إعلان

''عزازيل''.. عمل فني يجسد الحيرة الإنسانية

11:44 ص الإثنين 30 ديسمبر 2013

''عزازيل''.. عمل فني يجسد الحيرة الإنسانية

كتبت - رنا الجميعي:

''يا هيبا، قلتُ لكَ مراراً إنني لا أجئ ولا أذهب، أنت الذي تجيئ بي حين تشاء، فأنا آتٍ إليك منك، وبك، وفيك، أنا حامل أوزارك وأوهامك ومآسيك، أنا الذي لا غنى لك عنه ولا غنى لغيرك''، كانت تلك وسوسة ''عزازيل'' للراهب ''هيبا'' الهائم على وجهه.

''عزازيل''

قليلة هي المسرحيات التي تستطيع أن تكون لها جمهورًا كبيرًا يأتيها كلما عُرض العمل، يُذكر من تلك المسرحيات الشهيرة ''قهوة سادة'' التي أحدثت ضجة وقت عرضها قبل الثورة لانتقادها الظروف الاجتماعية للبلد في ذلك الوقت.

استطاع فريق ''ميلوفرينيا'' الذي يقوم بعرض مسرحية ''عزازيل'' عن رواية بنفس الاسم للكاتب يوسف زيدان، أن يُكوّن محبين لأدائه المسرحي، ولشهرة تلك الرواية التي تقوم على الجدل القائم في الديانة المسيحية والصراع بين كنيسة أورشليم و كنيسة الاسكندرية ولكن الرواية تذهب لأبعد من هذا الجدل الديني إلى الصراع دا خل النفس البشرية بين الخير والشر والتي تتمثل في نفس الراهب ''هيبا''.

عُرضت المسرحية على مسرح المعهد العالي للفنون المسرحية في إطارفعاليات مهرجان المسرح العربي تحت اسم ''زكي طليمات'' أحد رواد المسرح العربي، ظهر العمل الفني عدة مرات العام الماضي على مسرح البالون و جامعة المنصورة.

أما عن المسرحية فهي مزج بين عملين هما رواية ''عزازيل'' و الفيلم الأسباني ''أجورا'' الذي يحكي عن عالمة الفلك ''هيباتيا'' التي يتهمونها بالشعوذة لأنها وثنية في الوقت التي تكون فيه المسيحية الديانة الرسمية، في المسرحية تقول هيباتيا للراهب هيبا : امنحني ميتة هادئة، فيقوم بكتم أنفاسها.

بلاد بلا ذاكرة

بين فقرات من الموسيقى الكلاسيكية المخيفة يظهر عزازيل ''الشيطان'' في خلفية المسرح للراهب ''هيبا'' الذي يُصارع نفسه بين فجورها و تقواها، و تلتبس روحه حول معاني الخير، و يناجي ربه : ''امنحني بلادًا أرتحل إليها بلا ذاكرة'' .

يُقابل ''هيبا'' أوكتافيا المرأة التي تحبه و تغويه ليسكن في منزلها و التي تُقتل لكونها وثنية، و يسرح في شوارع اسكندرية يتذكرمحبتها له، فهو لم يرى''المحبة إلا من خلال امرأة وثنية'' ... هكذا ناشدها.

تصل عذابات ''هيبا'' إلى منتهاها حينما يُقابل مرتا المرأة التي يبادلها الحب و لكنه لا يتزوجها لأنه راهب، و المسيحية تمنع الزواج من الرهبان، أما عن هواجس ''هيبا'' فتأتي على هيئة أشخاص يرددون تردده و حيرته و يقولون له : ''إيمانك مثل سحابات الصيف، رقيق''.

تنتهي المسرحية بظهور ''عزازيل'' في محاورة طويلة بينه و بين ''هيبا''، هنا يُوضح له أن عزازيل لا يقترف الأفعال إنما يُوحي بها فقط، و يوصيه بوصيته الأبدية: ''اكتب يا هيبا، فمن يكتب لا يموت''.

لمتابعة أهم وأحدث الأخبار اشترك الآن في خدمة مصراوي للرسائل القصيرةللاشتراك...اضغط هنا

فيديو قد يعجبك: