''عمر''.. بائع عرقسوس وسط البلد ''اضحك الصورة تطلع حلوة''
كتبت - يسرا سلامة:
تحت لهيب شمس القاهرة الحارقة، في قلب شوارع وسط البلد المزدحمة طوال الوقت، يبحث ''عمر'' - بائع العرقسوس - عن رزقه وقوت يومه، دورقه الزجاجي محمولًا على كتفه النحيل، ومملوءًا بلترات العرقسوس المثلج الذى يجذب لعاب السائرين فى شوارع المحروسة نهارًا بعد أن يلفحهم الحر، لا ينتظرون للبحث عن مثلجات حولهم، يعرفونها من صوت ''صاجات'' عمر الذهبية التي تلمع في يديه.
''عمر'' شاب لم يتجاوز عمره السابعة عشر عامًا، لكنه يحمل كل صفات الرجل المصري ''المجدع''، ترك تعليمه لكى يحمل الهم عن والده ''محمود''، الذى أنهكه هو الأخر دورق ''العرقسوس'' المثلج، وتعبت يداه من صدح الصاجات في شوارع القاهرة، فعلم ابنه صنعته التي تتعدى حدود صب الكوب المثلج من ''العرقسوس'' ببراعة وعلى مسافة أطول ما يمكن، لتصبح مهنة الضحك في وجه السائرين لجذبهم، وتناول أطراف الأحاديث معهم، لينتهى الحديث مع أخر قطرة ''عرقسوس'' في كوب الزبون.
يلتقى ''عمر'' زبائنه بابتسامته الأقرب لابتسامه طفل، يتحدث معهم بروح طلقة بكر، يتلمس جنيهًا على كل كوب من ''العرقسوس'' المثلج، طاقيته البيضاء التي يحافظ على رونقها لأنها تميزه .
يضع ''عمر'' مسنداَ من ''الأسفنج'' الذى يخفف عليه ضغط الدورق الثقيل، ليسير بها وسط الزحام وعمارات وسط البلد العتيقة التي يحفظ أسمائها عن ظهر قلب، حتى يبحثً عن رزقه، يملأه الرضا على الرغم من أنه لم يستكمل تعليمه مع زملائه.
''أبويا علمني الصنعة دي لأنه كمان وارثها من جدي.. المهنة دي بتجري في دم العيلة''.. قال ''عمر'' هذه الكلمات متذكرًا والده الذي يطوف في نفس اللحظة بدورق أخر فى شوارع العتبة، يسكن عمر ووالده والدته فى المقطم، يأتي هذه المسافة يوميًا لأن منطقة وسط البلد ''منطقة أكل عيشي'' .
يطوف ''الشاب المبتسم دائما'' صباحًا ومساءًا حتى ينتهى المخزون من ''منقوع العرقسوس'' فى البراميل التى يخزنها فى محل بوسط البلد، تمر عليه أشكال وألوان من صنوف المصريين الذين يجمعهم العطش.
فيديو قد يعجبك: