إعلان

''البلتك''.. ''ضفدع بشري'' فجّر ''إيلات'' وشهد له ''ديان'' بالفدائية

10:33 م الأحد 06 أكتوبر 2013

كتبت - نوريهان سيف الدين وصباح علي:

عملية كانت كالصاعقة، نزلت كالصفعة على وجه ''إسرائيل'' لتفقدها التوازن، ويتحول فيها ميناء ''إيلات - أم الرشراش المصرية المحتلة'' من ليل دامس الظلام إلى نهار مشتعل بسبب ألسنة اللهب، وترى إسرائيل كيف أن القطع البحرية المدمرة ''بات يام وبيت شيفع'' تحولت إلى حطام تأكله النيران أشعلتها ''الضفادع البشرية المصرية''.

من بين هؤلاء الرجال ''اللواء علي عثمان سليمان البلتك''، الصعيدي خريج ''الكلية الحربية 1962''، والمشارك في حرب اليمن، و المدرس بمدرسة الصاعقة المصرية، القادم من سوهاج محملا بروح ''الثأر''، لم ينس أن إسرائيل قصفت ''محطة كهرباء سوهاج'' بقرية ''الأحايوة'' بمركز ''المنشأة''، وعلم انهم حصلوا على ''جهاز لاسلكي'' كان بالمحطة، فأقسم أن يبيتها ليالٍ في الظلام، وأبر ''البلتك'' بقسمه بعد أن فجّـر 3 أبراج توليد كهرباء بصحراء النقب، وأظلمت عدة مدن إسرائيلية لأكثر من 3 أسابيع.

لا يعلم الكثيرون أن ''البلتك'' هو من استلهموا من قصته فيلم ''الطريق إلى إيلات''، لكن الفيلم أرخ لعملية ''تدمير الميناء والقطع البحرية''، ولم يقص أن ''النقيب علي'' قبض عليه متهما بقضية ''قلب نظام الحكم'' في عهد ''ناصر''، وكان من ضمن الضباط المتضامنين مع ''المشير عامر'' بعد نكسة يونيو 67، رافضًا أن يحمل ''المشير'' وحده مسئولية الهزيمة، فاعتقلوه رغم أنه كان من ضمن ''كتيبة صاعقة فدائية''.

وفي المعتقل كان يُضرب بـ''الكرابيج'' ويعلق من قدميه ساعات طويله حتى يفقد وعيه، إلى أن برأته المحكمة بعد 14 شهرًا من السجن الحربي وإحالته للتقاعد، وكلفه الفريق ''مصطفى صادق'' بعملية فدائية.

''عين جالوت''.. هي القوات الفلسطينية التي انضم إليها ''البلتك'' بعد عودته للخدمة، وأخفى ''البلتك'' شخصيته طويلاً حتى لا يغتالوه أو يعتقلوه، دربهم من خلالها على فتح الثغرات وو زرع الألغام، ونفذ فيها عملية تفجير سيارة جنود إسرائيليين، ثم سافر بعدها للأردن وقابل مجموعة من الفدائيين على الحدود السعودية الأردنية (عند خليج العقبة)، ودربهم جيدًا على كل خطوة سيقوم بها كل فرد بعد أن يتخفى ليمر من قوات الحدود هناك، ثم أرسلت له السلطات المصرية كلاً من ''العقيد سعيد نصر'' و''الرائد مصطفى طاهر'' ومجموعة من ''رجال البحرية المصرية'' للتخطيط للعملية القادمة.

''تفجير الميناء الإسرائيلي في رمضان''.. استدعى الأمر تعديل مواعيد التحرك والتفجير لعدة مرات، حتى يتثنى لـ''الضفادع'' التسلل أثناء تناول إفطار رجال الحدود السعودية والأردنية للإفطار، بعدها تمركز ''البلك'' و''مصطفى طاهر'' فوق تبة عالية ومعهم أجهزة اللاسلكي وبطاريات إضاءة لإعطاء الشارات الضوئية للتحرك.

وانطلقت الضفادع في ميناء ''العقبة'' باتجاه ''ميناء إيلات''، لكنهم لم يجدوا الهدف ''القطع البحرية الإسرائيلية''؛ فعادوا من جديد، و بقوا في الصحراء أسبوعًا كاملاً حتى يصل هدفهم لرصيف الميناء.

''أغنية بين شطين وميه''.. كانت الإشارة المتفق عليها بين القيادة في القاهرة ورجال العملية في الصحراء، عندما يلتقط الراديو موجات ''صوت العرب'' ويسمعون صوت ''محمد قنديل'' يغني تلك الأغنية؛ فمعناه أن الهدف وصل، وأن عليهم التحرك، لكنهم توقفوا للمرة الثانية، فإحدى قطع التفجير انكسرت، والقطعة البديلة كانت تبعد عنهم بمسافة طويلة، واضطر ''البلتك'' للجري حتى جاء بها، وتحركوا لزرعها على جسم القطع البحرية، لتغرق ''المدمرة إيلات'' التي كانت بمثابة ''ثلث البحرية الإسرائيلية''، ويغرق معها 100 فرد بحري إسرائيلي، و''شهيد مصري'' من منفذي العملية.

بعد نجاح العملية، صرح ''موشيه ديان'' قائلاً: ''هذا ليس إهمالاً من القوات الاسرائيلية ولكنه روح فدائية انتحارية من القوات المصرية ولن أدع ''صرصار مصري'' يقترب من ميناء إيلات بعد الآن''، وقاموا بزرع ألغام وشباك صلب في المياه وأهم شيء لم يتركوا المراكب تنتظر ليلاً في الميناء، وعلم ''الرئيس عبد الناصر'' بالعملية، وسأل عن منفذها فقالوا له ''علي عثمان البلتك''، فلما عرف أنه من ضمن المعتقلين سابقًا في قضية ''المشير''؛ فأصدر قرارًا بإعادته للخدمة، ومنحه ''خطاب شكر'' بدلاً من ''نوط الجمهورية'' أسوة بزملائه نظرًا لقضيته القديمة.

واصل اللواء ''البلتك'' عملياته الفدائية، وقام بتفجير مصنع إسرائيلي للنحاس ومصنع آخر للبوتاسيوم، و قام بإلقاء ''أقراص ألغام'' لتنفجر في من سيقوم بالبحث عن آثار التدمير في الأرض المحيطة للمصنع، كما استهدف إحدى القرى السياحية الإسرائيلية على شاطئ البحر الميت مقابلة لمصنع البوتاسيوم، وفجّر معها ثلاثة اتوبيسات سياحية، وخلال خدمته العسكرية حصل على عدة تكريمات هي ''ترقية استثنائية'' لمشاركته في حرب اليمن، و''نوط الواجب'' عام 1964، و''ترقية استثنائية ووسام النجمة العسكرية'' في 1971 لمشاركته في حرب الاستنزاف، وكرمه ''الرئيس السادات'' ومنحه ''نجمة سيناء'' و''نوط الشجاعة من الدرجة الأولى'' عام 1974 بعد ''حرب أكتوبر''.

 

لمتابعة أهم وأحدث الأخبار اشترك الآن في خدمة مصراوي للرسائل القصيرة واغتنم الفرصة واكسب 10000 جنيه أسبوعيا، للاشتراك اضغط هنا

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان