"فرحانة".. حملت الموت للإسرائيليين في "ديل الجلابية"
-
عرض 7 صورة
-
عرض 7 صورة
-
عرض 7 صورة
-
عرض 7 صورة
-
عرض 7 صورة
-
عرض 7 صورة
-
عرض 7 صورة
كتبت - نوريهان سيف الدين:
اسمها "فرحانة"، ولكنها سببت "التعاسة" لجيش المحتل الإسرائيلي بسيناء، لم يدرك جنود إسرائيل أن تلك البدوية راعية الأغنام تخبئ لهم الموت "في طيات ملابسها"، وأن "البرقع" التي لم تخلعه حتى اليوم يخفي تحته الكثير، يخفي "قنابل وأشلاء وحطام مشتعل"، وأنها في رحلتها من "إمبابة" لـ"الشيخ زويد" لتجلب القماش وتبيعه، كانت تجلب معها أوامر "تفجير جنود الصهاينة".
"فرحانة حسين سلامة" الملقبة بـ"شيخة المجاهدات"، اقترب عمرها من الـ90 عامًا، وحتى الآن لا تنسى سنوات الرعب والجهاد ضد "عساكر الصهاينة" المحتلين لسيناء، وتقول إنها اكتشفت بالصدفة وبعد نهاية الحرب أن الكثير من نساء ورجال عائلتها كانوا يخفون أمر تعاملهم مع رجال "منظمة سيناء العربية"، التي أسستها المخابرات المصرية بسيناء لمقاومة الوجود العسكري الإسرائيلي.
بعد احتلال سيناء وبلدتها "العريش"، هاجرت "فرحانة" ذات الأربعين عامًا حينها مع أولادها الثلاثة وزوجها، وجاءت للقاهرة لتسكن في "إمبابة" بجوار بعض أقربائها، إلا أنها كانت هدفًا سهلاً لصقور المخابرات المصرية؛ فجندوها وأرسلوا لها يوميًا سيارة تقلها لتتدرب على العمليات القتالية، و كان الغطاء الشرعي لترددها على قريتها بسيناء هو "الدلالة وتجارة الأقمشة" لتوفير مصاريفها هي وأولادها، خاصة بعد أن انفصل عنها زوجها.
التدريب الأكبر كان في "العريش"، وتدربت هناك على فك القنابل و اشعال الفتيل، و"العملية الأولى" لها كانت "تفجير قطار العريش" بقرية الشيخ زويد، فقامت "فرحانة" بزرع قنبلة قبيل لحظات من قدوم القطار المحمل بالبضائع والذخائر والجنود، وقالت إنها كانت تنتظر قدوم سيارات "عساكر الصهاينة"، وقبل قدوم السيارة كانت تشعل فتيل القنبلة وتتركها بسرعة أمام السيارة، التي ما تلبث أن تتحول في لحظات إلى "حطام مشتعل"، و يتحول من فيها إلى "أشلاء ممزقة".
"كنت خايفة على نفسي وعلى ولادي و كل لحظة افتكر الباب لما يخبط انهم هياخدوني، بس ربنا الحامي".. هكذا عبرت البدوية "شيخة المجاهدين" عن أيام القلق والترقب و المراوغة مع تواجد المحتل الإسرائيلي بسيناء، لكنها تستدرك وتقول "تعودت أجازف وأعصابي صارت حديد"، وطمآنها نسبيا أنها كانت تترك أولادها الثلاثة برفقة أقاربها بالقاهرة، و أخفت عنهم حقيقة عملها طوال فترة تعاونها مع "المنظمة".
"فرحانة" كانت بمثابة "اللهو الخفي" و"الشبح" لدى الحاكم العسكري الإسرائيلي لسيناء "عزرا وايزمان"، وكان يحيره أمر من يقوم بعمليات تفجير السيارات و الجنود، ومن هذا الذي تجرأ على تفجير "قطار العريش"، و لم يكن يعلم أن تلك "البدوية" الملثمة راعية الأغنام، التي تتجول أمامهم طوال النهار ترعى أغنامها و تحمل جوالا مملوءً بالأقمشة، تخفي الرسائل و الخرائط في "ذيل جلبابها" و"نعل حذائها"، ووسط طيات الأقمشة و "قوالب الصابون" كانت تخبئ "القنابل".
أثناء التدريب، كانت "المنظمة" تجمع المجاهدين و لكنهم كانوا متخفين، لا يكشفوا عن شخصياتهم حتى لبعضهم البعض، ولا يعرف الواحد منهم الآخر، واكتشفت "فرحانة" أن بعض أقاربها كانوا يقومون بالعمليات الفدائية، و تم تدريبهم في نفس المعسكرات التي تدربت فيها.
تلك "البدوية السيناوية" كادت تضحي بروحها وبأطفالها من أجل "سيناء"، فكرمها "الرئيس السادات" ومنحها "وسام الشجاعة من الدرجة الأولى" و "نوط الجمهورية" و"شهادة تقدير"، كما منحتها المنظمة "نوط الامتياز" و"درع سيناء"، و خصصوا لهما معاشًا شهريا بلغ "50 جنيهًا"، زاد في السنوات الأخيرة ليصل إلى "600 جنيهًا" بالكاد يكفيها للعيش مع ابنها "شوقي سلامة"، ولا تتمنى من الدنيا شيئا سوى "الحج" وعلاج "ساقها المريضة".
لمتابعة أهم وأحدث الأخبار اشترك الآن في خدمة مصراوي للرسائل القصيرة واغتنم الفرصة واكسب 10000 جنيه أسبوعيا، للاشتراك ... اضغط هنا
فيديو قد يعجبك: