''العريفي'' يحرج النخبة والمشايخ بإثارة الجمهور في ''الأزهر''
كتبت- نوريهان سيف الدين:
قد تفرقهم الفتاوى و الاتجاهات الفكرية، إلا أن ''مصر و أهلها'' جمعت الشتيتين على حبها و مدحها، و صار الغريب أمرا حقيقيا، و احتضن "الأزهر" الجميع بين رحباته في سبيل رفع روح مصر، و التأكيد أنها "كنانة الإسلام" و الشرق رغم الكبوة.
خطبة الداعية محمد عبد الوهاب العريفي، الأستاذ بجامعة الملك فهد، و الذي جاء إلى مصر في الأيام الأخيرة لشد أزر أهلها، و للخطابة في الأزهر الشريف بعد صلاة المغرب قائلا: "من الشرف أن يأتي الإنسان إلى مصر، بلد الدعوة والقيادة، كما أنه من الشرف أن يتحدث مع أحفاد الأنبياء يعقوب وموسى ويوسف ومع صحابة الرسول صل الله عليه وسلم- في إشارة منه إلى المصريين".
الداعية السعودي الذي يتمتع بشهرة واسعة في الأوساط الدينية و الدعوية، قابلته تعليقات كثيرة، بين مستحسن و مرحب باللفتة الطيبة من "العريفي" و تأكيده على حب مصر و مكانتها، و بين "استعجاب" لفتح "الأزهر" أحضانه لداعية يتبع الفكر "السلفي الوهابي"، خاصة بعد الخلاف الأخير بين الأزهر –صاحب المذهب الأشعري-، و بين الاتجاه السلفي الوهابي.
من جانبه، وصف الدكتور حسن الشافعي - مستشار شيخ الأزهر، العريفي بأنه رجل اتصال من الدرجة الاولى وصاحب وجه منير يعرف قيمة الحب الذي لا يُشترى بالمال، قائلا: "العريفي عندما قدم إلى مصر لم يدخلها من المطار لكن دخلها من قلوب المصريين".
"العريفي" في كلمات دافئة وجهها لقلوب أهل مصر، قال إن "أهل مصر هم أهل العلم والتاريخ وحلقات العلم والدعوة والجهاد، وغاية العز أن أجلس في هذا المكان، في مسجد عمره أكثر من 1000 سنة، وغاية الشرف أن يجلس مثلي في أرض الكنانة مع أحفاد الأنبياء والصحابة".
ردود الأفعال أيضا اتجهت "للتحليل النفسي للخطاب" خاصة بعد خطبة صلاة الجمعة التي ألقاها العريفي في "جامع عمرو بن العاص"، و التي احتشد لها عدد كبير من المصلين، أثنى فيها على دور مصر على بلدان العالم الإسلامي و خدمة الدين و الثقافة الإسلامية، و هي ما دفعت الدكتور "أحمد عكاشة – استاذ الطب النفسي" لانتقاد المقدم من الإعلام المصري، و الذي أدى لإضعاف الروح المعنوية للجماهير بإبراز الجوانب السلبية فقط، و كيف "للحماسة" أن تشعل روح الجماهير و ترد الثقة فيهم تجاه مصر.
"الأزهر الشريف" .. الجامع و الجامعة الإسلامية الكبرى، تحدث عنه الضيف "العريفي"، و تناول سيرة عدد من علماءه مثل: الشيخ عبدالرازق عفيفي، ومناع الأخضر الذي كان مستشارًا للملك فيصل، ومحمد خليل المراسي، أول مدير جامعة سعودية، وأكد أنه "لا يوجد عالم في أي بلد إسلامي، إلا وللأزهر، مسجد وجامعة فضل عليه".
الأزهر الذي احتضن الداعية الإسلامي القادم ضيفا على أرض مصر، نبذ خلافا امتد لسنوات بين "الثبات على أصول السلف الصالح" و تطبيقه كما يفعل أهل "السلفية"، و بين "مرونة الإسلام و تماشيه مع روح العصر"، كما تفعل "مدرسة الأزهر الشريف" منذ عقود.. ليجتمع الكل في "حب مصر و أهلها".
فيديو قد يعجبك: