لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

25 يناير.. ''ألف ليلة وليلة'' على الثورة المصرية

08:53 م الأربعاء 23 أكتوبر 2013

كتبت - نوريهان سيف الدين:

على هتاف ''عيش حرية عدالة اجتماعية''، ومن قلب ''ميدان التحرير'' اشتعلت ثورة الشعب، وعلى خطى ''ثورة الياسمين'' خرجت الجماهير تغني سيمفونية ''ارحل''، لتنهي ثلاثة عقود من الانفراد بالسلطة، واشتداد الصورة ظلامًا وظلمًا، وبوادر توريث للحكم باتت لا تخفى على أحد، وقبضة أمنية باطشة لا تعرف سوى سياسة ''الحديد والنار'' في وجه من يعترضها.

أتمت ''ثورة 25 يناير''، الثلاثاء الماضي، يومها الواحد بعد الألف، بين زخم سياسي وتعاقب للأحداث، وتكسير لكثير من ''التابوهات'' المحرمة لدى الشعب المصري بعدم الخوض في السياسة و''المشي جنب الحيط''، أحداث كثيرة شهدتها مصر في هذه الليالي الألف، نستعرض أبرزها في نقاط سريعة.

كلنا خالد سعيد.. ثورة ''فيس بوك''

بعد مقتل الشاب السكندري ''خالد سعيد'' في يونيو 2010، دشن مجموعة من الشباب صفحة على موقع ''فيس بوك'' تنادي بالتصدي لممارسات الداخلية وبطشها دون رادع، ونجحت الصفحة في ضم ما يزيد عن 100 ألف مشترك في أيام قليلة، وجهت ''كلنا خالد سعيد'' دعوتها للتظاهر في ميدان التحرير يوم 25 يناير 2011، بعد (10 أيام فقط) من سقوط ''بن علي''، ونجاح ثورة ''الياسمين''، فيما يعرف بـ''موجة ثورات الربيع العربي''.

التحرير وكنتاكي.. و''جمعة الغضب''

اضطراب أصاب إعلام النظام القديم، وتكذيب وعدم تصديق أن تستطيع ''ثمة تظاهرات'' زعزعة عرش الدولة العميقة، وبالفعل تحركت عربات الأمن المركزي لتطويق الميدان مع انطلاق المظاهرات، وبحلول الـ10 مساءً كانت كاميرات الفضائيات العربية و الأجنبية تنقل محاولات الأمن تفريق المتظاهرين بـ''الهراوات والمطاطي والمياه''، والرصاص الحي أيضًا، كما قال البعض آنذاك.

''التمويل من كنتاكي'' كان أبرز مهاجمة للمشاركين بالثورة، وخرجت أصوات تنادي بضرورة التخلص من هؤلاء ''الخونة المندسين''، وتلاها ''خطابات مبارك'' و''متلازمة ستوكهورم''، ولكن ''جمعة الغضب'' ونزول الجيش وفرض ''حظر التجوال'' سرّع من وتيرة الأحداث.

رحيل ''مبارك'' وتحية ''الفنجري'' للشهداء

زلزلت هتافات التكبير وزغاريد الفرحة ميدان التحرير وميادين مصر، عقب إذاعة بيان ''اللواء عمر سليمان'' بتخلي ''مبارك'' عن منصبه، وتولي المجلس الأعلى للقوات المسلحة أمور البلاد، وتلاه ظهور اللواء ''محسن الفنجري''، موجهًا التحية العسكرية لأرواح الشهداء، ومؤكدًا على انحياز الجيش لرغبة الشعب.

19 مارس.. ''نعم و لا'' و''غزوة الصناديق''

تعطل العمل بدستور 1971 المعدل، وعرضت مجموعة من المواد، تمهيدًا للاستفتاء على تعديل الدستور أو إلغائه واستبداله بـ''دستور الثورة''، إلا أن الشحن السياسي والإعلامي في استقطاب الأصوات كان ثمة تلك الخطوة، وأبرزها كان باستخدام استمالة ''الدين وهوية الدولة''، وخرج الاستفتاء يوافق ''تعديل الدستور'' وليس إلغائه، فيما عرف بـ''غزوة الصناديق''.

القبض على الوزراء.. وتأسيس أول حزب إسلامي

عاقب الثورة دعوة من الجيش لوقف التظاهر وفتحت المدارس والجامعات من جديد، وخُفّض ''حظر التجول'' تدريجيًا، وفي خلال تلك الأحداث كانت الاعتقالات لا تتوقف لتحصد وزراء ''نظام مبارك''، ورجال الأعمال تمهيدًا لمحاكمتهم بحق عقود الاستئثار بالسلطة، واستغلال النفوذ وإهدار المال العام، وفي هذه الأثناء؛ غادر ''مبارك'' إلى شرم الشيخ برفقة أسرته، رافضًا دعوة المملكة السعودية استضافته لأداء العمرة لتخفيف الأوضاع في مصر، تلى ذلك أيضا تأسيس ''حزب الوسط الإسلامي'' كأول حزب سياسي يستمد منهج الشريعة الإسلامية في العمل السياسي.

الهجوم الأول على ''التحرير''

26 فبراير 2011 كانت المرة الأولى التي يفض فيها اعتصام بميدان التحرير بالقوة عقب نجاح الثورة، لكنها لم تكن المرة الأخيرة في سلسلة المواجهات الدامية، ومحاولات الأمن والجيش والشرطة العسكرية لفض مجموعة من الاعتصامات خلال عامين من الثورة، لعل أبرزها كانت أحداث ''محمد محمود ومجلس الوزراء وسيمون بوليفار'' و''ماسبيرو'' بالقرب منها.

''عصام شرف'' و''الجنزوري'' والأزمات

جاء المهندس ''عصام شرف'' محمولاً على الأعناق في ميدان التحرير كأول رئيس للوزراء بعد نجاح الثورة، وخلفًا لاستقالة وزارة ''نظيف''، لكن الأزمات المتتالية وصمت ''شرف'' عن مواجهتها بحسم أدى به للاستقالة، وتكليف الدكتور ''الجنزوري'' بتشكيل الوزارة، لتواجهه أزمات أبرزها ''قرض صندوق النقد''.

البرلمان.. والإسلاميين.. و''الشعب مش فاهم !''

أجريت انتخابات البرلمان وسط حشد كبير، ومرشحين أكثر أغلبهم من حزبي ''الحرية والعدالة'' و''النور'' ذوي التوجه اليميني الإسلامي، وأيضًا قوائم أحزاب الوسط والثورة والأحزاب الليبرالية، وجاءت النتائج بفوز ''الإسلاميين'' بثلثي مقاعد البرلمان، و انتخاب الدكتور ''سعد الكتاتني'' رئيسًا للمجلس، الذي ما لبث أن صدر حكمًا ببطلان نتيجة ثلث الانتخابات فيه وتوقفه.

''محاكمة القرن''.. و''الديب'' سيد الموقف

''لمن الملك اليوم''.. كان لسان حال المصريين عند رؤية ''مبارك ونجليه وحبيب العادلي'' داخل قفص الاتهام، أثناء محاكمتهم في قضايا قتل المتظاهرين وعدة قضايا أخرى، وسلسلة من الجلسات انتهت بالحكم على مبارك والعادلي بالسجن المؤبد، وبراءة جمال وعلاء مبارك، وما لبثت المحاكمة أن استأنفت من جديد مع دائرة أخرى، وبنفس هيئة الدفاع عن ''مبارك والعادلي'' يترأسهم ''فريد الديب''.

''شفيق'' و''مرسي'' و''المجلس العسكري''

مماطلة المجلس العسكري في تسليم البلاد لسلطة منتخبة، أدت لوقوع كثير من الأحداث والمواجهات، لكنها وافقت على مضض على الالتزام بإجراء انتخابات رئاسية بحلول صيف 2012، وخاض 15 مرشحًا انتخابات المرحلة الأولى، ليتبقى المرشح ''الفريق شفيق'' والرئيس السابق لحزب الحرية والعدالة ''المهندس محمد مرسي''، ليخوضا المرحلة الثانية من الانتخابات، ويفوز ''مرسي'' و يصبح أول رئيس منتخب في الجمهورية المصرية الثانية.

''قلادة النيل''.. بداية الانتقادات

محاولة هادئة لإعفاء قادة المجلس العسكري من مناصبهم دون توريط البلاد في مواجهات، استغلها ''مرسي'' عقب حادث إطلاق النار على ''جنود رفح'' في رمضان قبل الماضي، بإقالة المجلس ورئيسه ''المشير طنطاوي''، تلاها تكريمهم بمنحه واللواء الرويني ''قلادة النيل''، لكن هذه الخطوة أعقبتها احتجاجات وانتقادات لوعد قطعه ''مرسي'' بمحاسبة المجلس العسكري عن ضحايا الفترة الانتقالية.

''الأخونة'' و''تمرد''.. بداية الثورة الثانية

اعتماد الرئيس ''مرسي'' على ''حكومة هشام قنديل''، وظهور بعض الوجوه ذات الانتماء لجماعة الإخوان المسلمين، فضلاً عن وضع دستور 2012 كدستور للثورة مع اعتراضات ''نخبة ليبرالية'' عليه، ووصفه بالاهتراء وطمس هوية الدولة.. كل هذه المدخلات أدت لظهور ما عرف بـ ''حركة تمرد''، لتجمع عدد من توقيعات المواطنين والمشاهير لإقالة ''مرسي عن منصبه''، و تحديد ''30 يونيو- ذكرى حلف مرسي لليمين''، موعدًا للتظاهر ورحيل ''مرسي والإخوان''.

3 يوليو.. ''العزل'' باتفاق ''عسكري ديني ليبرالي''

''48 ساعة مهلة'' مهلة أعطتها القوات المسلحة للاتفاق على حل بين ''الإصرار على الرحيل'' من جانب المعارضة، و''التمسك بالشرعية'' من جانب ''مرسي'' ومؤيديه، انتهت بظهور وزير الدفاع والقائد العام للقوات المسلحة ''الفريق السيسي''، ليعلن عزل ''مرسي''، ووقف العمل بالدستور، وتولية رئيس المحكمة الدستورية رئاسة البلاد، كخطوة لانحياز القوات المسلحة لرغبات الجماهير.

نزول الجماهير للتظاهر، ما بين مرحب برحيل ''مرسي''، وبين مؤكدين على شرعيته الرئاسية والثورية، ثم اعتصام المؤيدين في ''رابعة العدوية والنهضة''، لم يمنع الأمن من تدخلهم وتنفيذ وعيدهم بفض الاعتصام، بعد مهلة أعطوها لهم للخروج دون أذى، وهي الأحداث الدامية التي وقعت في 14 أغسطس الماضي، وقبلها ''أحداث الحرس الجمهوري''، ومعها عادت ''الثورة'' لمربع في المنتصف بين ''الصفر'' والتحرك من جديد، وبين ''التصحيح'' واستكمال المسير، بعيدًا عن ''ميدان التحرير'' المغلق لاعتبارات أمنية.

 

لمتابعة أهم وأحدث الأخبار اشترك الآن في خدمة مصراوي للرسائل القصيرة واغتنم الفرصة واكسب 10000 جنيه أسبوعيا، للاشتراك اضغط هنا

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان