إعلان

''محاكمة مرسي''.. مصائب قوم عند قوم ''أجازة''

08:50 م الإثنين 04 نوفمبر 2013

كتبت - يسرا سلامة ودعاء الفولي:

على أوراق النتائج اليومية، توجد الأعياد، والمناسبات، والتي عادة تكون إجازة رسمية في الدولة، أما وأن تتبدل الظروف، لتصبح الأحداث السياسية ذريعة للحصول على إجازة؛ إما للراحة، أو خوفًا من خطر ما؛ فهذا رغم كونه غريب، لكنه واقع مصري حالي.

فمنذ ما يقرب من حوالي شهرين أعلنت الجهات القضائية عن موعد محاكمة الرئيس السابق محمد مرسي، ومع تخبط ملابسات المحاكمة، بدءًا من تغير مكانها أكثر من مرة، ووصولاً لعدم إذاعتها على الهواء؛ فالحدث كان كافيًا للاستيلاء على الرأي العام.
تبعات الحدث من دعوات للتظاهر، هي ما جعلت البعض يفكر أن الجلوس في البيت يومًا، لا يضاهي حذر السير في الشارع، حالة الاستعداد الأمني المكثف في شوارع القاهرة، تزامنت مع الهدوء النسبي الذي فرض نفسه على الطرقات والمحال في عدد من المناطق، خاصة تلك التي تشتهر بازدحامها، كميدان الجيزة ومنطقة وسط البلد.

كان تليفزيون مقهى ''بشير''، أحد مقاهي حي الدقي البسيطة، يبث أخبار محاكمة مرسي، بينما يجلس ''عادل المصري'' مع رفقائه، يتجاذبون خيوط الحديث حول السياسة وشؤون الدنيا، في يوم إجازة لم يُسجل تاريخها في النتيجة.

''الناس خايفة تنزل لإن ممكن يحصل قلق''.. بهذه الكمات عبر الرجل الخمسيني عن وضعه هو وأسرته وأصدقائه ''أغلب الناس ما راحتش أشغالها ولا الأطفال راحوا مدارسهم، كمان يوم المحاكمة بعديه على طول إجازة رأس السنة الهجرية.. فالناس مأجّزة''.

''خالد'' صديق ''عادل'' على نفس القهوة، ويعمل مهندسًا في إحدى الشركات، حصل على إجازة من عمله في يوم المحاكمة، ورغم عدم إعطائهم إجازة رسمية، إلا أن ''معظم الشغل عندنا أجازة''، مضيفًا أن ''إحنا عارفين إن يوم محاكمة مرسي أجازة من الأسبوع اللي فات، وقولنا لعيالنا مفيش مدارس اليوم ده، محدش ضامن إيه اللى ممكن يحصل''.

ولم تمنع سرية الجلسة الأولى لمحاكمة الرئيس السابق من تداول النقاش حولها على قهوة ''بشير''؛ فالتسريبات التي تنقلها وسائل الإعلام، كانت محل نقاش بين روادها، وكانت مجالًا للتندر أو للمقارنة بينها وبين محاكمة الرئيس الأسبق ''مبارك''.

رأي ''عادل'' في المحاكمة اختصره بقوله ''على الرغم إنى نزلت ضد مبارك، إلا إنه في نظرى راجل محترم، على الأقل مرسي قال للقاضى أنا لسه الرئيس الشرعي، بعكس مبارك قال للقاضي نعم يا فندم''، حسب قوله.

التقط ''أحمد'' أحد زملاء ''عادل'' طرف الحديث ''إحنا نفسنا الناس اللي رفعت السلاح على الشرطة في كرداسة، أو مسكوا سلاح ضد الشعب تتحاسب''، ورغم تأييد الثلاثة للفريق ''السيسي''، إلا أنهم لا يميلون لترشيحه للرئاسة؛ فيقول أحدهم ''الرئاسة هتضر السيسي، إحنا عايزينه وزير دفاع، ويبقى ضامن إن أي رئيس قادم سيبقيه في منصبه''.

''فتحي''، نجار يعمل بجوار قهوة ''بشير''، استعد ليوم محاكمة ''مرسي'' ببعض من أعماله الخشبية؛ كتلك الصورة التي كتب عليها ''محاكمة الخائن محمد مرسي''، بجوارها إشارة لتاريخ المحاكمة 4 نوفمبر، والتي يعمل على تصنيعها منذ أيام ليست قليلة ''بعملها بقالي يجي 10 أيام''.

''حسين'' جلس داخل أحد المقاهي بسوق الجيزة، ممسكا بـ''شيشة''، يشاهد أحداث المحاكمة، وحوله زبائن القهوة، ينتظر معظمهم ما قد يحدث في الساعات القادمة، وقبل الانتظار كانت هناك الإجراءات الاحتياطية تحسبًا لأحداث ''المحاكمة''.

''مودتش ولادي المدارس النهارده''.. قالها ''حسين'' وعيناه معلقتان على التلفاز؛ فهو يعتقد أن ذلك أكثر أمانًا، كما أنه ليس الوحيد، فمعظم من يعرفهم فعلوا كذلك ''أنا صحابي كلهم مودوش عيالهم المدراس النهاردة كمان''.

''رنا'' الابنة الكبرى لـ''حسين'' ذو السبعة أعوام، والتي جلست بجانب أبيها، بدا عليها الاطمئنان لعدم ذهابها للمدرسة القريبة من المنزل، هي وشقيقها الأصغر، ولم تقل سوى كلمات قليلة تعلق بها ''أنا مروحتش النهارده عشان محاكمة مرسي.. أصل فيه قلق''.

رغم عدم ذهاب ''حسين'' لعمله أيضًا بسبب الأحداث، إلا أنه يرى أن الإعلام يُعطي لحدث المحاكمة قدر أكبر مما تستحقه ''مبارك اتحاكم، حصل إيه يعني، مرسي زيه زي غيره''.

كرسي آخر داخل المقهى الشعبي التي لا يهدأ ضجيجها، جلس ''خالد'' الذي يعمل موظفًا بالقرية الذكية، لم يذهب أيضًا لعمله، ولكن ليس خوفًا من الأحداث، مبررًا عدم خوفه بأن ما يُقال عن المظاهرات هو مجرد ''كلام''، مؤكدًا ''أنا جاتلي ظروف في البيت منعتني أروح، لكن أنا شايف إن مفيش حاجة تستحق الخوف''.

 

لمتابعة أهم وأحدث الأخبار اشترك الآن في خدمة مصراوي للرسائل القصيرة.. للاشتراك ... اضغط هنا

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان