان بمثابة "ماتش اعتزال"، قام بعده بتجميع آثار هربها من مصر، وفتح متحفا صغيرا بمنزله، وأشيع أنه مات "بلعنة الفراعنة" عام 1939، إلا أن التقارير أثبتت إصابته بسرطان الغدد الليمفاوية، ونشاط بكتيريا بجسده نتيجة استنشاق هواء المقبرة المغلقة من آلاف السنوات.
توت عنخ آمون
توت عنخ آمون
توت عنخ آمون
توت عنخ آمون
توت عنخ آمون
توت عنخ آمون
توت عنخ آمون

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان