لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

الأطفال في ذكرى ''أكتوبر''.. ''البراءة'' حاضرة رغم ''زحمة'' السياسة

12:32 م الإثنين 07 أكتوبر 2013

كتبت - إشراق أحمد ودعاء الفولي ويسرا سلامة:

طفل يرفعه والده على كتفه عاليًا، يهتف بصوت يكاد يكون غير مسموع ''الشعب يريد إسقاط النظام''، لا يفهم الطفل مصطلحات الشعار، كل ما يعرفه أن من يحكم مصر الآن ''مش حلو'' كما أخبره الكبار، لأي سبب كان؛ فالأسباب والشخصيات تختلف، تارة يكون البطل الشرير ''مبارك'' وتارة يكون ''المجلس العسكري'' وتارة ''مرسي'' أو ''السيسي''.

المظاهرات قد تكون بالنسبة له كطفل مجرد ''فُسحة'' بعيدًا عن المدرسة والواجب، وحين النزول لأرض الميادين تأتي الفرصة للهتاف المُحبب الذي يسمعه دائمًا في المنزل ويريد بشدة ترديده؛ وسواء أكان ذلك الهتاف ''يسقط حكم العسكر'' أو ''يسقط حكم المرشد'' فأخيرًا ستنعكس الأفكار والألفاظ التي يبثها له الإعلام والكبار طوال الوقت، وستتأتى له فرصة كي يعبر عن ذلك بهتاف يقوله بعلو صوته في مظاهرة.

وفي الذكرى الـ40 لـ''نصر أكتوبر'' بميدان التحرير اختلفت وجهات نظر الأطفال الذين حملوا بصماتهم على أحاديثهم رغم تلقين الكبار لهم أحيانًا.

''ريتان'' ذات الخمسة أعوام، تزينت وجنتيها بألوان العلم المصري؛ رسمها أحد من تواجدوا بالميدان مضيفًا كلمة ''مصر'' على جبينها، الفتاة الصغيرة أرادت الذهاب لحديقة الأورمان لتلعب، لكن جدتها أمسكت يدها باتجاه الميدان ''عشان تشوف الناس وتعرف تاريخ البلد''.

''ريتان'' لا تعرف سبب مجيئها للميدان ''مش عارفة'' لكنها كل ما تعرفه أن في يوم 6 أكتوبر ''البلد بقت حلوة''، كما تعرف أنها تريد أن تصبح طبيبة.

حول عنقها الصغير تدلى ''كارت'' يحمل صور لثلاث بينهم كلمات ''الجيش والشعب إيد واحدة''، أشارت بإصبعها على من احتل المنتصف وقالت بصوت رقيق كملامحها ''ده السيسي'' ثم أشارت على صور الآخرين ''أنا مش عارفة لا ده ولا ده''، وأما الآخرين كانا الرئيس الراحل ''أنور السادات'' و''جمال عبد الناصر''.

متمايلًا على أنغام أغنية ''تسلم الأيادي'' كان ''إسلام'' بين الوافدين على ميدان التحرير، جاء للاحتفال مثلهم حسبما قال وعاونته والدته التي حملت لافتة مصورة كُتب عليها ''زفة الأخوان''؛ ابن السبعة أعوام جاء مع والدته ''عشان نحتفل وعشان السيسي''، وهو سعيد بذلك مثل كل مرة يأتي فيها للميدان فهذه ليست الأولى له.

''إسلام'' حمل علم مصر مغلقًا وبينما أراد فرده لتصويره أرادت والدته أن تكون بجانبه اللافتة المصورة التي تحملها، لكنه تلفح بالعلم شيئًا ما وقام بأداء التحية العسكرية، فهو يتمنى أن يصبح ضابط جيش مثل ''السيسي''.

ملامحها الدقيقة ويدها الممسكة بوردة حمراء وحدها كانت كفيلة بلفت الأنظار إليها، لكن زاد الأمر بفستان الزفاف الأبيض الصغير الذي اكتملت صورته باللون الأحمر والأسود اللذان سُدلا على ذراعيها ورسم النسر الذي توسط الفستان وكذلك التاج الأبيض المزين لشعرها الأسود.

''لميس'' فتاة صغيرة لا يقترب طولها لأرجل المارة لكنها أخذت أنظارهم فهموا لتصويرها وإجراء الحديث معها لكن '' ميس'' لا تعرف سبب مجيئها ''مش عارفة'' ولا السبب الذي جعل فستانها محط أنظار المارة سوى أنه ''فستان''.

أما ''صابرين'' فجلست على الأرض تقلب بيديها في الصور الكثيرة، تحاول بيدين مهزوزتين فك الخيوط المتشابكة ببعضها حتى ترص ''الكروت'' التي رسمت عليها صور ''عبد الناصر'' على ورق ''كارتون'' ثم تبدأ في بيعهم، تدور بهم في محيط السيدات حولها، لتبيع الصورة الواحدة بجنيه.

''صابرين'' لا يتجاوز عمرها الثالثة عشر، قررت النزول في يوم 6 أكتوبر مع والديها الذين يعملان في مجال بيع الصور المطبوعة؛ فهي '' أنا مبنزلش أقف مع والدي ووالدتي في المحل خالص، بس النهاردة نزلت معاهم عشان أساعدهم''.

الصف الثالث الإعدادي هي السنة الدراسية لـ''صابرين'' التي قالت: ''إحنا كنا فاتحين محل بتاع يافطات بس ممشيش كويس، فقفلناه وفتحنا المحل بتاع الطباعة من سنتين كده''، وعلى الرغم أنها تبيع صور أشخاص بعينها، إلا أن ذلك لم يكن يعنيها بقدر البيع ومساعدة والديها الذين أتت معهما التحرير.

''نورهان'' أمسكت بالعلم المصري، تلوح به ويرتفع صوتها بالهتاف، وعلم مصر آخر كان مرسومًا على وجهها البسيط، نزلت مع جدها ''سيد'' لتشجع ''جيش مصر'' و''عشان احتفل بنصر أكتوبر''.

''نصر أكتوبر كان سنة 32..لأ لأ سنة 77..سنة 73''.. بكلمات ضاحكة حاولت ''نورهان'' تذكر السنة التي حدث فيها نصر أكتوبر، فهي بالصف الخامس الابتدائي ولكن ''في المدرسة مش بيقولولنا حاجات كتير''، كما أنها طبقًا لتعليمات والديها ''لما بشوف مسيرة بعد المدرسة ماشية في الشارع مش بمشي معاها..والبنات اللي بتحب رابعة مش بكلمهم..بمشي وأسيبهم''.

على عكس ''نورهان'' فإن ''محمد'' الذي وقف بجانب إخوته ووالدته مبتسمًا ليظهر في صورة معهم، يرى '' لما حد من اللي معايا في المدرسة بيكلمني عن رابعة مش بمشي واسيبه..بس بتكلم معاه وبحاول أفهمه''.

''محمد'' في الصف الأول الإعدادي، وحال مدرسته يمكن اختصاره في انقسامها لنصفين؛ نصف يتبع اتجاه ''السيسي'' ونصف آخر يتبع اتجاه مؤيدي الرئيس المعزول ''مرسي''، وبسبب ذلك ''حصلت خناقات عندنا في المدرسة كذا مرة بين الطلبة وبعضها'' على حد قوله.

 

لمتابعة أهم وأحدث الأخبار اشترك الآن في خدمة مصراوي للرسائل القصيرة واغتنم الفرصة واكسب 10000 جنيه أسبوعيا، للاشتراك اضغط هنا

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان