''نيرمين'' والدقائق الأخيرة قبل ''تجوال الجمعة''.. دقت ساعة الحظر
كتبت - يسرا سلامة:
بداخل أحد عربات ''الميكروباص'' في ميدان الجيزة، كانت ''نرمين'' تجلس بداخله قلقة، تنظر إلى ساعة يدها التي تخطت عقاربها السادسة مساءً، تمنت لو توقفها بيدها، أو أن تدفع بقوتها السائق الذي يسير ''براحته ع الآخر'' بعكس العقارب بحثًا عن ''زبون'' يضيف إلى حصيلته شيئًا.
لكن السائق لم يكن هو الآخر طامعًا في المزيد من الأموال؛ فيوم الجمعة هذا يأتي عليه بـ''نص يومية''، ومع اقتراب ساعة الحظر، يبحث هو عن ''زبون جديد''، و''نرمين'' تستجدي الدقائق لتتوقف.
''خليك واقف لغاية الحظر ما يجي''.. مداعبة من السائق لزميله المنتظر بوسط ميدان الجيزة دون ''زبائن''؛ فالزبائن تندفع نحو العربة الجاهزة للانطلاق، ولن ينتظر الناس عربة أخرى ربما تتوقف في قلب الحظر، أما ''نرمين''؛ فكانت تطمأن أمها في التليفون ''ما تخافيش يا ماما.. إن شاء الله هلحق''.
''الميكروباص'' لم يكن محطة ''نرمين'' الأخيرة؛ فهي تستقله حتى محطة مترو الجيزة لحضور ''سيكشن'' أحد مواد الثانوية العامة، لا تعرف أتصب اللعنات على سائق ''الميكروباص''، أم على مدرس الحصّة الذي حدد موعدها في يوم الجمعة لتنتهي قبيل دقات الساعة السابعة مساءً بدقائق قليلة، تزامنًا مع بداية ''الحظر''.
''هو المترو بيقفل الساعة كام؟!''.. سؤال ألقته الفتاة على من حولها أكثر من مرة، وكل لديه إجابة مختلفة، ليضرب أحدهم كفًا على كف معلقًا: ''ربنا معاكي يا بنتي''، تمنت ''نرمين'' أن تتحمل تلك الدقائق رحلتها من محطة جامعة إلى القاهرة إلى ميدان ''رمسيس''.
مكالمات متصلة بين ''نرمين'' ووالدتها استمرت حتى أن وصلت لمحطة ''المترو''، تطمأنها بأنها ''ستعود بإذن الله''، بينما استمر السائق في التذمر لزبائنه عن قلة عيش يوم الجمعة، بسبب حظر التجوال.
لمتابعة أهم وأحدث الأخبار اشترك الآن في خدمة مصراوي للرسائل القصيرة.. للاشتراك ... اضغط هنا
فيديو قد يعجبك: