''يحيى'' طالب ''الليسيه'' المحترقة: ''قفّلة الشوارع مبهدلانا''
كتبت - نوريهان سيف الدين:
في شارع موازٍ للأحداث الواقعة منذ سنتين خلت، جلس يتابع الأخبار من خلال خدمات الرسائل القصيرة، منتظرًا صديق دراسته عند سور مدرستهم القديمة ''ليسيه الحرية''، متفقدًا بعيونه الخطوات القليلة في شارع ''محمد محمود'' الخالي من المتظاهرين، متذكرًا كيف كانت المحلات التجارية والمقاهي لا تهدأ ساعة واحدة ليلًا نهارًا، وكيف أمست حاليًا مغلقة أبوابها، يترقب أصحابها وسكان الشارع حدوث أي جديد في ''سنوات الثورة''.
''يحيى الشربيني''، شاب على مشارف العشرينات، طالب سابق في مدرسة ''ليسيه الحرية''، تحدث عن ذكرياته هو وأصحابه في مدرستهم ''المحترقة''، وشارع محمد محمود والشوارع المؤدية لـ''ميدان الثورة - التحرير''، قال: ''أنا جاي من شبرا أقابل صاحبي ساكن هنا في محمد محمود، ومتعودين نتجمع مع أصحابنا القدام قصاد مدرستنا تملي''.
يستطرد ''يحيى'' ذكرياته ومشاهداته عن ''شوارع التحرير''، عشية ذكرى أحداث مجلس الوزراء، فقال: ''الدنيا كانت منورة والناس بتنزل مالية الشوارع، الجامعة الأمريكية والكافيهات هنا كانت على طول مليانة ناس وعاملين حس في الشارع، دلوقت الدنيا فاضية و حتى السكان بتخاف تنزل أو حد يجي يزورهم، بيخافوا يتثبتوا ويتسرقوا من كتر ما الشوارع ضلمة وفاضية''.
أما صديقه ''محمد رمضان'' حكى عن معاناته، كساكن في أحد الشوارع المطلة على ميدان التحرير، فقال: ''قفلة الشوارع مبهدلانا، أدينا بقالنا سنتين والشوارع مقفولة، وبنضطر نلف لفة ما يعلم بيها إلا ربنا عشان ندخل الشارع أو نخرج منه بالعربية، يعني لما أول 4 تقاطعات في الشارع مقفولة لحد وزارة الداخلية، يبأه الناس تدخل وتخرج إزاي، أو حتى الناس الكبيرة تتحرك إزاي ؟!''.
إغلاق ''المترو'' اعتبروه ''نكبة'' على سكان المنطقة ''المترو عامل تعجيز شديد للناس، أنا مثلًا ساكن في الجيزة ومحتاج أروح مشوار في السيدة، لازم أجي لحد محطة رمسيس - الشهداء - عشان أركب من خط لخط، ومش هكلمك عن الزحمة والناس فوق بعضها، دلوقت الناس والموظفين في الوزارات هنا وبتوع المجمع بيمشوا من محطة سعد زغلول لحد الميدان ومسافة كبيرة عليهم''.
''الأحداث الثورية'' بالنسبة لـ''يحيى ومحمد'' صارت في ''خبر كان''؛ فهي تحولت من ''فعالية ثورية'' للمطالبة بمكتسبات سياسية إلى ''حفلة'' تفتقد روح ومضمون الحدث الأصلي.
لمتابعة أهم وأحدث الأخبار اشترك الآن في خدمة مصراوي للرسائل القصيرةللاشتراك...اضغط هنا
فيديو قد يعجبك: