''أغاني أكتوبر''.. ''بليغ'' صاحب أول لحن للنصر و''نبيلة'' كتبت ''أم البطل''

كتبت - نوريهان سيف الدين:

بعد ساعات قليلة، وداخل ''التاكسي''، في المسافة من منزله حتى ''الإذاعة''، أثمرت عبقرية ''البليغ'' بليغ حمدي عن أول أنشودة احتفالية لأخبار ''النصر'' القادمة من ''جبهة سيناء''، وكانت هتافات ''الله أكبر .. بسم الله''؛ هي ملهمة ''بليغ'' ليبدع في ''بسم الله الله أكبر''، وتغنيها ''المجموعة'' على طريقة تركيب الأغنية على ''فيديوهات الجنود'' الأرشيفية.

الساعة الخامسة صباح يوم (السابع من أكتوبر)؛ كانت أغنية ''بلادي السمرا'' أو ''على الربابة بغني'' تم تسجيلها في استوديوهات الإذاعة، وهي ''أيقونة النصر''، أبدع فيها الشاعر الغنائي ''عبد الرحيم منصور'' والملحن ''بليغ حمدي'' أيضًا بمساعدة زوجته ذات الصوت القوي ''وردة الجزائرية''، ويستيقظ الإذاعي ''بابا شارو - محمود شعبان'' ليسمعها ومساعده الإعلامي ''وجدي الحكيم - مسئول الإنتاج الغنائي بالإذاعة''، ويطلب من ''وجدي'' تكرار سماعها ثلاثة مرات، ليصيح قائلا: ''هاتولي الواد بليغ يعرفني عملها إزاي؟!''، ويتقرر تصويرها داخل أحد استوديوهات التليفزيون بصحبة ''الكورال''.

''بليغ ووردة'' كادا ألا يدخلا مبنى التليفزيون من كثرة الحصار والتشديدات الأمنية حولهما، إلا أن ''بابا شارو'' أصدر تعليماته بأن يدخلوا لتسجيل الأغنية، وصادف وجود الإعلامي ''حمدي الكنيسي''، وكان عائدًا من الجبهة مرتديًا ''البدلة العسكرية''، فطلب منه ''وجدي الحكيم'' أن يرافق ''وردة'' في التصوير ليعطيها الحماسة ويعطي مصداقية أكثر للأغنية.

جل الأغنيات التي قيلت في نصر أكتوبر ذهبت لتضع بكلماتها وألحانها ''أكاليل الورد'' فوق هامات الجنود المنتصرين، إلا أن الشاعرة الغنائية ''نبيلة قنديل'' أرادت أن تضع الورد ''فوق قبور شهداء الحرب''، وأن تواسى كل أم مكلومة في فقد أبنها، وكانت من تلك الأمهات، المطربة ''شريفة فاضل''، والتي فقدت نجلها النقيب طيار ''سيد السيد بدير- نجل المخرج السيد بدير''؛ فأرادت ''نبيلة'' و زوجها الموسيقار ''علي إسماعيل'' أن يقدما أنشودة لأمهات الأبطال.

''أم البطل''.. التي غنتها ''شريفة فاضل''، تروي أنها كتبت داخل غرفة ابنها الشهيد بعد 3 شهور من الحرب، وسجلتها في استديوهات الإذاعة في وقت قصير، لكنها كانت كلما غنت كانت تبكي و تفقد الوعي، وكانت السيدة ''فايزة أحمد'' هي الأخرى بالإذاعة تسجل أغنيتها للحرب ''بحبك يا مصر''؛ فزارتها في الاستوديو وقالت لها لتحمسها ''طالما مش قادرة تغني جيتي ليه؟ سيبيلي الأغنية أنا أغنيها''، مما حمس ''شريفة'' لتخرج ''أم البطل''، وتنجح نجاحًا ساحقًا لمصداقيتها و''آاهات الأم المكلومة'' في غنائها.

لمتابعة أهم وأحدث الأخبار اشترك الآن في خدمة مصراوي للرسائل القصيرة واغتنم الفرصة واكسب 10000 جنيه أسبوعيا، للاشتراك ... اضغط هنا