زيارة ''القبور''.. عاداتُ ''بعض الغزيين'' في العيد
غزة – (الأناضول):
خمسُ سنوات مضت ولا زالت الحاجة ''أم عبد الله'' (56 عاماً) تلازمها عادة زيارة قبر ''زوجها'' في كل مناسبة دينية تمر عليها سيما ''الأعياد''، مستذكرةً بتلك الزيارة اللحظات التي كان يقضيها ''الفقيد'' معهم في الأعياد بمشاركة الأبناء.
فبعد صلاة العيد مباشرة، تخرج ''أم عبد الله''، التي فضلت عدم ذكر اسمها الحقيقي، بمرافقة بناتها من المسجد القريب من منزلها متوجهةً نحو ''المقبرة''، فما إن تصل قبر زوجها حتّى تلقي السلام عليه، وتضع بعض الزهور البيضاء على قبره، كما تحرصُ على ترتيبه وتنظيفه من أي شيء موجود بالقرب منه.
ورغم إدراج علماء مسلمين لعادة ''زيارة القبور'' ضمن قائمة ''البدعة المكروهة''، إلا أن أم عبد الله كغيرها من الفلسطينيين الذين اعتادوا على زيارة قبور فقدائهم في الأعياد.
ويحرص المئات من الفلسطينيين في قطاع غزة والضفة الغربية، على زيارة المقابر طيلة أيام العيد، حيث تبدأ الزيارة من ساعات الصباح الباكر، وخصوصاً بعد صلاة العيد ''مباشرة''، حيث تتوجه الأمهات وبناتهن لقبور فقدائهم لقراءة القرآن الكريم عليها.
وتقول أم عبد الله لمراسلة ''الأناضول'' للأنباء إن ''زيارة القبور في الأعياد، تذّكرنا بفقيدنا، كما أنها تذكرنا بالآخرة، فأقوم بترتيب قبر زوجي وأنظفه، ومن ثم أقضي وقتاً طويلاً في قراءة القرآن والدعاء له''.
وبعد الانتهاء من زيارة أم عبد الله لقبر زوجها، توزّع حلوى غزية تعرف باسم ''الغُرَيْبَة'' عن روح ''مرحومها'' على نساء الحارة وأطفالها.
وتعتبر أم عبد الله زيارة القبور في الأعياد والمناسبات نوعاً من البرّ لفقيدها، قائلةً:'' لا يمكننا أن نمضي عيداً دون قراءة القرآن على قبره، فهذه عادة تأصلت فينا منذ القدم''.
أما الشابة دينا محمد (34) عاماً، فقد ذكرت أنها اعتادت زيارة قبر والدها في أول أيام العيد، مشيرةً إلى أنها تبدأ بقراءة القرآن منذ لحظة وصولها للقبر.
وتابعت:'' بعد الانتهاء من قراءة القرآن، أدفع صدقاتٍ للفقراء عن روح والدي، كما أوزع بعض الحلوى على الأطفال، كي أرسم على شفاههم بسمات وفرحة العيد''.
وتلتزم محمد بدفع الصدقات عن روح والدها في كل عيد، لأن الصدقات وحسب ما يقوله دعاة إسلاميين تكون ''نورا في قبره''، حسب قولها.
وأوضحت محمد أن شوقها لوالدها هو ما يدفعها لزيارة قبره في أيام العيد، كما أنها تشعر براحة عندما تقرأ لوالدها القرآن.
وبدوره، قال ماهر السوسي أستاذ الفقه المقارن بالجامعة الإسلامية بغزة :''لا يجوز زيارة المقابر في أيام العيد، لأن زيارة القبور في أيام مخصصة كالأعياد لا أصل لها في الإسلام''.
واعتبر عادة ''زيارة القبور'' من العادات الاجتماعية الخاطئة والموروثات القديمة في المجتمع الفلسطيني والمجتمعات العربية.
وأوضح السوسي أن الإسلام يرى ''أن العيد هو موسم خاص بالأحياء وليس بالأموات''، مشيراً إلى أن الأعياد تأتي كهدية للمسلمين بعد عباداتهم حيث يأتي عيد الأضحى بعد أداء فريضة ''الحج'' وعيد الفطر بعد صيام شهر رمضان.
ولفت السوسي إلى أن شعار العيد هو ''ابداء الفرحة والسرور والبهجة''، وزيارة القبور قد تمنع هذا الشعار.
لمتابعة أهم وأحدث الأخبار اشترك الآن في خدمة مصراوي للرسائل القصيرة واغتنم الفرصة واكسب 10000 جنيه أسبوعيا، للاشتراك اضغط هنا
فيديو قد يعجبك: