الأوروبيون يستعدون لتنشيط مركبة فضائية من أجل هبوط تاريخي على مذنب
دارمشتات (ألمانيا) - ( د ب أ ):
تستعد وكالة الفضاء الأوروبية، لتنشيط مركبتها الفضائية ''روزيتا''(رشيد)، الشهر المقبل لتجهيزها لهبوط تاريخي على مذنب في نوفمبر 2014.
وقال باولو فيري رئيس عمليات البعثة في مركز عمليات الفضاء الأوروبي، التابع لوكالة الفضاء الأوروبية في دارمشتات بألمانيا: ''لم يسبق لأحد أن قام بهذا من قبل..نتوقع اكتشاف أمور جديدة ستغير تمامًا ما هو سائد عن نظامنا الشمسي''.
وأطلقت المركبة الفضائية ''رشيد'' في مارس 2004، على متن الصاروخ آريان 5 من قاعدة الفضاء الأوروبية في بلدة كوروا بإقليم جويانا الفرنسي في أمريكا الجنوبية، ومنذ تم إطلاقها، سافرت ''روزيتا'' حول الشمس خمس مرات، وقامت بعدة رحلات يطلق عليها ''مساعدة جاذبية''، مرورًا بالأرض والمريخ، من أجل وضعها على المسار الصحيح نحو المذنب ''67ب/تشوريوموف-جيراسيمينكو''.
وتم وضع المركبة الفضائية التي تزن ثلاثة أطنان، في حالة ''سبات'' في أعماق الفضاء في يونيو 2011، لتوفير الطاقة والوقود.
ومن المنتظر أن يتم إيقاظ المركبة في العشرين من يناير المقبل عندما يحين موعد تواصلها مع الأرض، ويتوقع أن تصل المركبة إلى المذنب الذي يقدر محيط قطره بنحو أربعة كيلومترات في أغسطس من العام المقبل.
ومن المقرر أن تستقر المركبة ''رشيد'' المجهزة بــ11 جهاز قياس متطور في موقع على بعد بضع عشرات الكيلومترات من النواة الجليدية للمذنب، لترسم خريطة لسطحه وتحلل الغاز وذرات الغبار التي يتم طردها - مشكلة ذيلا - عندما تسخن في طريق عودتها إلى الشمس.
وبعد ثلاثة أشهر من موعدها مع المذنب ''67ب/تشوريوموف-جيراسيمينكو''، الذي سمي باسم عالمي الفلك السوفيتيين اللذين اكتشفاه في عام 1969، تقوم ''رشيد'' بإنزال جهاز الهبوط ''فيلة'' - الذي يكون على شكل صندوق - على سطح المذنب .
وعند هبوط المركبة، يقوم رمح قوي بتثبيت ''فيلة''، لمنعه من الارتداد ثانية إلى الفضاء، حيث إنه يكون غير مقيد بفعل الجاذبية الصغيرة للغاية على سطح المذنب .
وتقوم الأجهزة العشرة الموجودة في ''فيلة''، بتحليل تكوين وتركيب المواد الموجودة على سطح المذنب وأسفله، بينما تقوم الكاميرات بالتقاط صور بانورامية له.
وقالت وكالة الفضاء الأوروبية، إن الهدف الرئيسي للمركبة ''رشيد''، هو المساعدة في فهم أصل وتطور النظام الشمسي، مشيرةً إلى أن المذنبات تحتفظ بأول سجلات لمواد موجودة في السديم الذي شكلت منه شمسنا وكواكبنا قبل أكثر من 4.6 مليار سنة.
ويعتقد أيضًا أن المذنبات، هي مصدر لجزء كبير من المياه الموجودة في محيطات الأرض، وربما تكون مصدر الجزيئات العضوية المركبة، ذات الأهمية الكبيرة في تطور الحياة.
يشار إلى أن المركبة الفضائية، تستمد اسمها من اسم ''حجر رشيد'' الشهير، الذي كان بمثابة المفتاح لفك رموز الكتابة الهيروغليفية المصرية القديمة، أما جهاز الهبوط ''فيلة'' فاستمد اسمه من اسم جزيرة كانت موجودة في نهر النيل حيث تم العثور على مسلة ساهمت في عملية فك الرموز.
وستكون النهاية الرسمية للبعثة التي تتكلف نحو مليار يورو، في ديسمبر2015 بعد أربعة أشهر، من أكثر عملية اقتراب للمذنب من الشمس.
وحينئذ ستكون المركبة قطعت مسافة قدرها 7.1 مليار كيلومترًا، وهناك أمل في أن يكون ''فيلة'' قادرًا على العمل لمدة ستة أشهر على الأقل.
لمتابعة أهم وأحدث الأخبار اشترك الآن في خدمة مصراوي للرسائل القصيرة..للاشتراك...اضغط هنا
فيديو قد يعجبك: