للعالم في التعليم مذاهب.. تركيا ''آي باد'' و''صحافة'' ومصر ''ضرب'' و''اعتصام'' !
كتبت - دعاء الفولي:
أيقظتها والدتها من النوم صباحا، لم تريدها أن تتأخر عن موعدها الهام؛ عند استيقاظها تذكرت أن هذا اليوم هو الأهم حتى الآن، وأنها ستقابل أخيرا أحد أمثالها العليا في الحياة، لابد أن صديقاتها في المدرسة كانوا يحسدونها بشكل ما، متسائلين عن كيفية وصولها له، وكيفية إجراء الحديث معه وكيف سيكون شكل الحوار.
استعدت ''هالة طوانا هانجرقيران''، الطفلة التركية البالغة من العمر ثماني سنوات لكي تجري الحديث مع رئيس الوزراء التركي ''رجب طيب أردوغان''، غير عابئة بما قد يؤدي إليه الأمر في النهاية، طالما أنها ستنجز فرضها المدرسي وتقابل رئيس الوزراء.
حديث '' أردوغان'' مع الطفلة ''هالة'' كان مثمراً؛ فقد أجابها على عدة أسئلة طرحتها عليه، أسئلة عامة حول رئاسة الوزارة وحول '' أردوغان'' شخصياً إلا أنه استطاع التعامل مع برائتها وأجابها في الحالتين.
في مكان آخر بعيد عن تركيا؛ حيث محافظة الإسكندرية في مصر؛ كان هو نائما أيضا، عندما جاءت والدته لتوقظه ليذهب للمدرسة كالعادة، لكنه لم يهتم بالنهوض، ولم يعبأ بالمدرسة أو المدرسين.
كانت له أسبابه المقنعة من وجهة نظره؛ فهو لم يقم بعمل الواجب هذا اليوم، وعليه فإن العقاب سيكون في صورة مهينة كالعادة، إما الضرب أو السب أو أن تجعله المدرسة يمسح حذائها بطريقة مهينة لئلا يعود لمثل ذلك مرة أخرى، أو قد يجلده الأستاذ في فناء المدرسة كما حدث مع الطالب ''على حسن'' بالمدرسة النوبارية الثانوية بمحافظة البحيرة بسبب تأخره عن طابور المدرسة.
كان هذا اليوم مختلفا بالنسبة له ولزملائه، اليوم سيتم توزيع جهاز ''الآي باد'' على طلبة المدارس في ''تركيا''؛ حيث سيتم توزيع ما يقرب من 15 مليون جهاز مجانا على الطلاب، سعادته جاءت من شعوره أنه سينتقل أخيرا من التعليم الكتابي، لمرحلة أعلى وأكثر تطوراً وأكثر مساعدة له على الفهم والاستيعاب.
إذ أن المشروع الذي أطلقة ''أردوغان'' ويسمى مشروع ''الفاتح'' تيمناً بالقائد ''محمد الفاتح''، يقتضي أن يتم توزيع تلك الأجهزة على الطلبة الأتراك في المدارس ليستعيضوا بها عن الكتب، وأن يتم توزيع مليون جهاز ''آي باد'' آخر على المدرسين ليسهل عليهم عملية تلقين الطلبة العلم.
أما في محافظة المنوفية بمصر هذه المرة؛ وقفوا جميعا صفاً واحداً أمام المدرسة، كانوا قد طفح بهم الكيل مما يحدث داخل مدرستهم المسماة ''شبراباص''، كل ما كانوا يريدونه هو تعليم أفضل ومعاملة آدمية.
لم يكن الطلاب الذين وصل عددهم ثلاثمائة أو يزيد الذين رفعوا اللافتات أمام المدرسة يريدون فقط المعاملة الحسنة، بل أرادوا أيضا أن يشرح لهم المدرسين الدروس شروحاً مستفيضة وألا يتم توجيه أسئلة لهم دون شرح وافي يغنيهم عن المصاريف الضخمة للدروس الخصوصية، كما طالبوا بعدم سبهم بألفاظ نابية أو ضربهم من قبل المدرسين والمدرسات.
فيديو قد يعجبك: