"خالد" مجند على مستودع "أنابيب".. "الخِدمة أهم من الماتش"
كتبت - دعاء الفولي:
ملابس سوداء، عصا باليد تتحرك، تنظم الصفوف أحيانًا، وتشتد على من يتجاوز أحيان أخرى، أما الذي يمسكها؛ فكان صغير السن والجسد، لا يتجاوز عمره الثلاثة والعشرون عامًا، يتحاور مع بعض الواقفين في "طابور أنابيب" عين الصيرة بمصر القديمة، ويعنّف الأطفال المتجاوزون أحيانًا.
مشاجرات بالأيدي أو الأفواه، استغاثات بالشرطة الموجودة كي تفصل بين المتنازعين؛ فالتهافات على مستودع "أنابيب" عين الصيرة، ارتفع من بداية الأزمة منذ ما يقرب من 10 أيام، ومع المشاحنات؛ كان وجود الشرطة لزامًا بين الحين والآخر، رغم تعليقات بعض الأهالي أن وجودهم لم يمنع تهريب "الأنابيب" للبيع بسعر أغلى خارج المستودع.
"إحنا هنا من خمسة الصبح".. قالها خالد فكري، أحد مجندي الأمن المركزي المكلفين بضبط الأمن أمام مستودع عين الصيرة، محاولًا التعبير عن انزعاجه من الأعداد التي لا يتوقف توافدها عليه "بقالنا بتاع أسبوع، نيجي كل يوم ومنروحش إلا بليل، لا أكلنا ولا شربنا من الصبح".
لم يكن بيد "فكري" حيلة؛ فتلك هي الأوامر له ولزملائه، الذين وقفوا صفوفًا موازيه لصفوف الناس لتنظيم الحال قدر المستطاع، وقد بدا عليهم التعب، وآوى بعضهم إلى ركن صغير بجانب سور المستودع، ليستريح قليلًا.
انزعاج "فكري" لم يكن من عدد الناس فقط بل أيضًا "الناس مبتشبعش، اللي واقفين دول اشتروا أنابيب كذا مرة، وبيروحوا يبيعوها برة بسعر غالي"، مشيرًا إلى بعض الرجال المنتظرين في الصف، مؤكدًا أنه يحاول التعامل بشكل جيد مع الناس فهو "لما بلاقي راجل واقف تعبان باخده أدخله وأحاول أجيبله أنبوبة".
كان "فكري" رغم الازدحام يتلفت حوله، تخرج كلماته بصعوبة، بسبب وجود رؤسائه حوله في كل مكان، لكن ذلك لم يمنعه من التعليق قائلًا "امبارح مكنش في عساكر كتير، عشان العساكر راحوا الماتش، وأنا اضطريت آجي".
لمتابعة أهم وأحدث الأخبار اشترك الآن في خدمة مصراوي للرسائل القصيرة.. للاشتراك ...اضغط هنا
فيديو قد يعجبك: