الصُحف على فرّشة ''ماهر''.. ''الفرقعة'' بيّاعة ووقاية من الشمس لـ''حسين''
-
عرض 4 صورة
-
عرض 4 صورة
-
عرض 4 صورة
-
عرض 4 صورة
كتبت - نوريهان سيف الدين:
بشارع قصر العيني بوسط القاهرة، افترش الطريق يبيع إصدارات اليوم من الصحف القومية والمستقلة وبعض الأجنبية والمجلات، يمر عليه البعض، يتجولون بأعينهم على أهم ''المانشتات'' الصحفية، بعضهم ينصرف وبعضهم تجذبه مقالة أو موضوع؛ فيمد يده ويخرج ''جنيه مصري'' هو متوسط سعر أغلب الجرائد اليومية.
ما بين أخر تطورات العمليات العسكرية للجيش في سيناء، وأخبار التحقيقات مع قيادات جماعة الإخوان المسلمين، ومشاورات لجنة الخمسين لتعديل الدستور، وأيضًا أنباء عن شن الأوضاع في سوريا، وأنباء أخرى عن التصدي للإرهاب في ربوع مصر، أو صورًا للفريق أول عبد الفتاح السيسي، وزير الدفاع والإنتاج الحربي، تتصدر عدد لا بأس به من أغلفة الجرائد والمجلات، من بين كل هذه المشاهد؛ تباينت ردود أفعال القراء ومشتري الصحف المصرية.
على إحدى الجرائد المعارضة، انحنى محمد الرفاعي، محاسب، ليشتري أحدها ويعرف الوجه الآخر مما يحدث في مصر، قال أن الصحافة قبل سقوط ''مبارك'' كانت تفرد تحقيقات وعناوين حقيقية يعجب بقراءتها، أما مؤخرًا أصبح ''التسخين'' هو سيد الموقف، و انصرفت الصحافة من مهمة كشف الحقائق إلى ''تصفية الحسابات''، ومساندة طرف على حساب طرف آخر، متنميًا أن تعرض الصحافة الرأي الأخر بحيادية وموضوعية.
بجواره جاءت سيدة خرجت لتوها من إحدى المصالح الحكومية المجاورة، وقفت تراقب خطط الحكومة للسيطرة على الأسعار، وماذا ستسفر عنه ''جلسة محاكمة القرن القادمة''، أو نهاية التحقيق مع الرئيس السابق مرسي وأعضاء جماعة الإخوان المسلمين، إلا أنها في النهاية قررت شراء ''ميكي جيب''، وعللت الأمر قائلة: ''مفيش حاجة تستاهل الواحد يضيع فيها جنيه، ما اللي بنبات فيه بنصبح فيه، والأخبار ناقص تنزل من الحنفية مش بس التليفزيون والراديو والنت ورسايل المحمول، أديني بشتري مجلة عشان ولادي بيحبوها، وفي نفس الوقت أنا نفسي أفصل من جو السياسة شوية''.
وجوه كثيرة يتابعها ''ماهر'' القادم من القليوبية للعمل في القاهرة، لأكثر من 15 عامًا أمام ''فرشة الجرايد''؛ يطالع الوجوه قبل أن يطالع ''مانشتات'' الصحف والمجلات ''بقيت أعرف مين جاي يشتري، ومن تقليبه للجرنال أو المجلة أعرف تقريبًا رأيه رايح في أي اتجاه''.
للوهلة الأولى تظن أنه ''صحفي'' أو ''باحث في الشأن السياسي والاجتماعي''، إلا أن رأي ''ماهر'' في السياسة تكوّن خلال سنوات بيعه للجرائد والمجلات، وجلوسه في شارع قصر العيني بالقرب من مقار الصحف الكبرى والوزارات ومجلس الشعب جعله يلم بجزء ليس بقليل من مجريات الأمور في البلاد ''الناس دلوقت فريقين مؤيد ومعارض وكل واحد متمسك برأيه، الناس بتيجي تشتري الجرايد حاليا على استحياء، بعد ما كلها صبت في مصلحة الجيش والفريق السيسي''.
''اللي بيبيع دلوقتي هي الفرقعة''.. قالها ''ماهر'' لوصف حالة البيع ورواج الصحف، مضيفًا:''الصحافة دلوقتي أصبحت أكل عيش، يعني مثلا تلاقي كل الصحفيين كاتبين خبير استراتيجي ومصدر هام، ومحدش عارف مين بيتكلم بالظبط، وده مكنش بيحصل زمان مع الصحافة المحترمة والتحقيقات اللي كانت تعمل شنة ورنة في البلد، أما بالنسبة للخبير ده فليه ميروحش يدي خبرته في الأمن و يشتغل ويطهر سينا، بدل ماهو قاعد يتكلم للجرايد وبس!''، على حد قول بائع الجرائد.
حالة الصراع والتنافس بين الصحف والفضائيات فسرها المتواجدين حول الجرائد بأن ''كل قناة جايبة رئيس تحرير جرنال يتكلم فيها''، ولخصها البائع قائلاً: ''الفضائيات بتعتمد على برنامج أو اتنين، وجايبة رئيس تحرير جرنال كبير يحكي للناس بالليل اللي هيصبح الصبح ينشره في الجورنال، طب الناس تروح بأه وتشتري ليه طالما عرفت كل حاجة بالريموت في بيتها !''.
أما الحاج ''حسين'' الذي جلس يستريح في الظل، قال أنه يواظب على شراء صحيفة أو اثنتين يوميًا منذ سنوات طويلة، معلقًا أن حاليا الصحافة ''قليل أما بتنشر حاجة تهز البلد''، إلا أنه خرج عن المألوف والمتوقع من فائدة الجرائد بالنسبة له ''أهو بتغطى بيها من الشمس وأنا رايح الشغل وبعرف منها مواعيد الصلاة وبلعب ''سودوكو'' وأنا مروح في المواصلات، بحاول استفيد من تمنها قبل ما المدام تستفيد منها في تنظيف البيت''، حسب قوله.
لمتابعة أهم وأحدث الأخبار اشترك الآن في خدمة مصراوي للرسائل القصيرة.. للاشتراك ...اضغط هنا
فيديو قد يعجبك: