''نظيم'' و''عابدين''.. مشوار كفاح على ''كوبري عزبة عقل''
كتبت - رنا الجميلي وإشراق أحمد:
في حقيقته نفق وعلى ألسنة عابريه ''كوبري''، أما هدفه لا يختلف عن غيره في الربط بين جهتين؛ امتدت أمتاره تحت الأرض مشكلةً معالمه التي يكسوها الإسمنت والطوب الأحمر، ولم تكن أمنية عابريه أكثر من انتشال مسن أو طفل أو عاجز، وحفظ غيرهم من قضبان السكة الحديد المستوية فوق أرض النفق.
''كوبري عزبة عقل'' في مدينة المنصورة بالنسبة لأهالي المنطقة هو مصدر تعب أكثر منه راحة، خاصة في تلك الأيام التي تضربها الأمطار الغزيرة وموجة الطقس السيئ؛ حيث تتحول معظم شوارع ''المنصورة'' إلى برك ومستنقعات من المياه، ويصبح النفق بيئة صالحة لتراكم المياه بداخله، خاصة مع ما به من مشاكل في صرف المياه منه.
فضلاً عن التهالك الذي يمكنك أن تراه في أركانه ونوره الخافت، ودرجات سلمه العالية التي تدفع كبار السن والأطفال في كثير من الأحيان إلى اتخاذ طريق '' المزلقان'' بدلاً من النفق .
''نظيم إبراهيم'' - أحد سكان المنطقة - ويعاني من ''النفق'' بسبب المياه التي غمرته ''الكوبري كان مليان الصبح على آخره، والناس راحت اشتكت في حي شرق فطلبوا الراجل اللي جه وصفاه مؤقتاً''.
وعبر الرجل الخمسيني عن استيائه من عمليات إصلاح الكوبري '' كانوا بيصلحوا فيه؛ حتى أنهم عملوا درجات السلم اللي المفروض العيل يطلع عليها الكبير ما يقدرش يطلع عليها لأنهم عملوا سلم جديد أي واحد يطلع فوقه ممكن يوقع، بين الدرجة والتانية نص متر''.
ولا يلقي ''إبراهيم'' بالاً لنفسه فقط بل أيضاً للأطفال التي تمر من هذا النفق المتهالك صيفاً والذي تغمره المياه شتاءاً ''إزاي حتى الأطفال وهى رايحة تركب أتوبيس من الناحية التانية؛ يعدوا منين ما فيش بديل لهم غير السكة الحديد فوق، ولازم يرجعوا ينطوا من على السور!''.
أما ''عابدين شرف'' - أحد سكان المنطقة - وبلغ من الكبر عتياً؛ حيث ويرهقه كوبري ''عزبة عقل'' كلما أراد المرور '' ما بعرفش أمشي ولا أطلع ولا أنزل من كوبري عزبة عقل اللي عملوه ده''.
ولا سبيل أمام ''شرف'' إلا انتظار مساعدة أحدهم حتى يأخذ بيده لأنهم '' علوا السلالم وخلوها مش تمام''، وإذا لم يجد فالحائط المتهالك سبيله، بعدي بمسك في الحيط وأنا ماشي''، وفي الشتاء وصف الحال بصوت أشبه بدعوة الحذر ''في الشتا الميه بتنزل وسايبين البير مفتوح أي واحد ممكن يطب فيه على طول''.
''معرفش عملوا فيه إيه علوه''.. قالها ''شرف'' الرجل الثمانيني ضارباً كفاً بكف، وعلى وجهه علامات اليأس يخالطها نظرة ترجي للمسئولين بمحافظة الدقهلية لحل مشكلة الكوبري الذي باب أزمة تؤرق سكان المنطقة.
فيديو قد يعجبك: