''تاكل كارع تضرب شارع''.. مرحبا بك في ''مسمط'' أرض اللواء
كتبت - شيماء الليثي:
''سنج .. مطاوي.. خرطوش.. خناقات''.. هكذا يصف أهالي شارع ''جمال عبد الناصر'' بأرض اللواء حال منطقتهم بعد مرور عامين على الثورة؛ إذ لم يعد يمر أسبوع كامل به دون أن تحدث به مشاجرة لا تخلو من تلك الأسلحة البيضاء - حسبما روى أهالي المنطقة - إلى أن أصبح ذلك أمراً طبيعيا لا يحتاج مجهود لملاحظته.
بمجرد وجودك بالشارع القابع بمحافظة الجيزة ربما من السهل أيضا ملاحظة ذلك ''المسمط '' الجديد الذى لا يحمل اسما، ولكنه فقط يرفع لافتة كبيرة كٌتب عليها '' تاكل كارع.. تضرب شارع ''، ولم تكن تلك اللافتة سوى ''من وحى الشارع'' - على حد قول - ''أحمد'' صاحب المسمط .
''الضرب والخناقات هنا بقى شئ عادى، بقى صعب الواحد يفرق بين بلطجي وشخص عادى، أغلب الناس بقت بتشيل مطاوى''.. قالها الشاب العشرينى واصفا حال الناس بهذا الشارع، أما فيما يتعلق بـ ''أكل العيش'' فقال '' الكوارع بتدى للجسم طاقة، والناس هنا بتضرب فى بعض ليل نهار ومحتاجين حاجة تقويهم''.. هذا ما يعتقده تعليلا لما كتبه على لافتة مسمطه، منذ أن علم أنها تحمل الشعار الأفضل الذى يجلب له الدعاية المناسبة فى مثل هذا الشارع .
وعن سكان الشارع؛ فلم يكن غريبا عليهم أن يستخدم أحدهم شعار كهذا بعد أن أصبح شارعهم ساحة ضرب متكررة؛ فهذه ''أم كريم'' - بائعة خضروات بالشارع - والتي تضررت كثيرا مما يحدث به إذ تقول باستياء وأسى مسترجعة إحدى ''الخناقات''، لتقول: ''كسرولى الفرشة كذا مرة وبهدلوا الخضار'' .
لكنها سرعان ما تضيف بأنها تعودت على ذلك الوضع مثلها مثل الكثيرين بالشارع الذين يظنون أنهم '' مش بإيدينا حاجة نعملها، فى كل خناقة لازم حد يتعوّر، واحنا لازم نتأقلم عشان ما حدش يأذينا أكتر من كده'' .
أما ''عم محمد'' - صاحب محل السمك المقابل لمسمط ''أحمد'' - فكان تفسيره لما يجرى بمنطقته هو ''الجدعنة فى الحارات ما بقتش زي الأول والناس بقت فهماها غلط، الضرب بقى أسهل حاجة'' .
وعن لافتة '' تاكل كارع.. تضرب شارع'' لم يتعجب الرجل المسن منها بل كانت من دواعى ابتسامته؛ إذ قال ساخرا ''على حسب المنطقة ما هي ماشية، هنعمل إيه ؟ بنعوم على عومها عشان لقمة العيش''.
فيديو قد يعجبك: