"محمد ورجب وبدر".. أطفال "المدبح" في انتظار "رزق العيد"
كتبت - يسرا سلامة:
تصوير - دعاء الفولي:
وسط بقع الدم وعدد من مختلف المواشي، لحوم هنا وأدوات "جزارة" هناك، كان رواد المكان يتأهبون لعيد الأضحى، وسط طقوس باتت متجددة كل عام، الذبائح في طريقها إلى "العنبر"، وأصناف اللحوم المختلفة الواردة للجزارين، وبائعى "الحلويات" يحيطون بالمكان من كل جانب.
"محمد وأحمد ورجب وبدر".. أطفال في عمر الزهور، لم يتعارفوا من قبل إلا عن طريق ساحة "مدبح المنيب" بالجيزة، يأتون مع أقاربهم الكبار العاملين في "المدبح" من مناطق شتى، يلتقون كل يوم ويبيتون أحيانًا معًا في ساحته عند زيادة العمل، يجمعهم "الرزق" الذي يبحثون عنه وسط أشلاء الأضحيات، لبيعها بثمن بخس، أو وسط أكوام اللحوم ونقلها.
"محمد".. لم يتجاوز عمره الخامسة عشر عامًا، يقف على عربة "تروسيكل"، المتواجد بداخلها أقمشة قطنية في انتظار أن تغطى "الدبيحة" في لحظة خروجها، ليبدأ عمله في تغطيتها ونقلها للجزار مقابل أجرة معلومة "على حسب وزن الدبيحة والمكان؛ فالنقل مثلاً إلى الحوامدية يحتاج 35 جنيه، بينما إلى بولاق الدكرور بـ50 جنيه"، يأتي "محمد" من مسكنه بمنطقة أبو النمرس بالجيزة إلى "المدبح" الذي يعمل به منذ حوالي عام.
"رجب" و "أحمد".. كلاهما في عمر الثالثة عشر، لكنهم يعملان في "المدبح" منذ نعومة أظافرهم؛ يأتون مع أقاربهم بحثًا عن الرزق "الشغل بيبتدي من ليلة الوقفة وطول أيام العيد".
أقمشة صغيرة رُبطت حول خصِرهما لتحميهما من دماء الذبائح، جروح بسيطة تركت آثارها على أيديهما الصغيرة من كثرة العمل "إحنا بنستعد أول يوم بنقف مع الجزارين فى ساحة المدبح، لو حد عايز يدبح بنروح معاه، وبنمسك الدبيحة من رجلها مع الجزارين الكبار وقت الدبح".
"بدر".. كان الأصغر سنًا والأكثر حركة داخل أروقة "المدبح"؛ فهو لم يتجاوز العاشرة، يجمع أرجل "الماعز"، بعد أن الانتهاء من "سلخ" الذبيحة، ليبيع تلك الأرجل خارج المدبح "أهو بحاول أساعد أبويه شوية".
لمتابعة أهم وأحدث الأخبار اشترك الآن في خدمة مصراوي للرسائل القصيرة واغتنم الفرصة واكسب 10000 جنيه أسبوعيا، للاشتراك .. اضغط هنا
فيديو قد يعجبك: