بالصور ..معرض بالتحرير يُنادى بالعودة لـ''مصر الأبيض والأسود'' ونبذ ''الوهابية ''

كتبت- آية رمزي:

جاء من ألمانيا إلى وطنه، مصر، بعد عشرين سنة ''غُربة'' ليتجوّل بين المكاتب القديمة والمراكز الثقافية ويجمع صور عن مصر القديمة من بينها ميادين شهيرة و رموز فنية وثقافية ودينية،  ويأتى بها إلى ميدان التحرير، وعلى جدرانه يعرضها بجانب صور شيوخ الفضائيات الذى يصفهم بـ '' مصر المُظلمة'' التى جاءت بعد نور مصر '' الأبيض والأسود''.

هذا هو مصطفى الهادي، الشاب المصري الذي تحدث إلى ''مصراوي'' موضحًا فكرته من معرضه قائلًا '' أنا عايش منذ 20 عام في ألمانيا، وكلما عُدت إلى مصر وجدت المجتمع المصري أكثر انحدارًا، ورأيته فاقدًا لثقافته أكثر، ومكتسباً عادات وتقاليد دخيلة لم تكن من الدين أو من أصول المجتمع''.

ويتابع الهادي'' المشكلة  بدأت منذ ذهب المصريين إلى السعودية بعلمهم، وتركوه هناك وعادوا بعادات وتقاليد غريبة على المجتمع المصرى، منها الفكر الوهابي''.

وأوضح، الهادي أيضاً، أنه ضد ''أمركة'' المجتمع المصري'' وأنه مع عودة المجتمع إلى ثقافته التي تشبهه هو فقط، والتي حصرها في فترة مصر '' الأبيض والأسود''.

ويعرض ''الهادى '' صورًا لأمراء وأميرات من الأسرة الحاكمة للسعودية، مُوضحًا مغزاه من هذه الصور قائلاً ''هذه الصور تدل على الازدواجية التي تتفشى في الأسرة الحاكمة السعودية، فهم يصدّرون شيوخهم الوهابيين إلى مصر لتأمر المرأة بالجلوس في المنزل، لتربي الأطفال، ويعيشون هم حياة رغدة، ومنفلتة أحياناً''.

وأبدى مصطفى استياءه من استيراد ثقافة السعودية أو الولايات المتحدة الأمريكية قائلاً '' كيف نستورد من بلاد أقل منّا تاريخاً''، فمصر تاريخها يمتد إلى 6000 عام، بينما أمريكا تاريخها 4000 عام، والسعودية لا تتعدى تاريخها 2000 عام.

ولم يكتف '' الهادى'' بذلك  المعرض فقط، ولكنه أقام مشروعا ثقافيا مُصغّر يتمثل فى وضعه لـ'' مكتبة '' عامرة بالكُتب المختلفة على إحدى أرصفة ميدان التحرير، مقدماً ما بها للاستعارة الحُرّة الغير مراقبة، كما يوجد فى دول اوروبية، على حد قوله.

وأكد أنه لا يخشى من استعارة الكُتب بلاعودة '' مراهناً  على '' ضمير الشعب المصرى''.

إلى جانب كل ذلك وضع ''الهادى كُتب عن التاريخ المصرى القديم، ليتصفحها المارة بالميدان، ويتعرفوا على تاريخ بلادهم '' الثقافى، والسياسى''.

وفى النهاية يرفض ''الهادى'' أن يُفصح عن الثمن الذى دفعه مقابل بحثه لجمع كل هذه الصور النادرة، واللوحات المُصوّرة، قائلاً أنه يهدف إلى أن يُذكّر المجتمع فقط بأصوله، وأن يُدافع عن الهوية المصرية، دون مقابل.