''زينة'' في الأقصر.. منطقة ''خارج نطاق الخدمة''
كتب - محمد محروس وإشراق أحمد:
امتهنوا أعمال بسيطة كحياتهم، لم يكن لهم شكوى مسموعة رغم فقدان الكثير من متطلبات الحياة الأساسية، غير أن السعي للرزق كان يلهي عنهم شكواهم بين الحين والآخر.
في قلب مدينة الأقصر يعيشون، أغلبهم لا يملك سوى حصان يجر عربة تسير على الكورنيش ومناطق السياحة، أو ما يطلق عليه " عربجي"، وآخرين يعملون بالنيل على إحدى المراكب أو عاملين نظافة، جميعهم تشاركوا في " عزبة زينة" حياتهم وهمومهم ومعاناتهم خاصة بعد الثورة حيث الركود الذي أصاب السياحة فكانوا أوائل المتضررين .
ما بين "عشش" ارتكنت على الطريق، يعيش البعض، وآخرين تحت أسقف من طوب أحمر أشبه بما تحت الإنشاء، لا يوجد بأي من المساكن سوى القليل يعين على الحياة داخل تلك الحجرات الصغيرة التي يسكنها على أقل تقدير 4 أشخاص.
أبواب مجاورة لبعضها البعض تنغلق على مقاعد من خشب متهالك " مصاطب" وأواني ملقاة هنا وهناك، وربما فتحة أسفل الحائط تصل بين الحجرات، وبعضها يحتاج العبور منها للزحف أرضاً، بالإضافة إلى ما يشبه السرير يمكن أن تجده داخل تلك الحجرات التي لا أنيس لأصحابها الزائد عددهم عن الحجرة سوى الحديث لبعضهم أو صوت راديو قديم وجد بها.
مشكلة أهالي "عزبة زينة" ليست في فقدان الاحتياجات والقمامة ومشاكل المياه وغيرها من النواقص المشتركة في كثير من العشوائيات بل فقدان الكثير من رجال " العزبة" لمصدر رزقهم تأثراً بالأحداث أكثر ما دفع أهالي المنطقة للخروج عن صمتهم، وكذلك الخوف من الطرد خارج تلك الأسقف البسيطة التي تأويهم حيث أن محافظ الأقصر الأسبق سمير فرج أصدر قرارا بإزالة المنطقة منذ عدة سنوات دون التفكير في توفير مساكن بديلة .
"نفيسة محمد جمعة" إحدى أقدم سكان " عزبة زينة"، لا تعرف كم يبلغ عمرها تحديداً فكل ما تعرفه ان " بقالي كتير "؛ سيدة قعيد، جلست على أرضية إحدى الغرف التي تسكنها مع أبناءها التسع " عايشة أنا وولادي 9 اتنين متجوزين واتنين مطلقين بعيالهم 7 في أوضتين" .
بينما جلس " حسام سيف" على مصطبة أمام بيته، شهور مرت على حاله دون أن يدخل جيبه جنيهاً فاضطر لبيع حصانه الذي يعمل عليه " عربجي" للإنفاق على أبناءه الأربعة فأصبح بلا عمل " بعت الحصان بسبب الأحوال، وادينا قاعدين معندناش حاجة في جيبنا".
لم يتوقف الأمر عند ذلك بل وصل الأمر لإخراج ابنه " محمد" من المدرسة لعدم قدرته على دفع مصاريف المدرسة.
لمتابعة أهم وأحدث الأخبار اشترك الآن في خدمة مصراوي للرسائل القصيرة.. للاشتراك...اضغط هنا
فيديو قد يعجبك: