على مائدة العيد بغزة.. أكلات غائبة تظهر وأخرى تختفي
غزة – (الأناضول):
شعور بالفرح ملأ فؤاد الأم ''ختام مهنا''، وهي تغلف قطع اللحم الكثيرة، التي أتى بها زوجها إلى المنزل، بعد أن شارك إخوته الخمسة في أضحية العيد.
فأمام كمية اللحم هذه، التي حصلت عليها العائلة، لن تعجز ''ختام'' عن تلبية رغبات أبنائها في كل ما يطلبون من وجبات طعام لم تكنّ لتطهوها سابقًا؛ لعدم قدرتهم على شراء اللحم دومًا.
وقالت ''ختام'' 46 عامًا، لوكالة الأناضول: ''سأعد لأبنائي كل ما يرغبون به بشكل مستمر، فأضحية العيد تنعش أكلات غائبة نوعًا ما عن مائدتنا في باقي أيام السنة''.
وأضافت: ''في عيد الأضحى لتوفر اللحم، يزداد طهيي لبعض الأكلات، كالمشاوي بأنواعها، والكبّة، التي يحبها أبنائي كثيرًا، وهي عبارة عن برغل مطحون يحشى بقطع اللحم، وأجعله بيضاوي الشكل، ثم أقليه بالزيت''.
وتوضح ''ختام'' بأن بعض السيدات يقمّن بطحن البرغل واللحمة معًا، ثم تحشى أيضًا باللحم، وتقلى.
والكبّة أكلة شرقية تشتهر بها سوريا، ولبنان، والأردن، وفلسطين، تختلف في طريقة إعدادها قليلًا من دولة إلى أخرى؛ من حيث الطعم والشكل وطريقة التحضير.
وتتابع: ''سأعد لعائلتي في اليوم الثاني للعيد الكشكولة، وتتكون من اللحمة والخضار والبهارات وتوضع في آنية فخارية وتخبز في فرن خاصة بها''.
ولفتت إلى أن هذه الأكلة لا تكاد تغيب عن أي بيت غزّي، تمكّن أهله من تنفيذ أضحية العيد.
وتعبق شوارع وأزقة المدينة المحاصرة بشكل لافت، برائحة الشواء المنبعثة من البيوت الغزّية والمطاعم.
وقالت ''ختام'': ''وتعد الكوارع أكثر الأكلات شهرة ولا تكاد تظهر إلا في عيد الأضحى فقط، وهي تحتاج إلى جهد وأكثر من فرد ليتم تنظيفها وإعدادها''.
وأضافت: ''ومن أشهر المشاوي التي تعدّها الغزّييات الكباب، والكفتة''.
وأكثر ما يسعد الفتاة العشرينية ''نادية أشرف'' في صبيحة يوم العيد، هو إعداد والدتها ''للكبدة'' كعادة يمارسونها في العيد، وصنف أساسي على مائدة إفطارهم الصباحية، والذي يحل مكان طبق إفطار عيد الفطر ''الفسيخ'' المحبب إلى قلبها أيضًا.
ولن يكون ''الدجاج'' ضيفًا على مائدة ''نادية'' كما تتمنى دومًا، فلحم الأضحية يكفي لأكثر من شهرين لإعداد وجبات خالية من الدواجن، تستمتع في تناولها بدونه، ويقل إقبال الغزّيين عادة على شراء الدواجن بعد العيد.
وتقوم النساء الغزّيات بإعداد تلك الأكلات كعادات أساسية في عيد الأضحى وبعده، ويقلّ إعدادها في باقي أيام السنة.
وفي المقابل، تغيب عن مائدة أهالي المدينة المحاصرة بعضًا من الأكلات الشعبية التي يتميز بها عيد الفطر، كـ''السماقية''.
والسماقية أكلة فلسطينية قديمة متوارثة، وتعدّها العائلات الغزّية في مناسبات عديدة كعيد الفطر، والأفراح، وهي مكونة من ''السماق، والبصل والدقيق والسلق والحمص واللحم والثوم والليمون والكمون''.
كما تزيد أضحية العيد من العلاقات الاجتماعية لدى بعض العائلات، فستجتمع أسرة ''نادية'' في بيت جدتهم، بعد انتهاء العيد مباشرة لبدء تنظيف وطهي ''الكوارع''.
ورحلة شواء على العشب الأخضر سينطلق إليها أفراد عائلة ''ياسمين جمال''، في رابع أيام العيد.
وقالت صاحبة 20 ربيعًا لمراسلة الأناضول:'' الأضحية تزيد من العلاقات الاجتماعية مع عائلاتي، فنحن ننظم رحلات شواء بشكل متكرر إلى أرضنا في العيد وبعده''.
وتسعد الفتاة العشرينية بتلك الاجتماعات التي تنظمها عائلتها، لالتقاء جميع أفراد الأسرة معًا.
وتنشط حركة العمل في مطاعم قطاع غزة، فاعتاد الكثير من الغزّيين على إرسال كميات اللحم التي يرغبون في شوائها للمطاعم، ليعدّونها لهم.
لمتابعة أهم وأحدث الأخبار اشترك الآن في خدمة مصراوي للرسائل القصيرة واغتنم الفرصة واكسب 10000 جنيه أسبوعيا، للاشتراك… اضغط هنا
فيديو قد يعجبك: