في ذكرى خطاب ''غصن الزيتون والبندقية''.. ''أبو عمار'' لا يزال حاضرًا
كتبت - نوريهان سيف الدين:
''جئت إليكم وأنا أحمل غصن زيتون في يدي، وفي اليد الأخرى أحمل بندقية الثائر، فلا تسقطوا غصن الزيتون من يدي''.. كلمات خالدة لن تنساها قاعة ''الجمعية العامة للأمم المتحدة''، خرجت من فم زعيم ومناضل عربي سيذكره التاريخ دائمًا وأبدًا بالشجاعة و الفناء في سبيل قضيته، سيذكر حياته بالكفاح المستمر، وسيذكر أيضًا رحيله بـ''اللغز'' المحير.
''أبو عمار''.. الزعيم الفلسطيني الراحل ''ياسر عرفات''، الذي حلت ذكرى وفاته منذ يومين، يحتفل الشعب الفلسطيني بذكرى ''خطبة الأمم المتحدة'' في 13 نوفمبر من عام 1974، وهي الخطبة التي أكدت على الحق المشروع للشعب الفلسطيني في أراضيه، والتأكيد على هوية القدس الإسلامية العربية، والرغبة في سلام عادل وشامل يكفل للاجئين والنازحين العودة لأراضيهم.
''سيدي الرئيس، أشكر لكم دعوتكم منظمة التحرير الفلسطينية لتشارك في هذه الدورة من دورات الجمعية العامة لهيئة الأمم المتحدة، وأشكر كل الأعضاء المحترمين في هيئة الأمم المتحدة الذين أسهموا في تقرير إدراج قضية فلسطين على جدول أعمال هذه الجمعية وفي إصدار قرار بدعوتنا لعرض قضية فلسطين، إنها لمناسبة هامة أن يعود بحث قضية فلسطين إلى هيئة الأمم المتحدة، وأننا نعتبر هذه الخطوة انتصار للمنظمة الدولية كما هو انتصار لقضية شعبنا، وإن ذلك يشكل مؤشرًا جديدًا على أن هيئة الأمم اليوم ليست هيئة الأمم أمس، ذلك لأن عالم اليوم ليس هو عالم الأمس''.
هذه كانت افتتاحية الخطاب التاريخي الذي ألقاه ''أبو عمار'' أمام وفود ممثلي 138 دولة عضوة في الجمعية العامة للأمم المتحدة، و في حين حملت كلماته ''غصن الزيتون'' والحوار الهادئ والرغبة في السلام والتعايش، حملت أيضًا بين طياتها ''تهديد بمقاومة مشروعة'' تستهدف من ينال حق هذا الشعب الأصيل.
خطبة ''عرفات'' وصفت بأنها ''نصر مدو'' و''إحدى أهم خطب الأمم المتحدة'' جنبًا إلى جنب و خطابات زعماء الاتحاد السوفيتي و الثورات اللاتينية، وهي التي تحدى فيها الهيمنة الأمريكية بقوله: ''الترتيب العالمي القديم ينهار أمام أعيننا، لأن الإمبريالية والاستعمار والعنصرية التي تتخذ شكلها الأعلى في الصهيونية تتوارى عننا مرة وإلى الأبد''.
الخطبة جاءت في سياق الاعتراف بـ''منظمة التحرير الفلسطينية'' كممثل شرعي وحيد عن الشعب الفلسطيني، وكان ''عرفات'' رئيسًا لتلك المنظمة، وجاءت الدعوة نزولًا على رغبة كتلة ''دول عدم الانحياز''، التي شُهد لها بوقوفها ضد إسرائيل في سائر المحافل الدولية.
وصعد ''عرفات'' إلى المنصة وهو في زيه العسكري؛ ليهاجم الصهيونية كما لم يفعل أحد من قبله، على أن هذه الحادثة المذكورة لم تذهب أدراج الرياح، لأن العام التالي شهد خروج الأمم المتحدة بقرارها المنضوي تحت شعار ''الصهيونية تساوي العنصرية''، وكان هذا القرار الشهير مدعاة لسوء علاقة إسرئيل بالهيئة الدولية منذ ذلك الوقت وإلى الآن.
لمتابعة أهم وأحدث الأخبار اشترك الآن في خدمة مصراوي للرسائل القصيرة..للاشتراك...اضغط هنا
فيديو قد يعجبك: