لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

''محمود وميار وأحمد''.. الثورة فوق كل شيء

02:19 م الثلاثاء 19 نوفمبر 2013

كتبت - دعاء الفولي ورنا الجميعي:

يبدو الأمر للناظر في دوافعهم للنزول، أن أسبابهم مختلفة، إذ أن أحوالهم متباينة؛ فأولهم ''أزهري''، اعتمدت مؤسسته منذ فترة طويلة على مواقف رآها البعض غير ثورية، وأحيانًا غامضة، أما الثاني، فيتبع جماعة ''الإخوان''، التي خرجت تصريحاتها مباشرة في أحداث ''محمد محمود''، بأن النزول سيعطل المسيرة الديموقراطية المتمثلة في الانتخابات البرلمانية، والثالثة ''فتاة''، مجرد القول إنها تنزل وسط أحداث دموية، أمرًا جعلها موضع شُبهات، ولم تسلم من كلمات من قبيل ''إيه اللي وداها هناك''.

اختلافهم لم ينفِ اتفاقهم؛ فالثلاثة ثاروا على ما تعودوا عليه، وكسروا قوانين وضعتها بيئاتهم التي تربوا داخلها، والثلاثة استجابوا لنداء ''الثورة'' رغم الظروف.

''محمود''..أصل الثورة الأزهر

بدأت علاقته بالأحداث، عندما نزل كغيره في جمعة 18 نوفمبر للمطالبة بتسليم السلطة للمدنيين، وبينما قرر أنصار الشيخ ''حازم أبو إسماعيل'' إنهاء اليوم دون اعتصام، قرر هو ومجموعة من زملائه إكمال الاعتصام، دون توقع لما سيحدث في الساعات المقبلة.

مع أولى ساعات الضرب التي بدأت بفض الشرطة اعتصام المصابين في ''صينية'' ميدان التحرير، وبعد ارتفاع حمى الرصاص والخرطوش، كان ''محمود حامد'' خريج الأزهر، موجودًا في شارع ''محمد محمود''؛ حيث تهافت باقي المتظاهرين على الشارع، دون ترتيب من أحد.

''بعد الضرب ما بدأ بوقت قليل اتقبض عليا من الشرطة العسكرية، واترحلت على قسم عابدين''، قالها ''حامد''، مضيفًا أنه خرج بعد احتجازه بعدة ساعات، ليعاود الذهاب لمكان الاشتباكات.

موقف الأزهر الرسمي في أحداث ''محمد محمود'' لم ينصر المتظاهرين على حد قول ''حامد''؛ فالأزهر هو المؤسسة التي ظل فيها مراحل تعليمه كاملة، من الصف الأول الابتدائي وحتى التخرج في كلية العلوم عام 2006، ورغم أن تصريحات الأزهر الرسمية بشأن ثورة يناير كانت مخيبة لآمال الكثيرين، لكن ''حامد'' اعتبر تعامل المؤسسة الأزهرين وقت أحداث محمد محمود ''صدمة تانية''.

''الأزهر زمان كان معروف بعلماء شرفاء، بيثوروا على الظلم، من سنة 1805''، قالها ''حامد''، موضحًا أن كل ما تعلمه داخل المؤسسة من حرية التعبير ونصرة الحق ضُرب به عرض الحائط في ''محمد محمود''.

يعتقد ''حامد'' أنه كما كان هناك من خذل الثوار في ''محمد محمود''؛ فهناك من نصرهم ''كان معانا وقتها مجموعات أزهرية منتظمة بتنزل، وكان فيه الشيخ عماد عفت، وكان فيه شباب أزهري كتير نازل بشكل مستقل''، بالإضافة لشيوخ الأزهر الذين تدخلوا لمحاولة إحداث هدنة بين الثوار وقوات الأمن''، متابعًا أن أطباء المستشفى الميداني كان من بينهم أزهريين كثيرين، لإسعاف المرضى، حتى وإن اختلفوا معهم سياسيًا.

الذكرى الأولى لأحداث ''محمد محمود'' لم يسهو عنها الشاب العشريني ''أنا كنت مسئول عن المسيرات أنا وزمايلي في الذكرى الأولى، وكنا كلنا أزهريين، خارجين بشكل رسمي لإحياء الذكرى''.

بشكل عام، حالة من الحسرة، أصابت ''محمود'' بسبب مواقف ''الأزهر''، سواء وقت الثورة أو في ما يليها أو في الأحداث الأخيرة التي عقبت عزل الرئيس ''محمد مرسي''، لكنه فسر ذلك بأن ''أحمد الطيب كان عضو في أمانة السياسات في الحزب الوطني، وده غلط، مفروض إن الأزهر مؤسسة حرة ومستقلة''، حسب قوله.

ويرى ''حامد'' أن تدخل وزارة الأوقاف في منع بعض الخطباء في المساجد من الحديث عن ما هو ضد السلطة، أحد الأمور التي جعلت ثقته ومن مثله تتراجع في المؤسسة.

محاولة إصلاح الوضع داخل ''الأزهر'' لن يأتي إلا من شبابه؛ هذا هو رأي ''حامد''، الذي أكد أن هناك نشطاء أزهريون بالفعل، يحاولون بث فكر الثورة والاعتراض على الظلم في نفوس الناس.

''أحمد''.. إخواني داخل الميدان

''أحمد شهيب'' طبيب منتمي لجماعة الإخوان المسلمين، كان مثل غيره ممن سمعوا عن أخبار فض اعتصام المصابين على الإنترنت وأراد معرفة ما يدور، لذا قام بالنزول لاستشفاف الوضع.

نزل ''شهيب'' عصر السبت 19 نوفمبر بعد سماعه عن وجود اشتباكات بالميدان ''نزولي بالأساس كان لاستطلاع الأمر، وكان التساؤل من بدأ ولصالح من؟''.

في البداية قرر ''شهيب'' التواجد بشكل إنساني في الأحداث؛ فيحكي بمرارة ''لم نستقبل مصاب واحد وساعتها يأست من المساعدة كطبيب، لأن الناس أصلًا كانت تصل جثث لا يجدي معها الاسعافات''، ووقتها قرر ''شهيب'' ترك المستشفى الميداني والانضمام إلى مبادرات التهدئة المتكررة بين الثوار والداخلية، رفاق ''شهيب'' في الميدان لم يكونوا من الإخوان فقط؛ حيث رافقه أطباء غير ''إخوان'' ممن يُعرفوا بمعارضتهم للجماعة.

''مَن المستفيد؟''، كان ذلك هو السؤال الذي يشغل ذلك المزيج من الثوار، لذا قاموا بالذهاب للجهة الأخرى من شارع محمد محمود، عبروا شارع باب اللوق والتفوا من شارع حوله ليجدوا أمامهم ''مدرعة'' واحدة هي السبب في كل تلك الإصابات والقتلى.

وما شاهدته تلك المجموعة في هذه الليلة أن المدرعة تقوم بإلقاء الغاز والخرطوش ثم تعود ليستقبلها أناس بالشاي والعصائر والضحك، وتنتظر الشباب حتى يتقدموا داخل شارع محمد محمود، ثم تقوم الاشتباكات بينهم مجددًا، وباقي القوات يشاهدوا ما يحدث وهم في حالة من الاسترخاء، تبعا لرواية ''شهيب''.

منذ تلك الواقعة قرر ''شهيب'' ألا يستمر تواجده في الميدان؛ فالوضع أصبح فوق طاقته، لذا بقى حتى يوم الثلاثاء وقت بناء أول جدار للتهدئة بين الثوار والداخلية، ثم عاد أدراجه.

''ميار''.. ثائرة رغم أنف ''المجتمع''

''اثبت''، كان هذا الهتاف الحماسي يخرج بعزم من الفتاة ''ميار محمد''، وسط اشتباكات ''محمد محمود''، لم تعرف الفتاة العشرينية كيفية إلقاء الطوب على الشرطة التي كانت تهاجمهم، لذا وجدت أن ما تجيد فعله هو الهتاف لتثبيت الثوار في المواجهة.

لم تكن لدى ''ميار''، غير المنتمية إلى تيار سياسي، أي نية لاقتحام وزارة الداخلية، لكنها وبسبب كرهها الشديد لـ''الداخلية''، قامت بالنزول إلى الميدان الأحد، ثاني يوم للاشتباكات، على حد قولها، والدخول إلى شارع محمد محمود؛ حيث التقت بأصدقائها وما إن بدأت الاشتباكات تفرقوا.

''معرفتش أشوف ولا اتحرك واتخنقت من كتر الغاز''، هكذا عبرت ''ميار''، بعدها جاء أحد أصدقائها الذي ساعدها على الخروج من وسط الاشتباكات، ''كرهت الداخلية أكتر بعدها'' ومن ثم قررت ''ميار'' العودة ثانية إلى داخل المعركة.

 

ذهبت مع صديقتها التي كانت المرة الأولى لها في التواجد وسط اشتباكات، بعدها أصبحت ''ميار'' في الصفوف الأولى للثوار، ثم قامت الشرطة العسكرية بالتقدم لداخل الميدان لتقوم بفضه بإلقاء كميات كثيفة من الغاز المسيل للدموع.

فقدت ''ميار'' صديقتها وسط الاشتباكات، وقامت بالتخفي داخل عمارة؛ حيث قامت سيدة بالمبنى بجمع البنات للاختباء لديها، بعدما هدأت الاشتباكات خرجت ''ميار'' للبحث عن صديقتها، والتي عرفت بعدها أنها في ''قصر العيني'' بسبب ضربة ''شومة'' تلقتها على رأسها.

واجهت ميار صعوبات وقت نزولها للميدان مع أسرتها؛ فعلى حد تعبيرها ''أهلي مكنوش يعرفوا إني بنزل، كنت بقول لأختى بس عشان لو حصلي حاجة''؛ حيث أخفت عن والدتها مكان تواجدها، وتحججت بأنها موجودة بالعمل ولما سألتها عن صوت الاشتباكات قالت أنها ''أصوات قادمة من التليفزيون''.

بعد انتهاء الأحداث، اكتشفت أسرة ''ميار'' نزولها للميدان، بعد شجار مع جارتها، ولكن والدتها لم تعنّفها لأن الوقت كان قد فات، وترى الشابة العشرينية أن تلك المعركة وقتها كانت لأجل تسريع عملية الانتقال الديمقراطي، ورحيل المجلس العسكري.

''مبقتش شايفة إيه الطريق الصح، وكل الأطراف مُدانة حتى الشعب''، هكذا لخصت ''ميار'' رأيها في الصراعات الحالية، وهي لا تنوي النزول مجددًا إلى الميدان، فآخر علاقتها بالنزول كانت في أحداث ''الاتحادية'' ديسمبر 2012 .

 

لمتابعة أهم وأحدث الأخبار اشترك الآن في خدمة مصراوي للرسائل القصيرة..للاشتراك ...اضغط هنا

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان