لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

''عاشور''.. غرق المنزل ورحل الأب و''الـ2000 جنيه يجيبوا إيه؟''

10:22 م الثلاثاء 29 أكتوبر 2013

كتبت - يسرا سلامة:

لم يبقِ تدفق مياه المصرف الذي حدث في عزبة ''الجمّال'' بمركز الصف على بيت ''عاشور'' سوى المزيد من الكتل الطينية؛ فجرفت المياه كل محتويات بيته، أول أيام عيد الأضحى المنصرف، ليزيد القدر من أحزانه برحيل أبيه عن الحياة بعد أيام قليلة من ''الغرق''.

''عاشور عبد المقصود عبد الرازق''، شاب عشريني، يعمل '' شيّال طوب''، كالكثير من مهنة شباب المنطقة الفقيرة بمركز الصف، منذ أن وقعت الكارثة يعيش هو وابن عمه ''محمود'' لدى جيرانهم، يتحملونهم إلى أن تجف المياه بمنزلهم، الذي لم يبق منه سوى مجموعة جدران.

''كنا قاعدين في أمان الله، لقينا المياه داخلة علينا، ومعرفناش نلم حاجة بعدها''.. كلمات ذكرها ''عاشور'' عن يوم ارتفاع منسوب الترعة الواقعة بجانب منازلهم، لكي تأتى على منازل أهالي القرية، بعد أن فعل بها الفقر وضيق الحال ما يكفي، ليبقى بيت ''عاشور'' خاوي على عرشه.

منزل ''عاشور'' تعرض للغرق خمس مرات، والسبب ذلك الجسر العتيق الذي لم يعد يكفي لسد ارتفاع منسوب الصرف، ليترك المنازل، وقد أكلتها المياه وسط أكوام من الطين، لكن هذا العام اختلف في أموال التعويض التي منحتها الحكومة لكل أسرة متضررة من غرق المنازل، لكنها كانت لـ''عاشور'' ولغيره لا تكفي لسد رمق ما أفسدته مياه الترعة وغرق البيوت.

''هما الـ2000 جنيه هتجيب حق تنشيف الأرض والرملة، ولا العفش اللى باظ، ولا الحاجة اللي اتحرقت، ولا إيه.. ولا إيه..؟!''.. أسئلة بلا إجابات تدور في ذهن ''عاشور'' وابن عمه وأشقائه الستة، بعد أن قضت مياه الغرق على منزلهم.

ساعات قضتها قوات من الجيش الميداني في شفط المياه وأكوام الطين من المكان، لكنها تركت مجموعة من المنازل في عزبة '' الجمّال''، لآنها ليست تابعة للحكومة أو تعطل الطرق لأنها، وفقاً لرواية ''عاشور'' وأسرته، فتركت القوات بعض المنازل وسط المياه أو أكوام الطين لحين ''فرج الله''.

أكوام من الطين والمياه ذات رائحة كريهة تحيط بمنزل ''عاشور'' وعائلته؛ زيارات لمسئولين عقب الواقعة من وزير التضامن والمحافظ لمتابعة الأوضاع، لكن إلى الآن لا يوجد حل حقيقي لأزمة ''عاشور'' وجيرانه، وسط الطين الذي يملأ منازلهم.

غرفة واحدة مغطاة بالخوص من كامل بيت ''عاشور''، هي كل ما تأويه حاليًا، وأخرى بها منافع المنزل دون سقف، وسط أكوام من الطين، في مقابل ألفي جنيه تركتهم الدولة لسد حاجة كل أسرة.

وعود سمعوها على الشاشات بمساعدات مالية من دول عربية مثل السعودية، وإنها سترسل مليون ''ريال'' لإعادة إعمار مركز الصف، لكن لم تؤثر على رأي الشاب العشريني ''إحنا سمعنا كل الوعود دي ع التليفون بعد ما البيوت غرقت، لكن ما شفناش أي حاجة''.

 

لمتابعة أهم وأحدث الأخبار اشترك الآن في خدمة مصراوي للرسائل القصيرة.. للاشتراك ...اضغط هنا

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان