لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

فيديو وصور- الحصول على ''أنبوبة''.. حلم أهالي ''عين الصيرة''

03:24 م الثلاثاء 12 نوفمبر 2013

كتبت - دعاء الفولي ويسرا سلامة:

حالة ''هرج ومرج'' ، زحام جعل كل مواطن ينتظر بضع ساعات من يومه آملاً في ''أنبوبة'' ممتلئة؛ فمن سيدة تسعى لتحضير الطعام لأسرتها، لرب أسرة يبحث عن مصدر دفء لأسرته، أو وقودًا لمحل عمله.

وعلى الرغم من حضور رجال الأمن بعصيانهم لتنظيم الزحام الشديد، والفصل وقت النزاعات بين المواطنين، إلا أن الفوضى ظلت حاكمة للمشهد لعدد من الساعات، ليبقى في المشهد، عدد من المواطنين أعياهم التشاحن طوال اليوم، والركض بمجرد فتح باب المستودع ولو قليلًا، فتخرج منه ''أنبوبة'' أو اثنتان، يتخطفها الناس، كأنها رغيف خبز.

لم يُحسن من الأمر قليلاً بعد ساعات من المعاناة أمام المستودع سوى حضور ''كاميرا'' إحدى القنوات التلفزيونية الخاصة؛ الأمر الذى جعل مسؤول الأمن يسعى لإنهاء الزحام أمام المستودع؛ ليؤكد أحد مسؤولي المستودع أن الوضع ''جيد''.

في ''طابور'' السيدات الغير منتظم، وقفت ''عائشة''، سيدة خمسينية، تحمل بيدها ''أنبوبة'' لاستبدالها بالممتلئة قبل ميعاد إغلاق المستودع، ولجانبها ''نادية'' تتبادل معها أطراف الحديث حول معضلة ''الأنابيب'' ووقوفهما دون طائل.

''أنا عايزه مسؤول أقوله إننا تعبنا، إحنا خلاص مبقيناش نخاف''.. قالتها ''عائشة'' بعلو صوتها، موضحة أنها أمام المستودع من الصباح، وكذلك الحال بالنسبة لـ''نادية''، التي قالت إن سعر ''الأنبوبة'' التي يبيعها ''السرّيحة'' يتجاوز الـ40 جنيهًا بمنطقة سكنها بـ''الخليفة''، رغم أن المواطنين هناك ''على قدهم''، تبعًا لقولها.

''نادية''.. أمل العودة للمنزل

''على كده أيام مرسي كانت أحسن''.. قالتها ''نادية''، مضيفة أن ''على الأقل كانت الأنبوبة بتجيلنا تحت البيت بـ15 جنيه''، مؤكدة أن كل ما يهمها هو حقها في الحياة الكريمة، بغض النظر عن الحكام والسياسة.

لا تمانع ''نادية'' في شراء ''الأنبوبة'' بضعف سعرها من أمام المستودع؛ بشرط أن تعود لمنزلها أخيرًا ''أنا من كام يوم جيت بالأنبوبة، فضلت واقفة، وفي الآخر اشتريتها من السريحة اللي قدام المخزن بـ25 جنيه وهي سعرها 8 جنيه''، مؤكدة أنها حاولت البحث في المرات التالية عن أحد يبيعها أنبوبة بنفس السعر الأغلى لكنها لم تجد.

''الطابور مبيتحركش..والشرطة مبتعملش حاجة''.. هكذا علقت ''نادية'' على الوضع، قائلة إن ''حال البلد رجع زي الأول قبل الثورة.. وأسوأ''، حسب قولها.

''عنتر''.. ''بنبيع بما يرضي الله''

''سعر الأنبوبة 8 جنيهات''.. كتبها أصحاب المستودع على حائطه، لكن سعرها يصل إلى 10 جنيهات في الشتاء، كما أكد أغلب من يبتاعوها، وأمام المخزن، كان ''عنتر'' يحمل ابنته ذو العامين، ينتظر حتى يحصل على أنبوبة أو اثنتين يبحث بهما عن رزقه.

رغم الشكوى الدائمة من المواطنين بسبب ''السريحة''، إلا أن ''عنتر'' دافع عن نفسه قائلًا ''أنا ببيعها أغلى برة، لكن مش بزود غير خمسة جنيه بس.. بيع بما يرضي الله''.

''أنا لو أقدر أسرق كنت سرقت''.. قالتها ''أم أمنية'' بخيبة أمل، بعد محاولتها الفاشلة الحصول على أنبوبتين لتتاجر فيهما، وتنفق على ابنتيها ''أنا واقفة من بدري، مش عارفة آخد حاجة، الظابط بيزعقلي عشان عايزة آخد أنبوبتين''.

''أم رؤى''.. 4 ساعات ولا تزال الأنبوبة فارغة

المعاناة انتقلت أيضاً إلى ''أم رؤى''، فقدوقفت أمام المستودع لفترة تزيدعن الأربع ساعات ''أنا سايبة ولادى ولاعملتلهم أكل ولا أي حاجة من صباحية ربنا، وواقفة هنا من أول اليوم مستنية أغير الأنبوبة، حسبى الله ونعم الوكيل فى أصحاب المخازن اللى بيبعوا للسريحة عشان يكسبوا منهم''.

موعد انتهاء دراسة أولاد ''أم رؤى'' جعلها تترك المستودع لتحضرهم، ويساعدها زوجها، لكي تعود مرة أخرى لترى الوضع أمام المستودع كماهوعليه، طابور لا يتحرك، وسريحة من الرجال والنساء تنجح فى استبدال الفوارغ على عرباتها.

''اليوم بيضيع فى الأنبوبة''.. هكذا يصف ''أبو محمد'' الانتظار؛ فهو رجل أربعين يأتي بصحبة زوجته ليقف أمام المستودع، تاركًا عمله في النجارة.

''هبة'' صاحبة مطعم ''فلافل''، وقفت أمام المخزن كمن وقفوا ''أنا بستهلك في المحل عدد كبير من الأنابيب، الأنبوبة مش بتكمل يومين، وللأسف أنا ببيع فول وطعمية، يعني حرام أدفع 35 أو 40 جنيه كل يومين''.

أمين المخزن.. شكاوى الناس ''مبالغ فيها

كان ''بلال محمد'' أحد مسؤولي مخزن عين الصيرة، يدور حول المكان لتفقد ما يحدث، ورغم شكاوى الناس من الازدحام وتوزيع الأنابيب بشكل خاطيء؛ إلا أن ''بلال'' يرى أن ''مش لازم كلامهم يبقى صح، مستحيل حد ييجي يقف 3 ساعات وميخدش أنبوبة''.

''أنا ساكن قريب من هنا والأنبوبة بتجيلي من البياع بـ45 جنيه''.. قالها ''إبراهيم'' الذي تدخل في الحديث، ليرد عليه مسؤول المستودع قائلًا: ''المفروض الناس متشتريش من البياع، لو بطلوا يشتروا منهم البياعين مش هتغلي عليهم''.

من التاسعة صباحًا وحتى الخامسة عصرًا، هي مواعيد عمل المستودع، وردًا على أزمة الأنابيب تابع ''بلال'': ''مفيش أزمة، كل الحكاية إن التكالب الزيادة على أي سلعة بيخلي فيه ضغط''، موضحًا أن دخول فصل الشتاء يجعل الغاز يتجمد أحيانًا في بعض الأنابيب.

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان